السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أندريه جيد.. سيمفونية الحقول

أندريه جيد
أندريه جيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"من الأفضل أن تكون مكروهًا لما فيك على أن تكون محبوبًا لما ليس فيك"، جملة من أبرز ما قال الأديب والروائي الفرنسي الكبير أندريه جيد الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1947م.
وُلِد أندريه بول جيوم جيد عام 1869م ﺑ "باريس" لعائلة مسيحية بروتستانتية، عانى أثناء فترة طفولته معاملة أسرته القاسية؛ ما أثر عليه بالسلب وترتب على ذلك عدم انتظامه في التعليم. 
وفي شبابه استهوت "جيد" جلسات المثقفين وندواتهم، فحرص على ارتياد الأندية الشعرية والصالونات الأدبية، وبرغم هذا التعثر الدراسي فإنه نجح في الحصول على الدكتوراه الفخرية من جامعة "أكسفورد"، كما حصل على جائزة نوبل في الآداب عام ١٩٤٧م.
أنجز "جيد" عام ١٨٩١م كتابة دفاتره الشخصية على شكل رواية بأسماء مستعارة، احتوت على تعبيراته النفسية وما يعانيه من اكتئاب، وأعرب من خلالها عما يطمح إليه مستقبلًا، كما صرَّح فيها بحبه لابنة عمه "مادلين"، كما ترجم جيد عدة كتب إنجليزية للفرنسية، وله عدة دراسات نقدية حديثة للأدب الفرنسي.
لأندريه جيد أيضًا عدة مؤلفات، منها: "المزيفون"، و"البوابة الضيقة"، و"قوت الأرض"، و"سيمفونية الحقول".
كان "جيد" ممن تيسرت لهم مباهج الحياة المادية، فلم يكن يفتقر لعمل نظرًا لما يملكه من ثروة، مما أتاح له ذلك التفرغ للقراءة والاطلاع على منابع الأدب الفرنسي وما استُحدِث منه.
اكتشف "جيد" أثناء زيارته لشمال أفريقيا عام ١٩٤٢م أنه ينتمي لطائفة "المثليين"؛ وذلك لإقامته علاقة مع بعض الشباب المراهقين الجزائريين، ودافع عن هويَّته تلك وكتب عنها مشيدًا بحبه للغلمان الصغار، وهذا لم يمنعه من الزواج فقد تزوج من ابنة عمه "مادلين" التي أحبها.
ناصَرَ جيد الشيوعية ودافع عنها واعتبرها ملاذَ العالم للنجاة، لكنه أثناء زيارته ﻟ"الاتحاد السوفييتي" عام ١٩٣٦م وقف على وحشية نظام "ستالين" مؤسس الاتحاد السوفييتي وأحد أبرز قاداته، فرجع يدافع عن الشعوب المستعبدة، وظل يكتب ويُنَظِّر ضد السياسة الاستعمارية.. توفى جيد ﺑ "باريس" عام ١٩٥١م.