الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الهروب.. ساسة يهجرون أحزاب المعارضة.. 5 أحزاب تواجه زلزال الاستقالات.. الوفد والمصريين الأحرار أبرزها و100 استقالة في شهرين.. والفارون: نواجه الكماشة في تقييد أفكارنا ونعمل بشكل عشوائي

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يحدث داخل أحزاب المعارضة؟ المشهد يفضح استقالات جماعية وتراشقات واتهامات، الفارُّون رفضوا فكرة الكمّاشة من رؤساء الأحزاب وتقييد حركاتهم وأفكارهم، احتجوا ضد سياسة السمع والطاعة، والعمل دون هدف، 5 أحزاب على قمة الغليان، أبرزها الوفد والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي ومستقبل وطن، والاستقالات تتوالى.



في حزب الوفد طالت الأخير العديد من الانقسامات خلال الفترة الماضية، ولُوحظ العديد من مظاهر الانقسامات التي وقعت خلال الأشهر الماضية وهو الأمر المعروف إعلاميًّا بالأزمة على رئاسة الحزب بين فؤاد بدراوي وسيد البدوي رئيس الحزب الحالي، ثم استقالة معتز صلاح المستشار الإعلامي للحزب بحجة عدم تقاضيه راتبه لـ6 شهور، بجانب استقالة محمد المرغني أمين عام الحزب بأسوان؛ اعتراضًا على عدم دفع إيجارات الحزب بالمحافظة، علاوة على استقالة النائب محمد سليم من الحزب ليتفرغ لعمله البرلماني، أعقب الأمر استقالات جماعية تَقدَّم بها أكثر من 100 عضو بالحزب في محافظة القليوبية، أبرزهم الدكتور محمد سليم الذي استقال من جميع تشكيلات الحزب؛ احتجاجًا على سياسة رئيسه والصراعات الداخلية. 



فيما الغليان متصاعد في حزب المصريين الأحرار، والذي يعد من أكبر الأحزاب التي يوجد بها نواب برلمانيون بعدد 65 نائبًا، حيث يعاني من عدد من المشاكل أبرزها مشاكل التمويل ومشاكل أخرى تتعلق بالناحية الإدارية، وهو الأمر الذي أثَّر على الأعضاء وأجبر البعض على تقديم استقالتهم مثل الدكتور عماد جاد، بالإضافة إلى النائب هاني نجيب الذي قدَّم استقالته من جميع المواقع التنظيمية التي تربطه بالمصريين الأحرار، وبالتحديد منصب أمين التنظيم، ومنسق الهيئة البرلمانية للحزب.
من جانبهم ترك شباب كثيرون الحزب مؤخرًا، على رأسهم أحمد فتحي وهبة على ومصطفى مجدى وأحمد مجدى وأسامة حلى وعلى فؤاد وسمية كمال وفاطمة الشريف، ومعظمهم أعضاء بأمانة الشباب بالحزب، وكانت الأسباب عديدة مثل عدم وجود تنسيق لنواب الحزب مع نواب بقية الأحزاب فى البرلمان، ورفض دخول كثير من الأعضاء للمقر الرئيسي للحزب، وفشل أمانة الشباب فى القيام بدورها.


في السياق نفسه ضرب زلزال الاستقالات حزب المصري الديمقراطي، حيث هدَّد 9 من أعضاء الحزب بالفرار، منهم أمير سمير، أمين تنظيم شمال القاهرة، وأسامة يني أمين تنظيم المجالس المتخصصة؛ بسبب اعتراضهما على السياسات الداخلية وعلى ما وصفوه بـ"الفساد الداخلي وسيطرة المصالح للحزب.

هنا يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن الخلافات داخل الأحزاب تَحدث لعدم وجود وضوح في مهام ودور الأحزاب تتعامل مع الهيكل الداخلي للحزب وعدم وجود هيئة عليا تحكم مَن يوجد داخل الحزب وتصوغ سياسات لائقة، مضيفًا أن مؤسسات الأحزاب لا تؤدي دورها ولا يوجد تنسيق بين الحزب والأعضاء، إضافة إلى غياب الرؤية الجماعية التي تربط تلك الأحزاب، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي حزب على الساحة حاليًا يقوم بتطبيق برنامجه، وتكتفي تلك الأحزاب بالبيانات فقط، ضاربًا المثال لذلك بالتعامل مع الأزمة الاقتصادية بعد قرارات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة من الحكومة، حيث لم يجرؤ حزب واحد على الحديث عن تقديم الحلول والعمل على التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وإنما اكتفت بإصدار بيانات حزبية فقط، وهو مؤشر خطير للغاية بالنسبة للعمل الحزبي بمصر.
وأشار فهمي إلى أن السمات العامة للأحزاب أنها حديثة النشأة والتكوين والعمل السياسي، والتي لم يتعدَّ عمرها أكثر من 4 سنوات، ما يجعل خبرتها في العمل الحزبي والسياسي محدودة، لافتًا إلى أن السبب في هذا شخصنة بعض الأحزاب مثل عدم وجود إطار عام للحزب وانفصال أعضاء النواب عن الحزب فتظهر مشكلة عدم وجود الانسجام مع سياسة الحزب بين الأعضاء، مما يفضي في أحيان عديدة إلى تقديم استقالاتهم، قائلا إن المشكلة في عدم فعالية الأحزاب أنه لا يكون له رؤية.
وأضاف: العلاج يتمثل في أن تتحدد مهام مؤسسات الأحزاب كما هو معلوم، بحيث يكون هناك دور محدد لرئيس الحزب ودور للهيئة العليا ودور للأمانات الأساسية والفرعية بالمحافظات، ومن ثم العمل على معالجة الأمور، أما عدم تنفيذ ذلك فهو أمر يؤدي إلى استمرار تلك الأمراض الحزبية مثل الانشقاقات وغياب الرؤية.

ورأت داليا زيادة، رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، أن المرحلة الماضية شهدت إنشاء أحزاب كثيرة وبأعداد كبيرة بشكل مفاجئ، لذلك كان من المؤكد وقوع اختلافات في الاتجاهات السياسية والرؤى تجاه الأحزاب، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية بمثابة "الفلتر" لتنقية العمل الحزبي في مصر؛ لأنه يمهد لحياة حزبية سليمة، فالعمل الحزبي لا يتعلق بمن يدفع أكثر وإنما يعتمد على الاتجاهات والرؤى السياسية التي من المفترض أن تكون لدى العضو بالحزب.
وأضافت زيادة: أكثر الأحزاب السياسية التي تعد من أفضل الأمثلة الحزبية المصرية هو حزب المصريين الأحرار، ورغم المشاكل الداخلية به فإنه أكثر حزب استطاع تكوين قاعدة شبابية وشعبية له، كما أنه من داخله يوجد أكبر كتلة برلمانية، بالإضافة إلى أن السياسة الخاصة به لا تتعلق بإدارة فرد واحد للحزب وإنما توجد إدارة لا مركزية له.
وتابعت زيادة أنه لا توجد أحزاب سياسية معارضة على أرض الواقع بشكل حقيقي، واصفة المعارضة الموجودة بأنها معارضة عاطفية فلا يوجد حزب يقدم معارضة قوية لوجهات نظر الحكومة على سبيل المثال كما يحدث في الدول الأخرى، لافتة إلى وجود أحزاب سياسية تصف نفسها بالمعارضة ولكنها خارج الإطار الرسمي للدولة، مشيرة إلى ضرورة وجود حياة سياسية سليمة لتكون هناك معارضة بحق.