رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مقتدى الصدر.. الماضي لا ينسى

رجل الدين الشيعي
رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثناء حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ظهر إلى الساحة شاب شيعي وصفه أقرانه بأنه قائد حركة التحرير ضد من وصفوه بالطاغية، وخاصة حركة التمرد التي استهدفت السلطات العراقية عقب تصفية والده السيد محمد الصدر والتي عرفت بانتفاضة 1999.
محمد الصدر، يعد أكبر المراجع الشيعية العراقية، وقتها، كان له من الأبناء 4 (مصطفى ومؤمل ومرتضى وأصغرهم مقتدى)، الذي ترأس التيار الصدري بعد وفاة والده، حيث درس في حوزة النجف، على يد والده ومحمد كلانتر ومحمد الجواهري، وأسند إليه الإشراف على جامعة الصدر الدينية.
ولد مقتدى الصدر في أغسطس 1973، يتربع حاليًا على منصة رجال الدين الشيعة في العراق، وزعيم التيار الصدري الذي يعتبر أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، إضافة إلى قيادته لأجنحة عسكرية تابعة متمثلة بكل من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام، وتعمل تلك المليشيات تحت راية «هيئة الحشد الشعبي»، التي انضمت إلى الجيش العراقي حديثًا.

بداية الظهور
بدأ ظهور مقتدى على الساحة العراقية، خلال التسعينيات من القرن الماضي، حيث تولى مسؤوليات لجنة الحقوق الشرعية التابعة لمكتب والده وطباعة مؤلفاته، وتم اعتقاله من قبل السلطات الحاكمة مع والده وأشقائه بعد ما يسمى إعلاميًا «انتفاضة الشعبانية» في عام 1991.
استمر وجوده على الساحة العراقية، كأبرز معارضي الرئيس الراحل صدام حسين، إلى حين الغزو العراقي 2003، وقتها أصبح رقمًا في المعادلة العراقية، بالتفاف غالبية المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق حوله، ونجح في تحريك أتباعه ضد الاحتلال الأمريكي، إضافة إلى قيادة ألوية مسلحة، بعد استهدافهم من قبل الجيش الأمريكي في الكوفة.

جيش المهدي
أعلن «الصدر» تشكيل جيش المهدي خلال أحد خطب الجمعة في يونيو 2003 الامر الذي مهد للوصول الى الصدام المسلح في عام 2004 بعد أن أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر، قرارًا بإغلاق صحيفة الحوزة التابعة للحوزة الناطقة (وهو الاسم الذي عرف به مقلدي واتباع محمد الصدر قبل تسمية التيار الصدري) وقامت قوات التحالف بفتح النار على محتجين من انصار الصدر اعترضوا على اغلاق الصحيفة وكانت تلك نقطة التحول في الرفض السلمي الصدر لقوات الاحتلال وأدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وجناحه العسكري جيش المهدي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والذي توسع تدريجيا ليصبح صراع دموي في جميع محافظات وسط وجنوب العراق.

إعدام صدام
في كتاب لخليل الدليمي، محامي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، باللغة الفرنسية، تحدث فيه عن لحظات إعدام الرئيس الراحل صدام حسن، في 30 ديسمبر 2006 في أحد المعسكرات الخاضعة للسيطرة المشتركة للقوات الأمريكية والميليشيات الشيعية الخاضعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، حيث أثبت وجود الصدر لحظة إعدام «صدام».
وكشف الكتاب، الذي جاء بعنوان «أسرار إعدام صدام حسين» أن الذين تولوا إعدام صدام تعمدوا إطالة الحبل الملفوف حول عنقه كي يسقط على الأرض حيا وحتى يتمكنوا من إشباعه ضربا حتى الموت.. وقد سقط صدام بالفعل على الأرض وهو مبتسم، غير أنهم تلقفوه ليوسعوه ركلا وضربا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يعيدوا وضع الحبل حول عنقه لإعطاء الانطباع بأن الرجل قد لقى ربه شنقا.
وقال الكاتب إن الأمريكان سلموا «صدام» إلى ألد أعدائه، حيث كان في استقباله مقتدى الصدر ابن الإمام الصدر الذي تمت تصفيته بناء على أوامر من الرئيس صدام حسين، وكانت أول كلمة وجهها مقتدى الصدر لصدام حسين لدى دخوله غرفة الإعدام هى «كيف حالك أيها الطاغية».
واستطرد الكاتب: «صاح جمع من منفذي الإعدام (مقتدى.. مقتدى.. مقتدى)، فرد عليهم صدام ساخرًا: (هي هاي المرجلة؟).

لواء اليوم الموعود
قام الصدر بعد تجميد جيش المهدي عام 2007 بتأسيس قوة تقاوم الاحتلال الأمريكي أسماها لواء اليوم الموعود، وقد قام هذا اللواء بعدد من العمليات ضد القوات الأمريكية خلال الأعوام 2009 و2010 و2011.

سرايا السلام
أخر تشكيلات الصدر المسلحة والتي تشارك في حرب القوات العراقية لتحرير مدينة الموصل، والتي تدخل شهرها الثاني، تم تشكيله في يونيو 2014، حيث أعلن ان دورها سيكون بالدفاع عن المقدسات وفي بيان لاحق أعقب فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف للقتال والتطوع في صفوف القوات الأمنية.
دعا مقتدى الصدر المتطوعين في صفوف «سرايا السلام» إلى تنظيم استعراض عسكري في جميع المحافظات التي ضمت ألوية تابعة لهيكلة السرايا وقد تم الاستعراض بعد أيام قليلة حيث ظهر آلاف من المتطوعين ضمن صفوف سرايا السلام في مختلف المحافظات وهم يستعرضون برفقة أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة تتقدمهم صواريخ وراجمات ومدافع وانخرطت سرايا السلام في القتال ضد داعش في سامراء دخولها في جرف الصخر وأمرلي والاسحاقي وديالى.
وباعتبار أن الصدر يقود حركات المقاومة ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن هناك اتهامات له بالضلوع في اغتيال مراجع شيعية أثناء وجودهم بالعراق.