الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يحيى حقي.. البوسطجي

يحيى حقي
يحيى حقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عرفت أن العقل هو ذلك الحد الفاصل بين الإيمان واليقين بنعم الله، وبين الانسياق وراء الخرافة، فكان «قنديل أم هاشم» الضوء الذي سرت به".. تظل الكلمات السابقة أهم ما يميز أدب الروائي والكاتب الراحل الفذ يحيى حقي الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.
يعد يحيى حقى، أحد رموز الوطن ومعالج معظم فنون القول، وتعد روايته "قنديل أم هاشم" علامة بارزة في تاريخ الرواية العربية، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بطولة الفنان شكري سرحان، والفنانة سميرة أحمد والفنانة أمينة رزق، والفنان القدير عبدالوارث عسر.
ولد "حقي" في أسرة ميسورة الحال في القاهرة وحصل على تعليم جيد حتى انخرط في المحاماة ودرس في معهد الحقوق بالقاهرة وكان تخرجه عام 1925، ويعتبر علامة بارزة في الأدب والسينما، وأحد كبار الأدباء المصريين بجانب نجيب محفوظ ويوسف ادريس.
كما يُعد رائدًا لفن القصة القصيرة العربية، فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث.
قضى "حقي" عمره في الخدمة المدنية، وعمل بالسلك الدبلوماسي المصري، وتم تعيينه في منصب مستشار بدار الكتب والوثائق القومية.
وعن مجاله الأدبي نشر أربعة مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر روايته "قنديل أم هاشم"، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى، وترأس تحرير مجلة "المجلة" من عام 1961 إلى 1971.
عالج "حقي"، معظم فنون القول، من قصة قصيرة ورواية ونقــد ودراسة أدبية وسيرة ذاتية ومقال أدبي، كما ترجم عددًا من القصص والمسرحيات، وإن ظلت القصة القصيرة هي هواه الأول.
وبعد آخر كتبه "ناس في الظل" عام 1974، صمت ورفض ممارســة الكتابة بأنواعها، صائحًا دون خجل: "قلت كل شيء ولم يعد عندي ما أقوله، حتى لا يتناقض مع نصيحـته للقارئ أن يتأمل لنفسه بنفسه كيف يدب الخداع والكذب في المؤلفات التي تسعى لاسترضاء الجمهور".
وهكذا نال التقدير بصدقه ورؤيته، كما قالت حيثيات جائزة الملك فيصل العالمية في منحها له عام 1990، إن "الفن لا قيمة له إن لم يكن إيمانًا وتواصلًا يدفعان الحياة ويضيفان الجمال والأمل".
كان "حقي" صادقًا مع نفسه أولًا، فتواصل القراء والمبدعون معه، وكان ينشر كتاباته في صحف بسيطة مثل جريدة العمال والمساء والتعاون، خاصة تلك التي وقّعها تحت أسماء مستعارة منها: عبدالرحمن بن حسن، المؤرخ المصري الشهير "الجبرتي"، لبيب شاكر فضل الله، أبوشنب فضة قصير، يحيى حقي.
بعد توقف يحيى حقي عن الكتابة لعدة سنوات، أصدر عام 1991 كتابه الرائع "خليها على الله"، قبل وفاته في 9 ديسمبر 1992.

https://www.youtube.com/watch?v=wG6tNHQUqfA