الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

يحيى قلاش في حواره لـ"البوابة نيوز": "الصحفيين مش على راسهم ريشة" لكننا نطالب بضمانات لمواجهة "قانون القوة".. والنقابة مدربة على البقاء وقادرة على حسم جميع المعارك لصالحها

 يحيى قلاش في حواره
يحيى قلاش في حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نسعى لاستخدام طرق جديدة فى المواجهة.. وهناك من يجرنا لحرب مع النظام
من حق أى صحفى الاحتماء بـ«بيته» وقت الشدائد.. وقانون الإعلام لن يصدر إلا بموافقة كتابية من النقابة

«النقيب المعارض».. ذلك اللقب الذى ارتبط باسمه منذ اللحظة الأولى التى أعلن نيته فيها الترشح ليجلس على «عرش» واحدة من أعرق النقابات المصرية، ومع تطور الأحداث ترسخ ذلك اللقب ليس فقط فى عقول أبناء الجماعة الصحفية، ولكن فى عقول الدولة بأكملها، بل العالم كله.. «دولة القانون».. «قانون القوة».. «قوة القانون».. جميعها عبارات ارتبطت باسم نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، الذى كان لنا معه هذا الحوار، بعد أن جعله هذا القانون قاب قوسين أو أدنى من الجلوس خلف «القضبان الحديدية».
■ بداية تعقدت الأمور خاصة بعد صدور حكم ضدك بالحبس سنتين.. كيف ترى الوضع الحالي؟
- دعنا نتفق أن هذا الحكم لم يحدث من قبل على مدار تاريخ نقابة الصحفيين، فلم يحدث قبل ذلك أن صدر حكم بحبس نقيب الصحفيين، ولكن على الرغم من ذلك أكدنا احترامنا لأحكام القضاء، وحذرنا من سعى البعض لإدخال النقابة فى صدام من المؤسسة القضائية.
■ كيف استقبلت الحكم؟
- منذ بداية الأزمة ونحن نرفع شعار «قوة القانون فى مواجهة قانون القوة»، ومن هذا المنطلق تعامل مجلس نقابة الصحفيين مع الحكم، حيث قرر سلك الطرق القانونية من خلال الطعن على الحكم، وهذا يؤكد أن النقابة ومجلسها يحترمون القانون وأحكام القضاء.
■ إذن كيف ترى سلسلة الإدانات التى أعقبت حكم الحبس؟
- البعض أدرك أن تلك الأزمة لا تتعلق بأشخاص، ولكن تتعلق بكيان نقابة الصحفيين، ونحن نوجه الشكر لهم على مواقفهم، ومساندتهم لنقابة الصحفيين.

■ وماذا عن الإدانات الدولية لما حدث؟
بالفعل خسارتنا فى الداخل والخارج كبيرة جدًا، لأن الجميع مصدوم، ويتساءل: كيف يتم التعامل مع الصحفيين بهذا الشكل؟!، وحينما نطرح هذا السؤال، أو يطرحه البعض لا يعنى بطبيعة الحال أننا على رأسنا ريشة، ولكن كل ما نطالب به ضمانات قانونية تمكننا من مواجهة «قانون القوة».
■ البعض اتهم مجلس نقابة الصحفيين بمحاولة إشعال الموقف بعد ساعات قليلة من صدور الحكم من خلال دعوة الجمعية العمومية للاجتماع.. ما تعليقك؟
- الدعوة لعقد جلسة نقاشية مع أعضاء الجمعية العمومية جاءت من منطلق السعى للحوار مع أصحاب الشأن، وهم أبناء المهنة، ولم يكن أمام المجلس أى حلول سوى توسيع دائرة النقاش والحوار والتشاور من أجل البحث عن مخرج لهذه الأزمة، وعلى جميع الأطراف تقبل وجهات نظر الآخرين أيًا كانت اتجاهاتها.
■ هل تعول على نجاح الجمعية العمومية فى الحفاظ على الكيان النقابي؟
- تعودنا من الجمعية العمومية أن تتصدر المشهد فى جميع الأزمات التى تعرضت لها المهنة، وهى القادرة على اتخاذ أى قرارات ترى أنها تصب فى صالح المهنة، ومستقبلها.
■ هل ذلك يعنى أننا من الممكن أن نرى اعتصاما لأعضاء الجمعية العمومية؟
- أعضاء الجمعية العمومية هم أصحاب القرار فى ذلك، ولا يمكن لنا التحكم فى ما يصدر عنهم من قرارات، خاصة أن الجميع الآن يعانى من حالة احتقان وغضب، ولا يمكن بأى حال من الأحوال السيطرة على تلك الجماهير الغاضبة، أو توجيههم، خاصة أن هذا الغضب بسبب الغيرة على تاريخ، وكرامة النقابة.
■ هل ترى أن الدولة تستهدف شخص يحيى قلاش؟
- ما أدركه جيدًا أن هذه المحاكمة ليست متعلقة بشخصى، ولكنها محاكمة لجميع العاملين فى مهنة الصحافة، وليس من صدر بحقهم أحكام بالحبس والغرامة فقط.

