الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كريمة عبود.. رائدة التصوير الفلسطينية

كريمة عبود
كريمة عبود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كريمة عبود من مواليد "1894"، هي ابنة لعائلة لبنانية الجذور وفلسطينية المولد، نزح ذووها إلى مدينة الناصرة في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر. 
تنحدر عائلة عبود أو "الأشقر" من خيام مرج عيون وهي إحدى قرى النبطية بلبنان، إذ قرر أحد أفرادها ويدعى دعيبس أن يستقر في شمال فلسطين، فقد كان مبشرًا للفكر الإنجيلي في مناطق لبنان والسودان، كما دون في مخطوطة تقع في 100 صفحة، وهي عبارة عن ترجمة لحياة العائلة ومسيرة أبنائها، وبالأخص سليم دعيبس عبود، وإخوانه أسعد وسعيد وسليمان وأمين؛ نُشرت سنة 1908، حين وفاة الدكتور فارتن مؤسس المستشفى الانكليزي في بعثة "إدنبرة" في مدينة الناصرة. 
تلقت كريمة عبود تعليمها الأولي في مدينة الناصرة، وواصلت مراحل تعليمها الثانوي في القدس، والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح بينما تعلمت كريمة عبود حرفة التصوير لدى أحد المصورين الأرمن في القدس، وشرعت في ممارسة المهنة منذ عام 1913. 
كان والدها أهداها آلة تصوير فتعلقت بها وراحت تلتقط الصور للمدن والأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية، ولأبناء عائلتها والأصدقاء، ثم افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستوديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج، ثم افتتحت مشغلًا لتلوين الصور وإكسابها لمعانًا وبريقًا، وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس، بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. 
انتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات، وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.
كان لكريمة عبود دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بأن تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي، وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة في أيام الإنتداب البريطاني.
في صيف 2006، تم الإعلان عن ألبومات من تصوير كريمة عبود، لدى جامع مقتنيات قديمة، وهو إسرائيلي من مدينة القدس وتوفيت ودفنت في بيت لحم، تاركةً مئات الصور التي تجسد مرحلة هامةً في التاريخ الفلسطيني الحديث.