السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإرهاب يستهدف "الجيش والشرطة".. ومصر تدخل عصر الاغتيالات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب قيام ثورة يناير 2011، سيطرت حالة من الانفلات الأمني على مصر، بعد انسحاب الشرطة في 28 يناير، منذ تصاعد المواجهات مع المتظاهرين خلال أيام الثورة، وقامت جماعة الإخوان وأتباعها من الجماعات التكفيرية باستغلال تلك الظروف الأمنية المتدهورة، في شن هجمات عنيفة ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة.

فقامت بقتل المئات من الضباط والمجندين، في هجمات ومذابح عدة، وتجلت تلك المجازر عقب ثورة يونيو، في محاولة للانتقام من انحياز الجيش إلى إرادة الشعب، فقاموا بتنفيذ عدد من المجازر ضد القوات المسلحة في سيناء، مثل "مذبحة رفح الأولى والثانية"، وعقب فض اعتصام رابعة العدوية زادت دموية المشهد في مصر، وقام أنصار الإخوان بتنفيذ "مذبحتي كرداسة وأسوان" انتقامًا من الشرطة، ومن ثم استهداف وزير الداخلية ومحاولة اغتياله، بالإضافة إلى التفجيرات المتوالية في سيناء والعريش.


"البوابة نيوز" رصدت أهم المذابح والمشاهد الدموية التي شنتها جماعة الإخوان وأتباعها التكفيريين، ضد قوات الجيش والشرطة.

اختطاف 3 ضباط وأمين شرطة
في الثاني من فبراير عام 2011، قام عدد من العناصر المُسلحة والتكفيريين بالعريش، وتحديدًا في منطقة "بئر العبد"، تم اختطاف 3 ضباط وأمين شرطة من قوة مديرية أمن الدقهلية، في ظل حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد، عقب انسحاب الشرطة مساء جمعة الغضب في يناير 2011.

مجزرة رفح

وعقب شهور قليلة من تولي محمد مرسي حكم مصر، وتحديدًا في أغسطس 2012، انفجرت الدموع في عيون المصريين، حسرة علي قتل 3 ضباط و17 مجندًا تابعًا للقوات المُسلحة، حيث تم إطلاق النار على مجموعة مدرعة على الحدود المصرية، واقتحموا السلك الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية المُحتلة، وتم قتل الضباط والمجندين وهم صائمون، حيث كانوا جالسين يتناولون الإفطار عقب أذان المغرب.

مجزرة رفح الثانية

أما في أغسطس 2013 ومع مرور الذكرى الأولى لمجزرة رفح، استيقظ المصريون في صباح دامي، على خبر يؤكد فيه مقتل 25 مجندًا من الأمن المركزي على يد 11 مسلحًا، استقلوا سيارات دفع رباعي، وقاموا بإطلاق الرصاص على المجندين بكثافة.

اختطاف الجنود

وفي منتصف شهر مايو 2013، اختطف مجهولون في سيناء 7 جنود، بينهم 6 من المجندين بالشرطة ومجند واحد بقوات حرس الحدود التابعة للقوات المُسلحة.

اغتيال النقيب أبوشقرة 

في يونيو الماضي 2013، وعقب حادث اختطاف الجنود السبعة بسيناء، اغتيل النقيب محمد أبوشقرة الضابط بقطاع الأمن الوطني، على يد عدد من المسلحين الذين حاولوا اختطافه أثناء تواجده بالعريش، وقد توصلت الجهات الأمنية إلى أن الشهيد كان المعني ببحث ملف "اختطاف الجنود السبعة"، وقد توصل إلى معلومات تفيد تورط جماعة الإخوان، في الاتفاق مع عدد من العناصر الجهادية بسيناء على اختطافهم، لإحراج الفريق أول عبدالفتاح السيسي لتقديم استقالته.

مذبحة كرداسة

في منتصف أغسطس الماضي، وتحديدًا عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المُسلحين، تم الهجوم على قسم كرداسة وهدمه بقذائف "آر بي جي"، من قبل عناصر الإخوان والجماعة الإسلامية المتمركزين في منطقتي "كرداسة وناهيا"، وتم تعذيب الضباط لعدة ساعات ومن ثم تم قتلهم، حيث راح ضحية تلك المذبحة 11 ضابطًا وأمين شرطة من قوة القسم.

مذبحة أسوان

وعلى غرار سيناريو مذبحة كرداسة، تم تنفيذ مذبحة أخرى في محافظة أسوان، لضباط مديرية الأمن هناك، وراح ضحيتها 10 ضباط.

