الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" تعيد نشر آخر حوار لبطلة المصارعة النسائية بعد مصرعها في حادث سير بالإسماعيلية.. ريم مجدي: نفسي أقابل السيسي.. وهدفي تشريف مصر في المحافل الدولية.. ووالدي شجعني على اللعبة

بطلة المصارعة النسائية
بطلة المصارعة النسائية "كابوريا" ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيد «البوابة نيوز» نشر آخر حوار لبطلة المصارعة النسائية «ريم مجدي محمود»، الشهيرة بـ«كابوريا»، التي لقيت مصرعها في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وذلك إثر حادث على طريق «الإسماعيلية - بورسعيد» بمنطقة أبو خليفة.
وإليكم الحوار
«ريم كابوريا»، الطالبة في الصف الثاني الإعدادي، بمدرسة صفية زغلول بالإسماعيلية، هي أول مصرية تقتنص الميدالية الذهبية لبطولة إفريقيا، في المصارعة، تحت 17 سنة، ولم يُسجل ضدها نقطة واحدة منذ أن بدأت لعب المصارعة.

شاركت في العديد من المباريات، ولم تتنازل مرة واحدة عن الذهبية، بطلة منذ نعومة أظفارها، ومن شابه أباه فما ظلم، فهي ابنة البطل العالمي مجدي كابوريا، والذي تولى تدريبها منذ أن كان عمرها 4 سنوات، ودفعها للتفوق في المصارعة، وتم ترشيحها للعب في بطولة إفريقيا الأخيرة للمصارعة، بعد فوزها ببطولة الجمهورية للمراحل السنية تحت «15 و17 و20 والكبار»، بالميداليات الذهبية، متفوقة على زميلاتها، بشكل لافت للنظر.



في أول لقاء صحفي للبطلة ريم كابوريا، عقب حصولها على الميدالية الذهبية، والمركز الأول لبطولة إفريقيا، أعربت عن سعادتها بالفوز، وثقتها بحصولها على بطولة العالم، المقرر إقامتها في جورجيا سبتمبر القادم، وأهدت فوزها إلى مصر، مؤكدة أنها لم تنتظر أي مقابل قبل تحقيقها الفوز عالميًا، كما وجهت كابوريا شكرها لمركز شباب الإسماعيلية، الذي تبناها منذ أن بدأت اللعب، وكان له الفضل بعد الله في تأهيلها إلى نهائي إفريقيا. 
وكشفت «ريم» عن أنها تتدرب يوميًا 4 ساعات، وأن أفضل توقيت للتدريب هو وقت الفجر، وهو ما يساعدها جسمانيًا، كما له الأثر الإيجابي في تحصيل دروسها، مضيفة أن إدارة المدرسة تراعي مواعيد تدريبها ومبارياتها، وتتلقى الدعم المعنوي من جميع زملائها ومدرسيها.

وأشارت إلى أن الأيام التي تتخلف فيها عن التدريب بمركز شباب الإسماعيلية، تعوضها بالتدريب في منزلها على يد والدها، باعتباره المسئول الأول عنها، حيث قام بتجهيز غرفة رياضية خاصة بمنزلها، والحق بها عددًا من الأجهزة الرياضية التي تساعدها في التدريب.

