عندما تُذكر العيون الجميلة يتردد اسمها على الفور، إنها فاتنة السينما المصرية، صاحبة العينين الأجمل في تاريخ الفن، الفنانة زبيدة ثروت، المولودة في 14 يونيو 1940م بالإسكندرية، والتي رحلت عن عالمنا منذ قليل عن عمر ناهز 76 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
تعددت الزيجات في حياة الفنانة زبيدة ثروت فتزوجت ببداية حياتها من الرياضي إيهاب الغزاوي، ثم تزوجت من المنتج السوري صبحي فرحات، وأنجبت منه بناتها الأربع "ريم"، "رشا"، "مها"، و"قسمت"، كما تزوجت بعد ذلك من المهندس ولاء إسماعيل، والممثل عمر ناجي، بينما كان الكوافير اللبناني "نعيم" هو آخر أزواجها.
اقتحمت الفنانة "زبيدة" عالم الفن والتمثيل بالصدفة بعد أن نشرت مجلة "الجيل" صورها على مساحة كبيرة بالصفحة الأولى لفوزها في مسابقة أجمل مراهقة التي نظمتها المجلة، فاستطاعت أن تلفت أنظار المخرجين والمنتجين إليها، وظهرت لأول مرة على شاشة السينما عام 1956م في فيلم "دليلة" مع الفنانة شادية والفنان عبد الحليم حافظ، وعلى الرغم من طبيعة والدها العسكرية إلا انه لم يُبد اعتراضًا على عملها بالفن، بل كان يحضر معها التصوير ويشجعها في مشوارها الفني، ولكن عارض جدها أحد أعيان الإسكندرية والذي كان يعمل بالمحاماة على دخولها ذلك الوسط بشده حتى وصل الأمر إلى حد تهديدهما بالحرمان من الميراث.
قررت "ثروت" بعد هذا التهديد الالتحاق بكلية الحقوق والعمل بالمحاماة إرضاءً لجدها، إلا أن تحول المكتب الذي كانت تعمل به إلى ملتقى للمعجبين أدي إلي تركها له وانتهاء علاقتها بالمحاماة للأبد.
تميزت الفنانة "زبيدة ثروت" في الأدوار الرومانسية حيث البنت البريئة والزوجة المتفانية أو الحبيبة المخلصة حتى أطلق عليها بعض النقاد لقب "ملكة الرومانسية" و"قطة السينما المصرية"، ورغم رغبتها في تغيير تلك الأدوار وحلمها بأداء شخصية الراقصة إلا أن العادات والتقاليد وصرامة الأسرة منعتها من ذلك.
قدمت "زبيدة" خلال مشوارها الفني الذي امتد حتى السبعينيات عددًا كبيرًا من الأعمال الناجحة، ومن أبرز أعمالها السينمائية "نساء في حياتي، الملاك الصغير، شمس لا تغيب، في بيتنا رجل، يوم من عمري، الحب الضائع، زوجة غيورة جدا"، بالإضافة إلي عدد من الأعمال المسرحية منها "20 فرخة وديك، وعائلة سعيدة جدًا".
كان فيلم "المذنبون" في أواخر السبعينيات هو آخر أعمالها قبل قرارها بالاعتزال وارتداء النقاب حيث تفرغت بعد ذلك للعبادة فقط، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة ولكنها عادت إلى القاهرة مرة أخرى.
نالت الفنانة "زبيدة ثروت" العديد من الجوائز المحلية والعالمية خلال مشوارها الفني حيث حصلت على لقب أجمل فتاة في الشرق من مجلة الكواكب عام 1955م، كما فازت في مسابقة أجمل مراهقة التي نظمتها مجلة الجيل، وكرمها الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" عن دورها فيلم "في بيتنا رجل".
غنى لها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وأحبها وعشقها ولم يتزوجها، بدأت قصته معها بـ"بأمر الحب"، وجمعتهما قصة حب كبيرة، منذ فيلم "يوم من عمري".
وفي أحد حواراتها الصحفية كشفت أن عبدالحليم تقدم لطلب يدها من والدها، ولكن الأخير رفض قائلًا: "مش هاجوز بنتي لمغنواتي"، ومع الوقت أصبحا أصدقاء، وأكدت ثروت أن حبها الحقيقي لم يكن لزوجها صبحي فرحات، وإنما كان للعندليب الأسمر.