اغتيال اللواء نبيل فراج

وفي منتصف سبتمبر الماضي، أصدرت وزارة الداخلية قرارًا بتطهير مدينة كرداسة، وقامت قوات الأمن المركزي باقتحام المدينة فجرًا، وعلى أثر ذلك تم اغتيال اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، على يد أحد العناصر الإرهابية هناك.


محاولة اغتيال وزير الداخلية

في سبتمبر الماضي، حاولت عناصر من "جماعة أنصار بيت المقدس" الإرهابية، اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، عن طريق سيارة مفخخة بالقرب من سير الموكب الخاص به، وتم إصابة 10 ضباط و10 مدنيين.

استهداف مديرية أمن جنوب سيناء

في السابع من أكتوبر الماضي، تم استهداف مديرية أمن جنوب سيناء، حيث حاولت "جماعة أنصار بيت المقدس" تفجير المديرية عن طريق إحدى السيارات المفخخة، وأسفر الحادث عن استشهاد 5 جنود وإصابة 50 آخرين.

المخابرات الحربية

وتم تفجير مبنى مخابرات الإسماعيلية وسيناء في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.

المقدم محمد مبروك

ومنذ أيام تم قتل المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني والمعني بملف النشاط الديني داخل الجهاز، والمسئول عن القبض على معظم قيادات الإخوان عقب ثورة 30 يونيو، واستهدافه أثناء خروجه من محل إقامته بمدينة نصر.

تفجير العريش

استيقظ صباح اليوم المصريون، على خبر استشهاد 10 جنود وإصابة 35 مجندًا، في تفجير سيارة مفخخة قرب مدينة العريش بسيناء، حيث استهدف التفجير حافلة كانت تنقل الجنود تابعة للقوات المسلحة، كانت في طريقها للقاهرة.


خطة هدم الدولة

قال اللواء محمد نجيب، الخبير الأمني ومدير أمن شمال سيناء الأسبق، إن استهداف جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية لقوات الجيش والشرطة، هو جزء من خطة هدم واستهداف مؤسسات الدولة، وانتقام من وزيري الداخلية والدفاع على التعامل الحاسم ضد هذه الجماعات المسلحة في سيناء والدلتا والقاهرة أيضًا، بالتعاون مع عدد من عناصر المخابرات الأجنبية في مصر.
وأضاف نجيب أن الأجهزة الأمنية في صراع شرس مع تلك الجماعات، مؤكدًا أن فترة التسعينيات مصر واجهت حربًا مع الإرهاب أكثر حدة من الآن، وأن استهداف عدد من الضباط العاملين بقطاع الأمن الوطني، نوع من أنواع الحرب النفسية والمعنوية التي تستهدف معنوية الضباط والمجندين، ولكن هذه العمليات تزيد من إصرار وعزيمة الجنود في حربهم ضد الإرهاب.


حماية الضباط

فيما قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني مساعد أول وزير الداخلية السابق، إن خطط جماعة الإخوان الخاصة باستهداف "ضباط الأمن الوطني" معروفة لقيادات وزارة الداخلية منذ زمن بعيد، منذ أن كانت مصر تحارب الإرهاب في التسعينيات، وقد تم اغتيال اللواء رءوف خيرت، رئيس جهاز النشاط الديني المتطرف في التسعينيات، والمقدم أحمد علاء في الفيوم، ثم لجأوا إلى التصفية السياسية واغتيل الكاتب فرج فودة ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق، حيث إنه من المفترض أن تكون هناك خطة أمنية لحماية هؤلاء الضباط المستهدفين، والمعنيين بملف التطرف الديني، وأن يتم تغيير السيارات الخاصة بهم من فترة لأخرى، وكذلك تغيير عناوين منازلهم، وتعيين حراسة تتبعهم وتقوم بتصفية أي شخص يقترب منهم، ولكن وزارة الداخلية تهاونت في حماية الضباط المطلوب تصفيتهم من قبل تنظيم الإخوان، وعندما طلب عدد من هؤلاء الضباط تغيير السيارات الخاصة بهم، ردت عليهم الوزارة بتبديل السيارات مع بعضهم البعض.

ضعف ميزانية الوزارة

وأضاف نور الدين أن جميع زيارات خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وعصام العريان إلى جهاز الأمن الوطني، استهدفت تجنيد بعض الضباط، وتفريغه من الكفاءات والضباط الذين رفضوا التعاون مع الجماعة، وتم نقلهم إلى قطاعات المسطحات والسياحة عقابًا لهم.
وأوضح أن استهداف الجماعات التكفيرية لعناصر القوات المسلحة، بالسيارات المفخخة يعتبر إفلاسًا فكريًا من الجماعة، وتأكيدًا منها أنها انتحرت سياسيًا وشعبيًا، وإنه لم يعد أمامها شيء سوى إحداث الفوضى في الشارع.