الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بشار الأسد: علاقاتنا مع مصر في تحسن دائم.. "أردوغان" غير سوي ومصاب باضطراب نفسي.. ووساطة روسية بين سوريا والسعودية منذ عام ونصف باءت بالفشل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول الرئيس السورى بشار الأسد، مجمل الأوضاع في السوري داخليا وخارجيا، فى حوار مطول لصحيفة الوطن السورية، اليوم الخميس، أجراه رئيس التحرير عبدربه وضاح، نشر في مساحة أربع صفحات كاملة وتصدرت الصفحة الأولى صورة كبيرة للرئيس ونبذة مختصرة للحوار. 


واستحوزت الأزمة السورية وانعكاستها، دوليا وإقليميا، الجزء الأكبر من الحوار؛ وكشف الأسد عن وساطة روسية بين سوريا والسعودية منذ عام ونصف العام إلا أنها باءت بالفشل.
وفي سؤال له عن العلاقات السورية مع مصر أوضح الرئيس السورى، أنها انحدرت مع السنوات الأخيرة وبشكل خاص "خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن لم تصل لدرجة القطيعة «وليس لأن مرسي لا يرغب، أو «الإخوان» لا يرغبون، ولكن لأن المؤسسة الأمنية العسكرية لم تكن ترغب بهذه القطيعة.
وعن العلاقات السورية التركية والوفود التركية التي زارت "دمشق" في وقت سابق لاستعادة العلاقات، في إشارة للتحول في الموقف التركي، أجاب "الأسد" بشكل قاطع قائلا: "مادام الذي يقود دفة السياسة التركية شخص غير سوي ومضطرب نفسيا، كأردوغان، علينا أن نضع كل الاحتمالات، عندما تتعامل مع شخص غير سوي نفسيا، فلا مكان للمنطق، المنطق يقول أنه ليس هناك أي مصلحة لسورية وتركيا إلا بالعلاقات الجيدة. والحس الشعبي في تركيا، كما في سورية، لا يزال بهذا الاتجاه، ولكن بالمحصلة عندما يكون هناك تدخل تركي، فمن حق سورية أن تدافع عن أراضيها.
وأكد الرئيس السورى، أن أولويات الدولة هى في مكافحة الإرهاب، وتوفير الحد الأدنى من سبل العيش للمواطنين السوريين، معتبرًا أن العملية السياسية لم تُبنَ على مفاوضات بين سوريين وطنيين، وإنما بين سوري وطني وسوري عميل، مستنتجًا بأن كل ما سبق جعل من العملية مولودًا ميتًا منذ البداية، وموضحًا أن مشاركة سورية في هذه العملية كانت «لكي نسد الذرائع ونثبت للجميع بأن الدول التي تتحدث عن حل سياسي، والغرب تحديدًا، هي غير صادقة».
وشدد الأسد على أنه «ليست كل معارضة عميلة» لكنه اعتبر أن «المعارضة التي كُلفت بالحوار مع سورية عميلة، وهذا كلام غير قابل للنقاش بالنسبة لنا»، مؤكدًا تأييده «أي حوار بين السوريين، عندما يكون حوارًا سوريًا سوريًا، بين سوريين لا ينتمون لأجندات خارجية ولا يدعمون الإرهاب» في دمشق وفي أي مكان، مشددًا على عدم وجود حصانة (لأي شخص) من القانون، في إشارة منه لكل من يرغب من معارضي الخارج بالمشاركة في هذا الحوار.
وأشار إلى أن دول الخليج، السعودية وقطر التي أخذت مواقف معادية جدًا وعبر التاريخ كانت أحد أسباب بقاء إسرائيل وتفوقها في المنطقة، لكنه اعتبر أن هذا لا يجعل الشعب في السعودية أو في قطر أو غيرها من الدول هو شعبًا عدوًا، مشددًا على أن إسرائيل تبقى هي العدو.
