السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قانون الحضانة ونفسية الأطفال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ يومين وجدت ثورة عارمة على مواقغ التواصل الاجتماعي من الأمهات المطلقات وغير المطلقات بسبب مشروع قانون حضانة جديد طرحته إحدى نائبات مجلس الشعب ومعها 60 نائبا.
أكثر الانتقادات التي واجهت مشروع القانون الجديد التعديل الخاص بتقديم مرتبة حق الأب فى الحضانة لتأتي بعد الأم مباشرة حال زواج الأم.
سوف أسرد بعض نماذج الانتقادات: وجدت بعض الأمهات تقول إن هذا القانون لن يمر إلا على جثتنا ويتساءلون كيف يعيش الطفل مع زوجة أبيه وأمه لا تزال على قيد الحياة.
هل فعلا الأمهات لديهم حق في الثورة ضد مشروع هذا القانون أم لا؟ 
وما هو مدى تأثير هذا القانون نفسيا علي الأطفال؟
نعم وبكل ثقة أقولها: الأمهات لديهم حق في الثورة علي مشروع هذا القانون.
لو تكلمنا بيولوجيا وفسيولوجيا سوف يتم الإثبات بالدليل القاطع أن أم الطفل أقرب إليه من أبيه .
هناك هرمون اسمه الهرمون البيبتيدي أو الاكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) وهي كلمة مشتقة من اللاتينية ὀξύς oxys وتعني الولادة السريعة. يفرز هذا الهرمون بشكل جزئي من العصبونات جانب البطين (بالإنجليزية: paraventricular nuclei) في منطقة الوطاء (hypothalamus)، وينقل من الوطاء إلى الجزء الخلفي من الغدة النخامية عن طريق العصبونات، يخزن هذا الهرمون في الفص الخلفي للغدة النخامية ويستخدم عند حاجة الجسم إليه. لهذا الهرمون أهمية خاصة في عملية الولادة ، ولا تكمن أهمية هذا الهرمون فقط في دوره الكبير في علاقة الأم بطفلها والعلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، لا بل ويتعداه إلى وظائف أخرى.
الدراسات الحديثة أثبتت أن هذا الهرمون يفرز أكثر عند المرأة و مرتبط بالحمل والرضاعة. يطلق علي هذا الهرمون مصطلح حديث الآن وهو هرمون الحب. إنه باختصار الهرمون الذي يجعل هذه العاطفة العظيمة التي لا يجد لها أحد تفسيرا وهي عاطفة الأمومة، العاطفة التي لا يستطيع أحد تجاهلها أو الوقوف أمامها، أقوى عاطفة في العالم، عاطفة تكلمت عنها كل الأديان، لأن الأم بالفطرة أرحم وأحن من الأب والدليل بشكل علمي كما ذكرت هذا الهرمون.
دعونا نرى كيف يذكر القرآن الكريم الأم و يوصي بها:
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)لقمان 
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32مريم).
الدليل هنا أن من لم يبر والدته يصبح جبارا و شقيا، لأن الأم هي مصدر الحنان والعاطفة والرحمة.
قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)طه 
قال: (يا ابن أم) ترفق له بذكر الأم مع أنه شقيقه لأبويه; لأن ذكر الأم هاهنا أرق وأبلغ ، أي : في الحنو والعطف
نأتي إلى حديث رسول الله الذي نعرفه جميعا 
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أبوك وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة مثله.
التوصية بالأم ثلاث مرات دليل علي مدى أهمية الأم ومكانتها أكثر من الأب نفسه بثلاث مرات .
هل يتغير هذا كله سواء كانت الأم مطلقة أم متزوجة، بالطبع لا تبقي هي الأم تبقي هي مصدر الحنان و العاطفة والأصل.
تطرقنا للجانب الديني والفسيولوجي والبيولوجي، نأتي للجانب النفسي في موضوع الحضانة.
