في وقت يستعد فيه العالم للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، وفي توديع عام شارف على نهايته قد ذاق خلاله ويلات الإرهاب، لم تكف أيدي المجرمين عن القيام بالتفجير تلو الآخر حتى تذكر أن الأخطبوط قد امتدت أصابعه إلى الجميع، وأن كافة الجهود لم تتمكن من بتر أصابعه الممتدة لتغتال الجميع.
ففي ثلاثة أيام فقط شهد العالم 6 تفجيرات إرهابية بدأت وانتهت في القاهرة مرورًا بنيجيريا واليمن والصومال وتركيا وآخرها تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة أمس، مخلفين وراءهم مئات القتلى والجرحى من الأبرياء.
وتنوعت مسارح هذه الأحداث ما بين دور عبادة وملاعب وأسواق وأماكن تمركز لقوات الأمن.
بدأت العمليات الإرهابية يوم الجمعة الماضي في القاهرة بانفجار عبوة ناسفة صباحا بالقرب من مسجد السلام بالهرم مسفرا عن استشهاد 6 من قوات الأمن وإصابة 3 مجندين آخرين، وفي اليوم نفسه، شهدت ولاية أداماوا شمال شرقي نيجيريا أيضا حادثًا إرهابيا عندما فجرت امرآتان نفسيهما في سوق شعبي، وأسفر الحادث عن مقتل 45 وأكثر من 30 جريحًا من المتسوقين والباعة.
وفي اليوم التالي، استهدف تفجير انتحاري معسكر الصولبان بالقرب من مطار عدن ما أسفر عن سقوط 80 جنديًا بين قتيل وجريح اثناء تسلمهم رواتبهم الشهرية أمام أحد المكاتب داخل المعسكر.
وشهد اليوم نفسه مقُتل 38 شخصا وإصابة 155 آخرين على الأقل في تفجيرين وقعا قرب ملعب لكرة القدم في مدينة أسطنبول التركية، حيث انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من عربة للشرطة، كما فجر انتحاري نفسه في محيط ملعب فريق بشيكطاش أثناء إقامة مباراة بالدوري الممتاز.
فيما اختتمت هذه السلسلة من العمليات الإرهابية آخر حلقاتها أمس بانفجار عبوة ناسفة في الكنيسة البطرسية في حي العباسية بالقاهرة مودية بحياة 25 شهيدًا و49 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال.
كما شهد الأحد أيضا هجوم إرهابيا في الصومال بانفجار شاحنة مفخخة قرب مرفأ العاصمة مقديشو، مؤديا بحياة 20 مدنيا.
