الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالرحمن الرافعي.. نصير الفن والوطنية

المؤرخ الكبير عبد
المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حظي المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي بشهرة واسعة، وكان لموسوعته "تاريخ الحركة القومية"، دور مهم في الثقافة العربية، وطغت شهرته كمؤرخ على شهرته كمحامٍ، رغم مواقفه البارزة ومرافعاته التي تشهد لها ساحات القضاء، فهو من ترفَّع عن تولي القضايا المخلة بالشرف، وتبنى الدفاع عن القضايا الوطنية دون مقابل، ومن أشهر قضاياه، مرافعته عن الفريق عزيز المصري، ومرافعته عن المثال محمود مختار، الذي استدعته الحكومة من عمله في باريس عقب وفاة سعد باشا زغلول سنة 1927، وكلفته بإقامة تمثالين للزعيم، ثم تراجعت عن موقفها، وبعد مرافعته وفي بداية العام 1930 تم التعاقد على ألا يتدخل أحد في عمل المثال.
وكان لنشأة الرافعي في بيئة دينية بالغ الأثر في تبنيه المواقف الوطنة والامتناع عن الدفاع عن قضايا الشرف، فأبوه هو الشيخ عبداللطيف الرافعي الذي ينتهي نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب، والذي تخرج في الأزهر الشريف، وعمل بوظائف كثيرة في القضاء حتى أصبح مفتي الإسكندرية سنة 1898.
ولد عبدالرحمن الرافعي في 8 فبراير سنة 1889 في منزل جده لأمه بالقاهرة، ودخل كتاب الشيخ هلال، وتنقل مع والده فدخل مدرسة الزقازيق الابتدائية الأميرية سنة 1895، ثم مدرسة القربية الابتدائية بالقاهرة، ثم مدرسة رأس التين الابتدائية بالإسكندرية، حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1901، وانتقل إلى القسم الثانوي بالمدرسة ذاتها حتى حصل على شهادة البكالوريا أدبي في مايو سنة 1904، وكان ترتيبه الثالث على دفعته البالغ عددها 136 طالبًا.
التحق بمدرسة الحقوق العليا "جامعة القاهرة" وتخرج في يونيو سنة 1908، ومن ضمن دفعته أحمد ماهر، وعبدالحميد بدوي، وأحمد وجدي، وحسن نشأت، وحبيب دوس. 
تأثر الرافعي خلال فترة دراسته الثانوية والجامعية بوطنية الزعيم مصطفى كامل، حيث داوم على قراءة جريدة "اللواء" وحضر كل مؤتمراته، والتقى به لأول مرة في فبراير سنة 1906 حين قدم له مقالة عن إضراب طلبة الحقوق وقتها لينشرها، ورفض الزعيم نشرها خشية أن يتعرض الرافعي للاعتقال. 
كثرت لقاءات الرافعي بمصطفى كامل، وداوم على سماع خطبه، فعرض عليه مصطفى كامل إيفاده عقب تخرجه لدراسة الصحافة في باريس، لكن لم يتحقق الوعد لوفاة الزعيم قبل تخرج الرافعي. شارك الرافعي في تأسيس نادي المدارس العليا سنة 1905 الذي تولى رئاسته عمر بك لطفي وكيل مدرسة الحقوق العليا، وانضم إلى الحزب الوطني فور إنشائه وحين توفي مصطفى كامل في 10 فبراير سنة 1908 حزن عليه الرافعي كثيرا وأخذ على نفسه عهدا أن يسير على خطاه ويكتب سيرته، وقد بربوعده. 
انتخب الرافعي عضوًا في اللجنة الإدارية للحزب الوطني في 20 يناير سنة 1911، وتولى محمد فريد رئاسة الحزب عقب وفاة مؤسسه، وتظل رئاسة الحزب شاغرة منذ هجرة فريد في 26 مارس سنة 1912 ووفاته في ألمانيا في 15 نوفمبر سنة 1919، ومع اندلاع ثورة سنة 1919 وقيام حزب الوفد برئاسة سعد زغلول أنطفأ ضوء ووهج الحزب الوطني وانتهى إلى حزب أقلية. 
في نوفمبر سنة 1940 طلب حسين سري من عبدالرحمن الرافعي الاشتراك في الوزارة التي يقوم بتأليفها، فما كان من الأخير إلا أن عرض الأمر على اللجنة الإدارية للحزب التي قررت عدم الموافقة، واعتذر الرافعي، وتمر تسع سنوات وأشترك الرافعي في وزارة حسين سري في صيف سنة 1949، ومن دون الرجوع للجنة الإدارية للحزب الوطني، أصبح وزيرًا للتموين، ولم تستمر الوزارة في الحكم إلا ثلاثة شهور وبضعة أيام، واستقالت في 3 نوفمبر 1949.
وفي مثل هذا اليوم 3 ديسمبر من عام 1966 رحل الرافعي عن عالمنا بعد أن ترك خلفه موسوعته الأشهر "تاريخ الحركة القومية"، والتي آثرت ولعبت دورًا مهمًا في الثقافة العربية.