الطلاق في حد ذاته يسبب ضغطا شديدا علي الأطفال وهناك اضطراب نفسي ومذكور في مراجع الطب النفسي separation anxiety ، ومن ضمن أعراضه أن يسبب الطفل بقلق شديد وبكاء متواصل ورفض الذهاب إلى المدرسة ورفض الطعام لإحساسه بأنه فقد شخصا كان يرعاه يصيب هذا الاضطراب الأطفال عندما ينتقلون من مكان إلى مكان أو مدرسة إلى مدرسة وبعد انفصال الأهل، الدراسات الحديثة تقول إن بقاء الطفل المنفصل أبوه  عن أمه حتى وصوله مرحلة المراهقة أمر ضروري لتخطي هذه المشاكل النفسية.
الانفصال وتأثيره النفسي علي الأطفال مشكلة تؤرق الأسر، و طبقا للدراسات وإحصائيات حديثة تؤكد مصر أن ارتفاع معدلات طلاق بنسبة كبيرة طبقا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعداد والاحصاء، الدراسات الأجنبية الحديثة تشير بأن هناك ربطا بين الانفصال وتأثيره خصوصا على المراهقين وسلوكياتهم، فوجدوا انتشار معدلات التدخين وتعاطي المخدرات وتناول الكحوليات، بجانب الانحراف السلوكي والكذب والسرقة والميل للعنف وكسر القواعد. 
عادة ما يتم الطلاق في مصر بشكل غير حضاري ونجد صراعا بين الأب والأم علي الأطفال. ونجد محاولات من أهل الأم و الأم لجعل الطفل يكره والده ونجد الأب يحاول من ناحية أخرى جعل الأطفال يكرهون أمهم . ويصرف ببذخ  كل هذه الأفعال تؤدي الي ظهور عدة اضطرابات نفسية عند الأطفال منها القلق والتوتر واضطرابات الشخصية عند الوصول الي مرحلة الكبار وفي بعض الأحيان الفصام الذهني، لأن الطفل يعيش في صراع دائم بين ما تقوله الأم وما يقوله الأب ، بجانب الخوف من الارتباط عند الوصول إلى مرحلة الزواج .
الدراسات الحديثة أشارت أن الانفصال يجب أن يكون بشكل حضاري . وحددت شروط للحاضنة يقيمها الطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي و النفسي و القاضي  ودور الطبيب النفسي كما تقول مراجع الطب النفسي الشرعي في الولايات المتحدة .1ضمان استقرار الحالة النفسية للطفل اذا كان الأب أو الأم حاضنا. 
2- فحص نفسي للأب والأم وتحديد من منهم يستحق حضانة الطفل وضمن من تسقط حضانتهم الأب المدمن أم الأم المدمنة، الأب أم الأم اللذين لديهما ميول عنف .
تحديد الثقافة و التعليم للأب و الأم ومعرفة كيف سوف يستفيد الطفل إذا انتقلت الحضانة لأي منهما .
التأكد من وجود دخل ثابت للأب أو الأم يستطيع أن يوفر حياة كريمة للطفل .
التأكد باستمرار أن صراعات بين الأب والأم لن تؤثر علي نفسية الطفل .
يتم عمل تقييم كل 6 أشهر وعلى إثره يتم تحديد لمن تذهب الحضانة، ويذهب المختصون للزيارة علي الطبيعة لمنزل الحاضن أو الحاضنة 
.مشروع قانون الحضانة الجديدة في مصر يتم تخيير الطفل، ولكن هذه ليس كافيا، لان الطفل من الممكن أن يتعرض للمغريات تؤثر علي اتخاذه القرار.
إذا قوانين الحضانة في الخارج تخضع لشروط علمية و ثقافية و ليس لها علاقة إذا تزوجت الأم أم لا .
الخلاصة أن الابن لن يجد مأوى رحيما يلجأ إليه و يحنو عليه وقت الشدة إلا حضن أمه.