الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«البوابة».. الصحافة من هنا

الدكتور محمد الباز،
الدكتور محمد الباز، رئيس تحرير جريدة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدخل «البوابة» عامها الثالث والصحافة الورقية تعيش لحظة فارقة من عمرها، لحظة يطلب فيها بعضها قراءة الفاتحة، فهى ماتت وصعدت إلى بارئها، دون أن يطلب لها أحد الرحمة.
مستقبل الصحافة الورقية قضية معقدة جدا، لا يمكن أن يحسمها باحث أو كاتب أو حتى ساخر ببحث أو مقال أو «إفيه» عابر، وهو ما يستدعى حديثا مطولا تختلط فيه الصحافة بالسياسة، وتتجاوز فيه الثقافة مع الاقتصاد، وتتجادل فيه احتياجات المجتمع مع قناعاته.
الآن نحن نقف بكم ومعكم على عتبة عام ثالث تعبره «البوابة»، الجريدة التى كانت ولا تزال محاولة لتغيير مفاهيم الصحافة اليومية، فلم يكن همنا متابعة الخبر واللهث وراءه، بقدر ما كان شاغلنا الاهتمام برصد امتداد الخبر ومستقبله، فالمواقع الإلكترونية وصفحات شبكات التواصل الاجتماعى تحرق الأخبار، وتجعل منها هباء تذروه الرياح، ومن نقص العقل أن تعتقد الصحافة الورقية أنها قادرة على منافسة الأشباح الإلكترونية الجديدة، ولذلك بحثنا عن مساحة جديدة نتنفس من خلالها.
فى أيامها الأولى واجهت «البوابة» ما اعتبره البعض اتهاما بأنها جريدة أسبوعية وليست يومية، دون أن يلتفت هؤلاء إلى أننا لو أنجزنا جريدة أسبوعية يوميا، فهو يحسب لنا وليس علينا، ثم إننى كنت أريد تخليص الجريدة اليومية من تقليديتها وجمودها وصيغتها التقليدية، وهو ما أعتقد أننا نجحنا فيه إلى حد بعيد.
لقد واجهت هذه الجريدة حربا شرسة، بعض أسبابها كان معروفا لنا ومبررا تماما، وبعضها كان عبثيا وبلا منطق، لكنها هكذا التجارب الجديدة، تلاقى دائما من العقبات ما يرمى إلى تعطيلها وشل حركتها، لم نستسلم لما قاله الحاقدون، ولا ما فعله المهووسون، قررنا أن نستكمل طريقنا، وهو طريق كان لوجه الصحافة والوطن فقط.
لو سألتنى: هل حققت أحلامك كلها فى هذه الجريدة؟ سأقول لك: ما تحقق لا يتجاوز الـ١٠ فى المائة، مما كنا نريده ونخطط له، ونسعى وراءه، لكنه وللظروف التى عملنا فيها قدر كاف جدا، فالحياة مراحل والتجارب أيضًا، ويكفينى أننى أعتز جدا بهذه التجربة، وبكل من عمل فيها إلى جوارى.
فى «البوابة» كما فى الوطن، هناك من يعمل وهناك من يتكاسل، هناك من ينجز وهناك من يتحدث فقط، هناك من ينشر الأمل فى كل مكان، وهناك من يزرع الإحباط، هناك من ينصح من أجل الإصلاح، وهناك من يشمت فى أى إخفاق حتى لو كان عابرا لا يؤثر فى مسيرتنا.
لقد خرجت هذه الجريدة للنور، وعلى رأس الصحافة المصرية اتهامات بأنها تعمل ضد الوطن، وأنها لا تراعى مقتضيات الأمن القومى فيما تنشره، وأنها لا تنشر إلا الأكاذيب والشائعات، ورغم وطأة الاتهامات التى تطال الجميع عملنا، كان يمكن أن نصمت، أن نوفر على أنفسنا مشقة المواجهة مع من يريدون شرا بنا جميعا، فإذن ما تفعله ليس مقدرا من أحد، فما الداعى له، لكننا ألقينا بكل ما قيل خلف ظهورنا، وولينا وجهنا شطر الوطن، نطلب رضاه ونصلى فى محرابه، فلا أعز علينا منه، ولا أبقى لنا إلا هو.
لن يكون أمام هذه الجريدة إلا أن تكمل طريقها رغم الصعاب، ورغم المشقة، ورغم الظروف الاقتصادية الحالكة السواد، حتى لو صدرت فى ورقة واحدة، فستظل علامة ودليلا على أن هناك مجموعة من الشباب يحاولون أن يصنعوا شيئا جديدا ومختلفا شكلا ومضمونا، فى وقت استسلم فيه الآخرون لما يبدو للبعض بأنه قدر النهاية.. ووعدنا لكم أننا سنعمل من أجل المهنة ولوجه الوطن دائما أينما كنا.