وأوضحت أنها تقضي يومها في منزلها الذي يقع في مكان ريفي، يتمتع بكل مقاومات الحياة الطبيعية، والذي كان له الأثر الطيب في نشأتها ونجاحها، وقالت: «أهم شيء تعلمته هو الالتزام، وتعلمت أيضًا أن الجانب الذهني مهم للغاية بقدر الجانب الجسماني عندما تنافس خصومك».
وأكدت «ريم»، أن المنافسة صعبة جدًا خاصةً، أن صغار السن لم يشتركوا في بطولات عالمية من قبل، وقالت: «انتظر لقاء الرئيس السيسي بعد حصولي على الأولمبياد إن شاء الله؛ لأثبت للعالم أجمع أن المصري يستطيع، وإننا نعيش عهدًا جديدًا يسطر فيه الشباب المصري تاريخًا جديدًا للإنجازات، لافتة إلى أن الكل يملك مميزات، ويجب أن احترم كل خصومي حتى لا أستهين بأحد منهم وأجده يتفوق على».
ومن جانبه، يقول «والد ريم»، إنه لاحظ ميول ابنته منذ أن كان عمرها 4 سنوات، لرياضة المصارعة وكان الأمر في بدايته كهواية وممارسة تشاركه أثناء تدريباتها إلا أنه أدرك إصرارها على ممارسة المصارعة، بشكل جاد، وبالفعل التحقت بمركز شباب الإسماعيلية، وتولى هو تدريبها بنفسه، وتأهيلها للعديد من البطولات التي شاركت فيها، وحققت الفوز دون أن يسجل أي مصارع نقطة واحدة ضدها، ومن المواقف الطريفة التي تعرضت لها، أنه قبل أي مباراة يخضع اللاعب للميزان، ومواجهة من هو في سنه، فبعد أن استطاعت «ريم»، الفوز على من في سنها ووزنها، طلب منها اتحاد المصارعة بإمضاء تقرير أنها المسئول عن «ريم»، والموافق على مواجهة من هم أكبر منها سنًا، ولثقتها في تحقيق بطولة إفريقيا، وقعت على الإقرار، وبالفعل واجهت «ريم»، إحدى اللاعبات، إذ كانت من مواليد 1985، وفي أول اتصال مع «ريم» حينها، قالت مازحة لوالدتها: «أنا هلعب النهاردة قصاد واحدة قدك يا ماما»، وبالرغم من ذلك كان الجميع  يثق في فوزها وحصولها على اللقب.


وأكد «والد ريم»، أنه يأمل أن تحقق ميداليات في الأولمبياد، ويثق في فوزها، لافتًا إلى أنه كان يثق في تحقيقها بطولة إفريقيا، قبل سفرها للجزائر، وذلك جاء نتيجة البرنامج المكثف الذي أعده لها، والذي يضمن لها مصارعة أي بطل، مهما كان.

وأوضح أنه كان يهتم بالتدريب في أجواء خاصة، مثلًا في وقت الفجر، وهو الوقت الذي يستعد فيه مخ الإنسان لاستقبال أي معلومة، ويكون في قمة نشاطه، كما يستعين بالموسيقى أثناء التدريب لتُساعد في هدوء أعصاب المتدرب، كما أكد أنه يجب على جميع المتدربين يستخدمون عقلهم قبل قوتهم الجسدية؛ للتحكم في أي رد فعل، وهذا ما انتهجه مع البطلة «ريم» في تدريبها. 
وأضاف «مجدي كابوريا»، أنه كان ينتظر استقبالًا واهتمامًا بفوز نجلته في بطولة إفريقيا، أكثر من ذلك، لكنه لم يدق بابًا لمسئول، قبل تحقيق العالمية، ورفع اسم مصر عاليًا، لافتًا إلى أنه منذ أن بدأت نجلته لعب المصارعة لم تتلق أي دعم من أي جهة، حتى بعد أن حققت بطولة الجمهورية، إذ عرضت نوادي كبيرة شراء «ريم»، مقابل أن تلعب في نهائي إفريقيا، باسمها لكنه رفض؛ لأن «ريم» تلعب باسم مصر، أنها بالفعل تنتمي إلى مركز شباب الإسماعيلية، الذي لم يبخل عليها بشيء، وقدم لها الإمكانيات، قدر المستطاع، مشيرًا إلى أن اللعبة تحتاج لدعم مادي، وزيادة عدد المعسكرات لتأهيل اللاعبين للبطولات العربية والعالمية، فالمعروف في مصر أن دعم مراكز الشباب محدود جدًا، ورغم ذلك حققت «ريم» نجاحًا لأول مرة، وهي تضع نصب عينيها بلدها، ورفع راية مصر عالية، لذلك وجه نصيحة للشباب، قائلًا: «استمروا في عملكم الجاد، وبذل الجهد، لأنكم لا تعرفون متى ستأتيكم الفرصة لتحقيق حلمكم». 


