الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القمة المصرية ـ البرتغالية ومكافحة الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس البرتغالى «مارسيلو دى سوزا» كان حميميًا، لأنها تمثل أول زيارة لرئيس مصرى منذ ٢٥ عامًا، وكانت أيضًا زيارة رمزية لها معنى لقبر الشاعر الشهيد «كاموش» ومؤسس اللغة البرتغالية.
وكان من اللافت للنظر أن يشير الرئيس البرتغالى بإدراك واعٍ لمحورية مصر كركيزة للاستقرار والأمن، والذى يرتبط بأمن البحر الأبيض المتوسط، كما عبر الرئيس البرتغالى عن تقدير حكومته واعترافها بالجميل لدعم مصر الكبير لمرشح البرتغال لمنصب السكرتير العام للأمم المتحدة، واعتبرت البرتغال ورئيسها أن هذا الدعم المستمر سيظل موضع تقدير من شعبنا دائمًا.
وأضاف الرئيس البرتغالى أيضًا أن بلده يقدر احترام مصر للحرية الدينية والمكانة التى يعطيها لبرلمانها كرمز للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وأيضًا يقدر البرتغال الموقع الاستراتيجى لمصر فى منطقة البحر المتوسط وعبر الرئيس البرتغالى أيضًا عن الاهتمام المشترك بينه وبين الرئيس السيسى بقضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية.
أما أهم إنجاز استراتيجى قامت به مصر، وكان محل تقدير من الرئيس البرتغالى، انتصار مصر فى معركتها ضد الإرهاب، والمعروف للرئيسين المصرى والبرتغالى أن موضوع الإرهاب ومخاطره يهم أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
ومعروف للجميع أن الجيش المصرى قادر على هزيمة الإرهاب ودعم استقرار مصر والمنطقة.
وكان لقاء الرئيسين المصرى والبرتغالى فرصة نادرة يستعرض فيها رجال الأعمال البرتغاليون الفرص الاستثمارية فى مصر، وهى بالنسبة لمصر فرصة ثمينة لدعم الاقتصاد المصرى، واستفادة مصر أيضًا من خبرة البرتغاليين فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل البحرى.. باختصار يهم مصر أن تدفع المستثمرين البرتغاليين على المجيء لمصر والاستثمار بها.
ومن المهم أن نوضح أن البرتغاليين ليست لديهم مطامع استعمارية فى المنطقة العربية، وأنه سيكون لهم دور كبير فى الاستثمارات فى المنطقة المحيطة بقناة السويس خاصة بعد زيارة الرئيس السيسى للبرتغال.
ومن المتوقع فى المستقبل القريب تأييد البرتغال اقتراح الرئيس السيسى بإنشاء الاتحاد الدولى لمواجهة الإرهاب العالمى، كما سيساهم فى خلق تنسيق أمنى بين القاهرة ولشبونة لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وعودة إلى الاستثمار فنقول إن هناك موجة تفاؤل لدى المستثمرين البرتغاليين، بمناسبة اقتراب صدور مشروع قانون الاستثمار الجديد الذى سيزيل الكثير من العقبات أمام المستثمر الأجنبى.
والأكيد أن زيارة الرئيس السيسى للبرتغال، ستمكن رجال الأعمال البرتغاليين من التعرف على طبيعة المجتمع المصرى وحجم الاستثمارات المتاحة أمامهم فى مصر.
وكما فهمت ممن رافقوا الرئيس فى رحلته للبرتغال، أن مستوى رجال الأعمال المصريين كان على نفس مستوى زملائهم البرتغاليين، أما ترحيب المسئولين البرتغاليين بضيوفهم المصريين، كان لافتًا للنظر.
بقى أن نسأل عن معادلة الاستثمار وعما إذا كان المطلوب من الطرف المصرى التجاوب فى فهم الطرف البرتغالى لاحتياجات السوق وأيضًا مفاوضات الأسعار؟.
وأقولها بصراحة إن الرئيس السيسى له أسلوب وطريقة تجذب الطرف الأجنبى للاستجابة لوجهة نظره. الرئيس السيسى أيضًا لديه استراتيجية سياسية تقنع الطرف الآخر.
وقد رافق بعض الوزراء الرئيس فى مهمته، وقاموا بالرد على أسئلة المسئولين البرتغاليين وكانت ردودهم على مقنعة ومشرفة.
أقول أيضًا إن الرئيس السيسى كان دائمًا مستمعًا جيدًا لمطالب الطرف الآخر من الأجانب البرتغاليين، ثم يناقش المسئولين حوله عن كيفية الاستجابة لمطالبهم فى أقرب وقت.
وباختصار زيارة الرئيس السيسى للبرتغال كانت إيجابية بكل المعايير.