■ وما تعليقك على ما يقال بأن النقابة أصبحت فى مواجهة مباشرة مع النظام؟
- البعض يريد تصوير المشهد كذلك، ويريد إدخال النقابة فى مواجهة مع جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها السلطة السياسية، والقضاء، ونحن أكدنا أكثر من مرة أن النقابة مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، وأننا نحترم القانون، وملتزمون به، ولن ننساق وراء أى دعوات تهدف إلى الإضرار بالدولة.
■ ما هى خططكم فى التعامل مع الأزمة خلال الفترة المقبلة؟
- النقابة تواجه الآن أزمة كبيرة، ومختلقة، وذلك بالتزامن مع احتفالاتها باليوبيل الماسى، لذلك لابد أن يكون التعامل على نفس القدر من الأهمية، ويجب استخدام أساليب مختلفة فى المواجهة حتى نستطيع أن نربح هذه المعركة، كما أن هناك العديد من القضايا الهامة، والمتعلقة بمهنة الصحافة، والتى يجب ألا ننشغل عنها بهذه الأزمة، وعلى رأس تلك القضايا الأزمات الاقتصادية التى تواجهها المؤسسات الصحفية، والتى تؤثر بشكل مباشر على العاملين بالمهنة.
■ هل أغضبك مهاجمة بعض الصحفيين لك خلال اجتماعات «تصحيح المسار»؟
- تعودنا وتعلمنا من أساتذة المهنة على مدار تاريخها أن نقابة الصحفيين نقابة رأى، وقادرة على أن تحتضن جميع أبنائها مهما اختلفت آراؤهم، كما أن تاريخ النقابة يؤكد وقوفها دائمًا كداعم ومدافع عن الحريات، وستظل كذلك.

■ هنا من يتحدث عن نجاح البعض فى «كسر شوكة» الصحفيين، ونقابتهم.. ما تعليقك؟
- ما أستطيع قوله هو أن الكيان النقابى مدرب على البقاء، وهذا ما يؤكده تاريخ تلك النقابة العريقة على مدار عمرها، الذى تجاوز الـ٧٥ عامًا، والنقابة أثبتت أنها قادرة على تجاوز جميع المعارك وحسمها لصالحها طوال السنوات الماضية من تاريخها.
■ هل ترى أن النقابة أخطأت حينما سمحت بدخول عمرو بدر ومحمود السقا؟
- نقابة الصحفيين بيت لأبنائها، ومن حق أى صحفى الاحتماء فى بيته وقت الشدائد طالما أن ذلك متعلق بمهنته، وبعيدًا عن ذلك فمن نتحدث عنهم الآن طلقاء بأحكام قضائية، فكيف يمكن أن توجه إلينا اتهامات بإيوائهم وهم من برأتهم المحكمة.
■ فى ظل الأجواء الحالية.. هل تتوقع الأسوأ فيما يخص القانون الموحد للصحافة والإعلام؟
- البعض يريد أن يصرفنا، ويشتتنا عن ذلك الهدف، ونحن نقول لهم إن حكم الحبس لأعضاء مجلس النقابة لا يعنى بأى حال من الأحوال أننا توقفنا عن مناقشة القانون، ولكن دعنا نتوقع الأفضل، خاصة أن وزير العدل أكد أن ذلك القانون لن يصدر سوى بموافقه كتابية من نقابة الصحفيين، والإعلاميين.
■ فى نهاية الحوار.. ما هى رسالتك للصحفيين؟
- أدعو الجميع للتوحد من أجل الحفاظ على الكيان النقابى، بعيدًا عن أى خلافات من الممكن أن تؤثر على أوضاع المهنة، ووحدة أبناء الجماعة الصحفية، خاصة فى ظل ما تشهده المهنة من حالة الاستقطاب الحادة للمجتمع، واستعدائه ضد أى شخص يحمل القلم، والتى لم تحدث من قبل.