الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النجيب المحفوظ ونواب الظلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كم أنت غلبانة يا بلادى حتى يطلع أشباه نواب عن شعبك يطالبون بمحاكمة أجمل من أنجبت مصر، غدًا الأحد يوم ميلادك أيها النجيب المحفوظ.
توقف ياسين ابن السيد أحمد عبدالجواد أمام دكان الشرقاوى، وقال لكمال: عن إذنك كلفتنى كريمة بأن أستبضع لها بعض اللوازم للمولود المنتظر.
كان المولود المنتظر هو آخر أحفاد السيد أحمد عبدالجواد، وأبوه هو عبدالمنعم، الجيل الثالث فى عائلة سى السيد.
وكان عبدالمنعم شابا مؤمنا ومتحمسا ومن أتباع الشيخ على المنوفى، وكان الأخير أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
هكذا اختار الراحل العظيم نجيب محفوظ أن ينهى ثلاثيته الرائعة بانتظار ولادة ابن عبدالمنعم ويعطى له وحده حق الاستمرار دون غيره من أبطال ملحمة «بين القصرين وقصر الشوق والسكرية».
فى «السكرية» كان الشيخ على المنوفى يقول «نحن مسلمون اسما ويجب أن نكون مسلمين فعلا بذلك نادى المرشد فى الإسماعيلية ومن ساعتها ودعوته تسرى فى الأرواح غازية القرى والدساكر حتى تملأ القلوب جميعا».
وتمضى السنوات ويصدق توقع الشيخ على المنوفى وتغزو دعوة المرشد القرى والدساكر وتتابع الأجيال فى ولادة طبيعية من عباءة المرشد ونعرف على أياديهم إسلام آخر يحمل السكاكين والجنازير والقنابل والرصاص.
وبين المرشد أو الإمام حسن أحمد عبدالرحمن الساعاتى (وهى مهنة وليست لقبًا) وأخيرًا البنا (وهو لقب غير مؤكد) وبين نسل عبدالمنعم سنوات طويلة من فتاوى الشيوخ والأمراء وصخب الكاسيتات وميكروفونات الزوايا ومساجد الإخوة إلى جانب مزايدات الأزهر التى تدعى الوسطية وهو يحتضن بكل ما يملك من نفيس وغال كل ولاد وأحفاد حسن الساعاتى.
خلال تلك السنوات استقبلت الأيدى المتوضئة أولاد عبدالمنعم بالمصحف والسيف ويكبرون ويتعلمون على قاعدة سمعنا وأطعنا ويسمعون ويطيعون وينفذون ويتخصصون فى شعب متنوعة للقتل والابتزاز والتربح وكله باسم الإسلام.
فى منتصف السبعينيات يظهر أولاد عبدالمنعم فى سيارتين أمام فيلا الدكتور محمد حسين الذهبى، وزير الأوقاف المناهض لجماعتهم، كانوا يرتدون زى ضباط شرطة ويختطفون الشيخ الذهبى وبعد عشرين ساعة يصدرون حكمًا بالإعدام مشفوعًا بالفتوى اللازمة ويلقى الشيخ حتفه وهو معصوب العينين برصاصة استقرت فى الجمجمة.
وفى يونيو ١٩٨٧ يظهر أولاد عبدالمنعم مرة أخرى فى سيارة ١٢٨ ويعترضون طريق الكاتب مكرم محمد أحمد ولا ينقذه من رصاص الغدر إلا النوم فى الدواسة.
وفى يونيو ١٩٩٢ يعود أولاد عبدالمنعم للظهور أمام مكتب المفكر الراحل الدكتور فرج فودة، وبينما يستعد لركوب سيارة صديقه يأتى أولاد عبدالمنعم على الموتوسيكلات حاملين الرشاشات ويسقط فرج فودة ضحية لفتوى ولاد المرشد من أمثال أبوإسماعيل الأب وغيره ممن يسمون أنفسهم علماء الأزهر.
ويشاء القدر أن يأتى ابن عبدالمنعم المنتظر بعد سبعة وثلاثين عامًا من الولادة لينال من صاحب الثلاثية ويضع سكينًا مسمومًا على رقبته فى درامًا جديدة لم ترد لحظة فى خيال صاحب جائزة نوبل.
ويستمر مسلسل إرهاب أبناء عبدالمنعم أحفاد المرشد قنابل ورصاص ومولوتوف من ناحية وفتاوى سابقة التجهيز لتكفير كل البشر حتى رسول الله إذا ما تعارض حديثه مع فتاوى المرشد، هذا نص ما قالوه على منصة رابعة العدوية.
ومن حسن طالع الشعب المصرى أن تفشل خطة ولاد المرشد أبناء عبدالمنعم كل مرة لأنهم ببساطة يعيشون فى عالمهم الافتراضى أما أنت أيها النجيب فقد عشت طيبًا وستظل طيبًا فى ضمير شعب مصر.
كل سنة وأنت دايما طيب أيها النجيب المحفوظ.