الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دلع عدس.. 30 جنيهًا سعر كيلو "مسمار بطن الغلابة".. نستورد 300 ألف طن سنويًّا و2 مليار دولار "فاتورة".. نزرع 1450 فدانًا وإنتاجية الواحد 800 كيلو.. وخبراء: الأزمة في غياب الرقابة بالأسواق

العدس
العدس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى العدس أصابه "الجنان" في سوق الأسعار، يا حكومة ااا، والحكومة ضربها الطرش، لم تعد تسمع ولم تعد تجيب ولا تملك التعليق على وضع مسمار الغلابة الذي قفز سعر الكيلو إلى 30 جنيهًا بالسوق المحلية، في ظل صراخ مُتعالٍ في صفوف محدودي الدخول، الأرقام تقول إن مصر تزرع 1450 فدانًا، وإنتاجية الواحد 800 كيلو، نستورد سنويًّا 300 ألف طن من تركيا وسوريا وكندا بفاتورة تتجاوز الـ2 مليار دولار.. والسؤال: ولماذا الأزمة؟ ويردُّ خبراء سوق أن الأزمة ليست فيما يأتي من الخارج من عدس، ولا من كمِّ زراعته بل من غياب الرقابة وفوضى الأسواق المشتعلة. 
تقريرٌ صادر عن الإدارة المركزية لشئون المديريات الزراعية بوزارة الزراعة، كشف أنه حدث تناقص شديد فى المساحات المزروعة من العدس والفول، حيث أصبحت المساحة المزروعة من العدس 1454 فدانًا، ومن الفول 88 ألف فدان فقط، بعد أن كانت 300 ألف فدان قديمًا متركزة فى محافظات الوجه البحرى بعد عزوف محافظات الوجه القبلى عن زراعته، وأن الفدان الواحد قلّت إنتاجيته حيث أصبح ينتج 800 كيلو تقريبًا من العدس. 
وفى بيان صادر عن الشعبة العامة للمصدرين بالغرفة التجارية، جاء به أن مصر تَعتمد على استيراد العدس حيث تستورد 300 ألف طن سنويًّا نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي المصري منه، وكان العدس السوري هو المتصدر، لكن أصبح التركي هو المتصدر؛ نظرًا للأحداث السورية الراهنة، يليه الكندي.
وقالت سماح عبدالهادى، ربة منزل: إن لديها 6 أبناء، وراتب زوجها لا يتعدى ألف جنيه فكانت تشتري العدس لرخص سعره في الأسبوع مرتين، مرة لطبخه وحده، ومرة لطبخه فى الكشري، مؤكدة أنه بعد ارتفاع سعره لـ35 جنيهًا امتنعت عن شرائه نهائيًّا، ولجأت لشراء الفول المدشوش لعمل البصارة لأبنائها بدلًا من العدس.
بينما مروة محمود، ربة منزل، أكدت أنها كانت تشتري العدس بالكيلو، وبعد ارتفاع سعره قلّلت من شرائها له، فأصبحت تشترى ربع كيلو كل أسبوع أو كل أسبوعين؛ حتى لا يستهلك ميزانية المنزل ولجأت لشراء أكلات أخرى كـ"القرنبيط"، وتقوم بطهيه بدلًا من قليه؛ لارتفاع سعر البيض والزيت.
وقال حمادة هلال، تاجر بقالة: إن سعر العدس "أبو جبة" وصل لـ28 جنيهًا، والأصفر منه السايب سعره 30 جنيهًا، والمستورد السليم بـ35 جنيهًا، والعدس الكسر الأصفر بـ24 جنيهًا، إضافة إلى أن شيكارة الأرز أصبحت بـ160 جنيهًا جملة، سعر الكيلو بـ6 جنيهات، نبيعه بـ7.5 جنيه للأرز العادي، أما الأرز الفخم "أنواع الضحى والساعة" بـ9 جنيهات، مضيفًا أن "الحال واقف جدًّا وما بنبيعش حاجة طول اليوم كل يومين ببيع ربع كيلو عدس"، متابعًا أن كيلو المكرونة بـ7 جنيهات حاليًا، وبـ6 جنيهات الأسوأ، والفاصوليا الناشفة بـ25 جنيهًا، واللوبيا بـ25 جنيهًا أيضًا، مؤكدًا أن سعر العدس كان بـ17 جنيهًا من شهر تقريبًا، وكل يوم يزداد سعره حتى أصبح بـ35 جنيهًا.
بينما رضا بدوى، تاجر حبوب، قال إنه امتنع عن شراء العدس نهائيًّا بعد ارتفاع سعره؛ لأن المواطنين لم يُقبلوا على شرائه ويظل لديه بالشهور، مؤكدًا أن سعره الشهر الماضي كان تقريبًا بـ22 جنيهًا، جملة ونبيعه بـ25 جنيهًا.
وأوضح الباشا إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، أننا نستورد 97% من استهلاكنا من العدس سنويًّا، حوالى 150 ألف طن سنويًّا، مضيفا أننا نستورد العدس من تركيا وكندا وسوريا.
ومن ناحية أسعاره قال إدريس: إن العدس التركي سعره 1300 دولار، والكندي سعره من 980 إلى 1000 دولار، وسبب ارتفاع سعره هو ارتفاع سعر الدولار، وهذا ليس مرتبطًا بالعدس فقط، ولكن بكل البقوليات التي نستوردها من الخارج، بما فيها العدس، كالفول والعدس واللوبيا والترمس والحمص، وكل هذه الحبوب ارتفعت سعرها نتيجة ارتفاع سعر الدولار.
وقال عماد عابدين، سكرتير شعبة البقالة بالغرفة وعضو مجلس إدارة الشعبة العامة باتحاد الغرف: إن هناك أنواعًا من العدس، منها المصري والمستورد، والمصري أغلى من المستورد؛ لأن المصري موجود بكميات قليلة نتيجة قلة زراعته فى مصر بسبب صِغر حجم الرقعة المزروعة فيكون إنتاجه قليلًا، وسعره عاليًا، مضيفًا أن المستورد هو المتوافر بكميات أكبر، وأغلاهم التركي، وأسعار المستورد بشكل عام تتراوح من 24 جنيهًا إلى 28 جنيهًا، وأيضًا العدس أبو جبة بنفس الأسعار، وأن الإقبال على شراء العدس قلّ بالفعل، إضافة إلى قلة الكميات المبيعة. وتابع: "من كان يشترى كيلو أصبح يشترى نصف كيلو وربع كيلو".