الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف تُنفذ عملية إرهابية في شارع الهرم؟

جانب من اثار انفجار
جانب من اثار انفجار الهرم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التكفيرى يزرع العبوة الناسفة ويفجرها بالمحمول من الميكروباص
مسئول التجنيد يستقطب المنفذ ويعلمه صناعة القنبلة خلال أيام

لا تشغلوا بالكم كثيرًا بالمسئول عن تنفيذ الحادث الإرهابى الذى وقع أمس الجمعة بشارع الهرم، وأسفر عن مقتل ٦ أفراد من الشرطة، فلا فاصل الآن بين الإخوان ومجموعات «أجناد مصر»، أو «داعش» بأرض الكنانة، أو «بيت المقدس».. إلخ، فكلها التقت فى أهدافها، وهى محاولة تقويض النظام، وقد خدمتها السيولة الكبيرة التى جرت عقب الثورة، حيث انفجر المخزن السلفى الجهادى الجامع لأفراد يؤمنون بالعمل المسلح، الذى يضم داخله تلك الأفكار المتنوعة والمتعددة، التى تعمل بشكل تنظيمى هرمى أو عنقودى.
فى الخلفية من هذه التنظيمات يقبع المحرضون، والمخزن الكبير لكل هذه الجماعات، وهى «حازمون»، و«الجبهة السلفية»، و«الإخوان»، الذين تحدثوا بوضوح عن قتال الطائفة المرتدة، وساووا بينها وبين قتال أبى بكر الصديق مانعى الزكاة، وهؤلاء كلهم فاعلون، حدث المزج بينهم جميعًا، داخل الجامعات، وفى الميادين، وداخل المجموعات النوعية، والتنظيمات ذات السيولة، مثل «حازمون»، وهذا رأيناه فى حادث شارع اللبينى، كما رأيناه مع خلية حلوان، وفى اغتيال النائب العام، وكيف حدث الخلط بين جماعة «أجناد مصر»، و«الإخوان»، و«بيت المقدس»، وكيف كان همام عطية سلفيًا حتى النخاع، لكنه فجأة أصبح زعيمًا لتنظيم يغتال الشرطة.
المهم هنا وهو كيف تمت تلك العملية؟ وكيف تتم العمليات غالبًا فى منطقة واحدة، أو شارع واحد مثل الهرم؟!
عبد الله السيد محمد السيد، من إبشواى الفيوم، كان يسكن فى عزبة الهجانة، أول مدينة نصر، القاهرة، قال له القيادى سمير إبراهيم، إن الشرطة تقتل المتظاهرين السلميين، وتغتصب الحرائر، وعرفه على شخص اسمه حسام على، فى الحى ١١ بـ٦ أكتوبر، وحسام عرفه على همام عطية، وكان الأخير مستأجرًا لسوبر ماركت الهوارى، بميدان لبنان، واتخذه وكرًا يقابل فيه عناصر الخلية، وفى أول لقاء سأله عن دراسته، وعن أعماله، وساعتها اختاره لكى يكون مسئولًا شرعيًا للتنظيم، لما تأكد أنه ليس لديه مانع من الموافقة على أعمال الجماعة التى تقوم بها، وأعطاه تليفونًا محمولًا يتواصلان من خلاله، ثم عرفه على بلال صبحى فرحات، الذى علمه كيف يصنع عبوة ناسفة.
بهذه البساطة تم تجنيده وتكليفه بالتفجيرات، وفى ثانى يوم فقط قال له بلال إنك ومحمد صابر ستقومان بـ«غزوة صغيرة».. هكذا يطلقون على العمليات الإرهابية «غزوات»، وبالفعل تقابلا فى الطالبية بالهرم، وزرعا القنبلة بجوار قسم الشرطة بالقرب من محطة نصر الدين.
القنبلة مرتبطة بشريحة تليفون محمول، وكان همام عطية علمهما بأن يقوما بزرع القنبلة قبل العملية بيومين على الأقل، ثم يركبان سيارة ميكروباص من ميدان الجيزة، إلى آخر شارع الهرم، وبمجرد مرورهما على قسم الشرطة، يتصل أحدهما بشريحة المحمول الموضوعة داخل القنبلة، فيصبح الموجب والسالب جاهزين، ويؤدى ذلك لـ«شرز» يفجر العبوة الناسفة، بينما مفجرها الإرهابى فى الميكروباص، الذى يكون فى هذه اللحظة قد ابتعد مئات الأمتار عن موقع الحادث، بل يكون بعد دقائق قد وصل إلى المحطة الأخيرة، التى ينتقل منها بسهولة إلى محل سكنه، الذى فى الأغلب يكون فى منطقة بعيدة مثل أكتوبر والشيخ زايد، أو منطقة عشوائية مثل كرداسة والوراق.
فى كل مرة كانت تتم تلك العمليات الإرهابية بهذه الطريقة، أما إذا كان الهدف هو إشاعة أكبر جو من الفوضى، أو قتل عدد كبير، فإنهم كانوا يقومون بتركيب العبوة الناسفة من مادة «السى فور»، وهى مادة شديدة الانفجار، وفى أحيان كثيرة كانوا يقومون بلصقها فى سيارة الهدف، وهى ما تسمى «القنبلة اللاصقة»، وهى التى استخدموها فى تفجير موكب النائب العام، هشام بركات.
فى الفترة الأخيرة، نجحت معلومات الأمن فى رصد الكوادر الإرهابية بمختلف تنظيماتها، وأبرزها «داعش» وتنظيم «أجناد مصر»، وكيف تحالفت مع جماعة الإخوان، وتم التعامل مع تلك المعلومات وتوجيه عدة ضربات أمنية استباقية متتالية لبعض كوادرها، وآخرها منسق تلك المجموعات، محمد سيد حسين زكى، مواليد ١٩٨٣ بنى سويف، حيث قتل فى تبادل لإطلاق النار فى محل اختفائه بمحافظة أسيوط، كما تم قتل مصطفى سيد الغزالى، يحمل اسم حركى «عبدالله عزام» فى إحدى الشقق الكائنة بمنطقة أبوزعبل محافظة القليوبية.
وقد اتضح أن تحركًا ثابتًا تقوم به هذه العناصر، وهو تحريض فى مواقع الإنترنت والتواصل + عمليات تجنيد + تمويل من الجماعة الموجودة بتركيا أو قطر + اتصال وتواصل بين الجماعات المسلحة سواء «داعش» أو «القاعدة» داخل الجامعات = تنفيذ عمليات إرهابية.
المثلث الثابت ومحاور التحرك والتنفيذ، هى تركيا وطلاب الإخوان الهاربون للسودان وغزة، والدخول يتم عبر الأنفاق، وعبر الحدود الجنوبية السودانية، والرسالة هى الخوف، وتوسيع دائرة الحماية للشخصيات الشرطية والعامة، وإنهاك النظام وتقويض اقتصاده.