وكشف الأسد، عن وساطة روسية مع السعودية منذ نحو عام ونصف، لكنها فشلت لأن «السعودية لديها هدف واحد أن تقوم سورية بالوقوف ضد إيران ولا نعرف لماذا يجب علينا أن نقف ضد إيران لكي ترضى السعودية أو لكي يرضى عقلهم المتخلف».
ولفت إلى أن عملية تحرير المنطقة الشرقية من حلب مؤخرًا لا تأتي في إطار سياسي وإنما في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية، وأضاف: «لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سورية، وإنما محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية»، مشددًا على أن الحرب «لا تنتهي إلا بعد القضاء على الإرهاب تمامًا وسنتابع الحرب عليهم».
ويرى الأسد، أن المصالحات مسار مختلف عن عملية جنيف، مؤكدًا أنها هي «الحل الوحيد المتاح بالتوازي مع ضرب الإرهابيين، وأثبت نجاعته خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية وبدأ يتسارع، وأنه حلّ حمى المدنيين»، مؤكدًا على أنه و«في كل مصالحة حصلت كان موضوع المخطوفين هو الأساس»، وأضاف: «هذه أولوية بالنسبة لنا لأنها مشكلة اجتماعية وإنسانية كبيرة، ولا يمكن للدولة أن تتغاضى عنها»، مبينًا أن الدولة تبحث «عن آليات أو أقنية للتواصل مع الإرهابيين من أجل تحرير» المخطوفين.
وعن الوضع الاقتصادي في سوريا أوضح الأسد، أن هناك أربع نقاط ساهمت في صمود الاقتصاد السوري، هي «إرادة الحياة لدى الشعب السوري بمختلف المهن الموجودة في القطاع العام والخاص» وثانيًا «الأسس التي بُني عليها الاقتصاد السوري عبر عقود» وثالثًا أن «الدولة بعد عامين أو ثلاثة أعوام عندما بدا أن الحرب ستستمر ربما لسنوات طويلة، انتقلت باتجاه حلول غير تقليدية، لم تكن مقبولة في الأوضاع الطبيعية قبل الحرب، إضافة إلى «الدعم الخارجي الذّي أتانا من الأصدقاء وخاصة الإيراني والروسي».
وحول ملف إعادة الإعمار أكد الأسد، أن الدول الصديقة ستكون من أول المساهمين في هذا المجال عبر شركاتها وعبر القروض»، وأضاف، «لا أعتقد أن الشعب السوري يقبل أن تأتي شركات من دول معادية لتقوم بإعادة الإعمار وتحقق مكاسب من الحرب التي أشعلتها»، واستدرك «لكن الكثير من الدول التي ناصبتنا العداء ستبحث عن شركات في دول صديقة لتكون واجهة لها في إعادة الإعمار في سورية».
وشدد الأسد، على أن «الفساد يجب ألا يستمر دون محاسبة»، معتبرًا أن «مشكلة الفساد ليست في عدم القدرة على محاسبته وإنما في عدم القدرة على اكتشافه خصوصًا في مثل هذا الظرف»، مشيرًا إلى ضرورة «مضاعفة الجهود على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع من أجل عملية الكشف»، ومشددًا على أن «أولويات الدولة الآن تختلف، أولًا، مكافحة الإرهاب، وثانيًا، توفير الحد الأدنى من سبل العيش للمواطنين السوريين».
ورأى الرئيس السورى، أن تجربة «القوات الشعبية هى ليست خيارًا للدولة ولكن هي تجربة تفرضها كل الحروب الوطنية في أي دولة من دول العالم»، مؤكدًا أن «هذه التجربة لها إيجابيات ولها سلبيات، وفي حالتنا كان لها إيجابيات كثيرة وحققت إنجازات عسكرية على الأرض، لكن السلبيات دائمًا ترتبط، كالفساد، بالحالة الفردية»، موضحًا أن «هناك حالات تم إلقاء القبض عليها وأنا أعرفها بالتفصيل ولكن هناك حالات أخرى لم تُضبط».