وعن كواليس المباراة الأخيرة لبطلة إفريقيا، قال «والد ريم»، إنه كان يتابع المباراة مباشرة عن طريق «سكاي بي»، وبعد كل جولة تنتهي، يتواصل مع «ريم»؛ ليقدم لها النصائح والتعليمات، لتواصل الجولات اللاحقة، وعقب إعلان فوزها، لم ينتظر رجوعها ضمن فريق البعثة المصرية الذي سافر إلى الجزائر، لكنه طلب من المسئولين الذين سافروا مع البعثة، أن ينهوا إجراءات العودة لـ«ريم»، ورجوعها على أول طائرة إلى مصر، وكان في استقبالها بالمطار، وعاد بها مباشرة إلى مركز شباب الإسماعيلية؛ لتحتفل وسط أسرتها الثانية بفوزها.
وقالت والدة بطلة إفريقيا «ريم كابوريا»: «الحمد لله ربنا كرمنا في ريم، وتأهلت لبطولة العالم في جورجيا، بعد مجهود كبير من والدها، ومركز شباب الإسماعيلية، وحصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية، ونحن دائمًا نقف خلفها، ونحفزها للتقدم، خاصة أن الألعاب الفردية في مصر إمكانياتها محدودة، ولكنها اجتهدت بقدر الإمكانيات المتاحة للفوز بالبطولات، ورفع اسم مصر أمام العالم أجمع».

وعن طبيعة تربية «ريم» ونشأتها، قالت «والد ريم»: «منذ الصغر تميل للألعاب الذكورية، لم نشعر أبدًا أنها فتاة، وبالرغم من ذلك، فهي حنونة جدًا على شقيقاتها، فهي الابنة الثانية لي، ودائمًا تشعر بالمسؤولية تجاه أسرتها وبلدها، وطموحها ليس له حدود، ونحن جميعًا فخورون بها، ولا نخشى عليها.



وقالت «نوران»، الشقيقة الكبرى لـ«ريم»: «والدنا ترك لنا حرية الاختيار، في مستقبلهم، فمثلما قررت «ريم»، أن تخوض المجال الرياضي، قررت أنا التركيز في دراستي، وخاصة المجال العلمي، وأحلم أن أصبح طبيبة، في حين تحلم شقيقتي، ريم، الالتحاق بكلية التربية رياضية، لتثقل موهبتها بالدراسة، وأجد شقيقتي الصغرى أيضًا تميل للمصارعة، لكن مازالت في الثانية فقط من عمرها، ونحن جميعًا عند أبي وأمي سواء، أما عن فوز «ريم» ببطولة إفريقيا، استقبلنا الخبر بفرحة عارمة، ولم يكن مفاجئة، بل قبل سفرها كانت تؤكد لنا جميعًا أنها بطلة إفريقيا، وحاليًا تقول أنا بطلة العالم إن شاء الله، كل ما ننتظره فقط تكريم «ريم»، بالشكل الذي يليق بها؛ ليكون دفعة معنوية لها، لاجتيازها بطولة العالم، ورفع اسم مصر عاليًا، وهذا شرف لأي شخص».
ومن جانبه، يؤكد نائب رئيس مجلس إدارة مركز شباب الإسماعيلية، أنه من المقرر تنظيم احتفالية كبري لتكريم لاعبة المصارعة، ريم مجدي كابوريا، الحاصلة على الميدالية الذهبية، والمركز الأول في بطولة إفريقيا للعبة، التي انتهت فعالياتها الأسبوع الماضي، بدولة الجزائر الشقيقة، وترشحها لتمثيل مصر في بطولة العالم، المقررة إقامتها في الثالث من سبتمبر القادم، بجورجيا، يُدعى لها المحافظ اللواء ياسين طاهر، والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، والدكتور عادل رضوان، وكيل وزارة الشباب والرياضة، وبلبل النحاس، رئيس منطقة المصارعة‏.‏
وأضاف أن «ريم» ترشحت للعب في بطولة إفريقيا الأخيرة للمصارعة، بعد فوزها في بطولة الجمهورية للمراحل السنية تحت «15 و17 و20 والكبار» بالميداليات الذهبية، متفوقة على زميلاتها بشكل لافت للنظر.
وأوضح أن «والد ريم» له سمعة طيبة في اللعبة، حيث حصل على بطولة الجمهورية وإفريقيا والعرب والعالم والبحر الأبيض المتوسط 59 مرة، طوال حياته، فهو لاعب متميز، كما أعلن اعتزاله لإصابته وعمره 28 عامًا.
وأكد أن البطلة «ريم»، تنتظر بفارغ الصبر، تكريم المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، الذي يشجع الأبطال الموهوبين في مختلف الألعاب الفردية والجماعية.