الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محمد سعيد الشرعبي يكتب: الحق الأعزل والباطل الأرعن

محمد سعيد الشرعبي
محمد سعيد الشرعبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في عز اشتداد حملات التخوين والتهم الجاهزة بحق القوى المدنية المناوئة للانقلاب في اليمن من قبل شركاء في جبهة الشرعية تطلق دعوات بين حين وآخر لوقف المعارك الجانبية.
وأتمنى ممن يطلقون الدعوات الحريصة أو المغلفة بالحرص على وحدة الصف تكليف أنفسهم مراجعة أسباب المعارك العبثية التي تشعلها مطابخ التخوين والتهم والمكائد.
تتكاثر المشاكل اليومية في ظل تزايد كوارث انفلات الأمن في مدينة تعز، والاستقواء بالسلاح على القوى المدنية، وتغييب مؤسسات الدولة تزامنا مع استمرار عصابة المافيا في فرض سلطتها على المحافظة.
واجب كافة القوى السياسية الانحياز غير المشروط إلى مطالب الشعب، والوفاء لتضحيات الأبطال بإعادة دور مؤسسات الدولة، وضبط الأمن، والدفع لاستكمال دمج أفراد المقاومة بالجيش الوطني بعيدًا عن قذارة الشغل الحزبي والمناطقي.
أما الصراعات بين المتحزبين أو الناشطين المستقلين فلن يتوقف قبل معالجة الأسباب التي أشعلت نيرانها، والخيار الأنسب لإخمادها يبدأ من تفعيل المؤسسات، وإنهاء سلطة المافيا (عصابات مصالح ولوبيات فساد).
على الجميع إدراك أهمية النقد الحريص على وقف الأخطاء، ومنع الكوارث، واقتناعهم بمغادرة مرحلة العبث، واستشعار خطر الاستقواء بقوة السلاح على القوى المدنية.
وفي كل الأحوال، بين الحق الأعزل والباطل الأرعن مسافة بسيطة، والحريص على وحدة الصف المقاوم لن ينحاز للباطل المغرور بقوة السلاح وأبواق التهم والتخوين.
وأكرر التأكيد على بعض النقاط:
أي جماعة تعد معارضتها خيانة، وانتقادها خروجا عن الإجماع، والمطالبة بتفعيل مؤسسات الدولة شقا للصف جماعة انقلابية تنسف تضحياتها بشرور تناقضاتها وممارستها.
أي فرد أو حزب يخون ويتهم الآخرين بسبب رفضهم الانفلات الأمني، وانحيازهم لمطلب استعادة مؤسسات الدولة يشارك المافيا جرائمهم القذرة ضد الحريات والحقوق.
إذا لم تتوقفوا عن تخوين الآخرين ظلما وعدوانا فلا تنزعجوا ممن يكشف قذارة أفعالكم، وخطورة ألاعيبكم، ولو كان الوقت غير مناسب في نظركم.
حين تغريك قوة السلاح فلا تظن المعركة بندقية ستمكنك فرض إرادتك على الأطراف المدنية والقوى السلمية المناهضة للانقلاب.

البندقية ليست نهاية الكون، والباطل سينهزم مهما كانت قوته، وسيظل وعي الشعب صخرة تنكسر عليها كافة مشاريع الموت والغلبة.
الإرهاب الفكري لن يوقف رفض الأحرار لكل أشكال الظلم والطغيان والغطرسة بحق المدنيين أو شركاء النضال في دورب التحرير واستعادة الجمهورية.