مع اقتراب بداية عام ميلادي جديد، يحتفل المسلمون بذكرى ميلاد خير خلق الله محمد، صلوات الله وسلامه عليه، لتبقى وصايا رسول الرحمة باقية تتردد في كل وقت وحين تسأل الجميع الرحمة بأيتام أمته ومعاملتهم على النحو الذي يليق بطفولتهم وتوفير مناخ أسري آمن بديلا عن الحرمان من الأبوين أو كلاهما ورحمة لذا شدد اليتم الأعظم علي العطف علي هؤلاء مبشرا بثواب وعظمة كفالتهم.
ولعل الشاهد من السنة النبوية في هذا الأمر هو حديث رسول الله صلوات الله عليه وسلم الذي قال فيه: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ".
ولقد تعددت دور الأيتام في كافة محافظات مصر، ولكن الواقع الملوس لها بات يقول: إن هناك أزمة تمويل حقيقة أصبحت تحاصرهم بعد فقد نسبة كبيرة من التبرعات التي كانت تأتيهم، فضلا عن انصراف الكثيرون عن الدور واتجاههم للتبرع لكبري المستشفيات -حال عبر عنه بعض القائمون على تلك الدور.
فيما قالت سمر مهران من دار حبات القلوب لرعاية الأيتام: نحن في حاجة ماسة لمن يعطف علي دور الأيتام، من يزور دور الأيتام الأن فئة قليلة، حيث نسيت أو تناست الأغلبية في زحام الحياة هذه الزيارات الإنسانية ؛ والتي قد تكون كفيلة بإدخال السرور علي قلوب أطفال حرمهم القدر من ذويهم وأسرهم؛ لجهل بعضهم بأن من يسعد يتيم سيسعد الله قلبه في الدارين.
ومن داخل أحد دور الأيتام التي تأوي حوالي 76 يتيما من البنات والأولاد، بمحافظة الشرقية، والتي تضم أطفالا رضع من عمر عامين وحتي شباب بالغين في سن 23 عاما، كان لقائنا مع نورا فؤاد التي أوضحت: بعض الأطفال لديهم أهل وأقارب تخلوا عنهم بعد وفاة الوالدين ؛ وأخرون والديهم علي قيد الحياة ولكن جلبوهم للدار بسبب الخلافات الأسريه وفريق ثالث ليس لديهم لا اهل ولا أقارب.
واستعدادا للاحتفال السنوي بذكرى االمولد النبوي، غدا، أفصحت إلهام الشرقاوي مؤسسة فنون الخير للأيتام والغارمين والغارمات ونائب رئيس رابطة المرأة أنه ستقام 3حفلات خلال الأسبوع الجاري؛ سيكون المشرف عليها أحد المتطوعين، وهو رجل اعمال يدعي محمود الحديدي، فضلا عن حفلة تكريم لحافظي القرآن الكريم من الأطفال، الي جانب توزيع المكافأت علي المتميزين، إضافة للحفلات الغنائية واستحضار الدمي الكبيرة والعرائس بمشاركة بعض المطربين المتطوعين للاحتفاء بذلك اليوم وهو ما يعد فرحة كبيرة ينتظرها الطفل من العام للعام.
كما أضافت: حفل المولد النبوي سيبدأ بفقرة إنشادي لمدح الرسول الكريم وذكر السيرة النبوية للأطفال بشكل مبسط للتعرف علي عظمة رسولهم الكريم؛ وأن اليتم تفضيل من الله لهم ومنحة وليست محنة كما يظنها البعض لافتة إلي أنه سيتم توزيع هدايا وحلوي المولد النبوي وملابس شتوية وبطاطين للأطفال من قبل بعض المتطوعين من ميسوري الحال وفاعلي الخير الذين يأتوا للدار لزيارة الأطفال بالهدايا لإدخال السعادة عليهم.
وذكرت الشرقاوي: تم تأسيس دار جديدة مكونة من 3 أجزاء لضم ورعاية المسنين من المشردين في الشوارع بدون أية تكاليف وذلك علي خلاف دور المسنين مدفوعة الأجر؛ لرعاية المسنين ممن كانوا يفترشون الأرض ويتغطون بالرياح والشمس المحرقة عبر فصول العام،مع تخصيص أطباء في الدار للكشف عليهم ومعالجتهم المرضي منهم، مع محاولة من مشرفي الدار والأطباء لتنمية عقولهم من جديد ببعض الأساليب البسيطة ك لعبة الطاولة ومجالستهم والحديث معهم باستمرار لتعويضهم غياب أسرهم ؛وهؤلاء أيضا لهم زوارهم ولهم برامج مختلفة للاحتفاء بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ومن عالم الكبار لعالم الصغار حيث التقينا يوسف ابن الخامسة الذي قال: "انا بحب لملبن الاحمر وبكرا هاكل منه كتير لما ماما سوسن تيجي تزورني، بس يارب الاراجوز يجي في الحفلة"
أما منار ففضلت أن تسأل عن حضور نانسي عجرم للحفل معلنة أنها المطرب المفضلة لها وأنها تسعد كثيرا بسماعها خاصة الأغاني التي تعدها خصيصا للصغار.
الكل في حالة تأهب معظم الدور تعمل علي قدم وساق ولكن ما لفت الانتاباه هو شهادة الكثيرون بأن مال التبرعات في نقصان مستمر مؤكدين ان الكثير من الدور الغوا الاحتفالات هذا العام بسبب ضعف الموارد مكتفين بتوزيع بعض الحلوى على الأطفال فقط وهو ما يطرح التساؤل هل اصاب الفقر بيوت المسلين أم أنا هناك بدائل أخرى للإنفاق باتت أولي من كفالة اليتيم والمسن؟
