الأربعاء 12 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العساكر وأنصار بيت المقدس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خرجت علينا تلك القناة ـ كعادتها ـ بفيلم يحمل الكثير من الفتنة والنوايا المستترة على هيئة مادة إعلامية تناقش التجنيد الإجبارى فى مصر، كأنها تعرض أمرًا قابلًا للنقاش، أو موضوعًا يصح عليه الاستفتاء، ولم تكن تعلم تلك القناة أنها فيلمها سيأتى بنتيجة عكسية تمامًا، حيث توحد الشعب بأكمله والتف حول قواته المسلحة، متناسيًا أى خلاف سياسى وتصدرت الهاشتاجات المهاجمة لقطر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الجميع صورًا تدعم الجيش المصري، أقوى جيش عربى فى الفترة الراهنة، خاصة بعد تدمير وتفكيك الجيشين العراقى والسورى اللذين طالما نافسا قواتنا المسلحة على الأفضلية فى المنطقة.
عند عرض الفيلم لم أستطع أن أقاوم فضولي كصحفي، وجندى على قوة الاحتياط، لم أستطع أن أقاطع كما طالبت فئة كبيرة، فجلستُ لأشاهد الفيلم والدماء تغلى فى عروقي، فوجدته أضعف مما توقعت، واستوقفنى أحد محاور الفيلم، وهو الحديث عن التأكد من أن المتقدمين رجال أسوياء جنسيًا وليسوا شواذ، وما الضير فى ذلك؟! فمن المعروف والمتفق عليه أن الجيش للرجال ولا مكان للمخنثين داخله، تمنيت أن أسأل صانع الفيلم ما وجه الاستنكار فى ذلك؟! ألم يعلموا حتى الآن أن الجيش المصرى رجال؟! أو إن كانت قطر تملك من المساحة والطاقة البشرية ما يسمح لتكوين جيش هل كانوا سيقبلون الشواذ ليدافعوا عن أرضهم وعرضهم؟!
بدأت عصبيتى تتلاشى لأرى أن الفيلم ليس مجرد هجوم، بل إنه يحمل فى طياته أهدافًا أكثر خبثًا وخسة، فإنه يسعى فى المقام الأول لإثارة الشباب ليعترضوا على فكرة التجنيد الإجباري، وجعلها محلًا للنقاش، مستغلين الأوضاع الاقتصادية المتأزمة للبلاد، وما يشكله التجنيد من عائق أمامهم فى مرحلة بناء المستقبل، لكن الرد جاء حاسمًا من الشباب المصرى الواعى أنه لا فائدة للعمل والمال دون سيادة كاملة على أراضينا، والسيادة لا تأتى بالتمنى بل تأتى بالقوة والتضحية، وذلك من خلال انتشار واسع لهاشتاج #العسكرية_المصرية_شرف، وأصبحت صور الصفحات الشخصية لدى الجميع مموهة بأفرولات الجنود المصريين، مؤكدين أننا كمصريين لا نسمح لأحد أن يحمى بلادنا سوى أبنائها، ولا نخضع ولا نستقوى بأى دولة أيًا كان حجمها، وبصفتى أحد الشباب الذى ترك وظيفته فى إحدى القنوات الفضائية التى كنت أعمل بها كمراسل فى عام ٢٠١١ لتلبية نداء التجنيد، أجزم بأننى والغالبية العظمى من الشباب المصرى مستعدون للتضحية بـ١٠٠ وظيفة للحفاظ على استقلال بلادنا وأمنها.
كما استهدف الفيلم أيضًا التشكيك فى الكفاءة القتالية للجيش المصري، والادعاء أنه لا يفلح سوى فى العروض، مستعينين بخبير أمريكي ـ دون خجل ـ وكأنهم يريدون إثبات خيانتهم ومساعيهم المستمرة لهدم الجيوش العربية، فوددت أن أشير إلى الحرب التى يخوضها جيشنا فى شبه جزيرة سيناء منذ أكثر من ٣ سنوات، أمام تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، أحد أفرع داعش، الذى يعد أقوى التنظيمات الإرهابية على الإطلاق لما يمتلكه من تسليح يشبه تسليح الجيوش مثل الصواريخ الخارقة للدروع ومضادات الطائرات، وتمويل لا حصر له، تثبت بالدليل القاطع أن كفاءة جيشنا القتالية فى مستوى متميز لأنه الجيش الوحيد الذى استطاع وقف زحف هذا التنظيم الدموي، بل مستمر فى دحرهم فى حرب عصابات لعدة سنوات دون أن يُنهك أو ينهار كما يحدث للجيوش النظامية فى الحروب المماثلة، كما لم يستطع الإرهابيون السيطرة على شبر واحد لرفع رايتهم عليه، كما حدث فى الدول الأخرى، رغم طبيعة سيناء الصعبة التى تساعد الإرهابيين على الاختباء والكر والفر.
وفى النهاية ينبغى أن نفرح بإذاعة الفيلم الذى كان بمثابة فرصة لإثبات أن الشعب المصرى على قلب رجل واحد، يدعم قواته المسلحة دون النظر للخلافات السياسية، وأنه لم ولن يسمح لأحد بتشويهه أو التدخل فى شئونه الداخلية.