الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. الآلاف يحتفلون بمولد الشهيد "مارجرجس" بالأقصر.. مسيحيون ومسلمون يطلبون الشفاء وقضاء الحاجات.. والأجهزة التنفيذية تعلن الطوارئ لتأمين المواطنين على مدار 7 أيام بجبل الرزيقات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يا مارجرجس سرك سرك سرك" هكذا ينادي أقباط الأقصر والمحافظات المجاورة على القديس جرجس خلال الاحتفالات بمولده التي أقيمت على مدار 7 أيام بجبل الرزيقات جنوب غرب الأقصر بمشاركة مئات الآلاف من المواطنين والمريدين بقصد الشفاعة عند الله وقضاء الحاجات.
وأعلنت الأجهزة التنفيذية والأمنية بمحافظة الأقصر حالة الطوارئ لتوفير مياه الشرب والتيار الكهربائي ومعدات الحريق، كما انتشرت المحال والمطاعم والمكتبات والسوبر ماركت وتحول الاحتفال إلى مناسبة ينتظرها المئات من الباحثين عن الشفاء وأصحاب الحاجات الذين بمجرد قضاء حاجاتهم يتوجهون إلى سلخانة الدير ليوفوا بالنذور وتقديم الذبائح، وهو ما يفعله مينا ميخائيل ولحظي أبوشاهين من قرية العضايمة بإسنا.
وتخطى الأمر المسيحيين ليصل إلى بعض المسلمين مثل الحاجة سيدة عبدالحميد التي جاءت للدعاء بشفاء قدميها.
فيما قال محمد أبوالعلا البتيتي: "جيت من إسنا أشارك إخوتي الأقباط في احتفالات مارجرجس بناء على دعوة من أحد جيراني المسيحيين، وقمنا بالتخييم وإشعال الشموع في الكنيسة وكلها طقوس دينية يجب أن نحترمها".

وتؤكد الأبحاث القبطية أن اسم مارجرجس هو تعبير سرياني وأصبح سائدًا بين الشعب القبطي وفى الاستعمال الكنسي، وهو يتكون من مقطعين مار: كلمة سريانية معناها سيد وجرجس: هو الاسم الذي اعترف به فى فلسطين، ويلقب أيضا بـ"مارجرجس الفلسطيني"؛ لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين ومارجرجس الكبير تميزًا له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم، ومارجرجس الروماني لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الروماني كاملة، وقد منح هذه الجنسية طبقًا لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212م، ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الإمبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين، كما يلقب بأمير الشهداء، وهو أشهر لقب للقديس وقد أعطاه له السيد المسيح نفسه.

وكان القديس جرجس، حسب الكتابات القبطية، حسن الطلعة ممشوق القوام مما أهله لأن يلتحق بالجيش وكان عمره سبعة عشر عاما، ولما علم الوالي الجديد بشجاعته وفروسيته بعث به إلى الإمبراطور الروماني وبصحبته 100 جندي وأعطاه خطابا يوصى فيه بترقيته، فلما رآه الإمبراطور وقرأ الرسالة التي معه فرح به جدا ومنحه لقب أمير وأصبح (الأمير جرجس) ورتب له راتبًا شهريا ضخمًا وأعطاه خمسمائة جندي ليكونوا تحت أمره، كما عينه حاكمًا لعدة بلاد لتكون خاضعة لحكمه وقيد اسمه في ديوان المملكة مع العظماء وأعطاه هدايا كثيرة وعند انصرافه وهبه حصانا ضخما، وما أن عاد الأمير جرجس حتى خرج أمير فلسطين للقائه بحفاوة وتكريم وأقامت والدته وليمة عظيمة لأهل المدينة، كما أقامت الصلوات الكثيرة لأجله، ولما بلغ القديس من العمر عشرين عاما تنيحت والدته وكان قد وصل إلى درجة فائقة من الشجاعة وأصبحت له شهرة في كل مكان فقرر الأمير يسطس حاكم فلسطين أن يزوجه ابنته الأميرة، غير أنه قبل أن تتم مراسم الزواج توفى الأمير، ففكر القديس في أن يتمم زواجه من الأميرة ليصبح أميرًا على فلسطين بعد أبيها، ولكن الله كان قد دبر له مملكة من نوع آخر.

ثم توجه القائد جرجس إلى مدينه صور في أمر يخص الجندية ولما وصل إليها وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقي يسوع المسيح واهتموا بعبادة الأصنام وتقديم الذبائح والبخور إلى الأوثان الحجارة الصماء، كما أن الملك داديانوس اجتمع مع 69 من الملوك والرؤساء في دولته بمناسبة عيد أبولون وأصدروا منشورًا ينص على هدم جميع الكنائس وطرد جميع الموظفين المسيحيين من أعمالهم وحرق الكتب المقدسة وتقديم الذبائح والبخور لآلهة الملك، على أن يعذب كل من يرفض الخضوع لأوامر الملك عذابا شديدا حتى الموت، فغلى دم الشجاعة في عروق القديس وقام بتمزيق المنشور أمام جنود الملك داديانوس وبسرعة فائقة قبض الجنود على الأمير جرجس وساقوه إلى الملك مكبلًا بالقيود الحديدية لينال عقابه بسبب رفضه أوامر الملك.

واقتاد الجنود القديس إلى الملك داديانوس الذي كان مجتمعا مع الملوك والأمراء التسعة والستون يدبرون ويخططون لإهلاك المسيحيين، ولكن قد هالهم الأمر أن الذي يقف أمامهم قائد له مكانته المرموقة في المملكة، لذلك ابتدأ الملك يلاطف الأمير جرجس بالوعود والترقيات إلى مناصب أعلى، وأنه سوف يزوجه ابنته ويعطيه من الأموال والذهب والهدايا الكثير إذا قدم السجود والتبخير للآلهة ولكن الأمير جرجس أكد له أنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.
ولم تفلح كل محاولات الملوك والأمراء في إثناء القديس عن عبادته للإله الحقيقي، ما جعل الملك يثور غاضبًا ويأمر بوضع جورجيوس داخل السجن.
أمر جنوده بربط جرجس بأغلال قاسية ثم ألقوا على صدره حجرًا كبيرًا وتركوه إلى اليوم التالي لعله يموت أو يخضع لأوامرهم؛ ولكنه تحمل الألم وهو يشكر السيد المسيح.

وحينما فشلت المحاولة في إخضاع القديس، أمر الملك بتعذيبه بالهنبازين، وهى آلة تعذيب شنيعة عبارة عن دولاب حديدي به عجلتان من الحديد لكل منهما سكاكين حادة وتدور كل عجلة عكس الأخرى وعندما وضعوا جرجس داخل الدولاب وأداروا العجلتان أخذ جسده يتمزق والدم يسيل منه وإمعانا في التعذيب جاءوا بنار المشاعل ومرروها على جروحه ثم وضعوا كميات من الملح فوق جروحه أيضًا حتى أصبحت آلامه فوق كل احتمال، ومع ذلك كان جرجس يقدم الشكر للمسيح الذي احتمل آلام الصليب من أجل خطايا البشرية.
وبينما القديس غارقا في دمائه بين حي وميت إذ بنور قوى يظهر فجأة داخل غرفته في السجن ويقترب منه مخلص العالم ويعطيه السلام قائلًا: "لا تخف يا حبيبي جرجس؛ لأني معكم، وعندما لمس جراحاته إذا بها تلتئم بسرعة عجيبة وكأنه لم يصب بأي أذى"، حينئذ أمر داديانوس بأن يخرجوه من السجن ويحضروه بين يديه في مجلس الحكم وكان القديس يرتل إلهى انظر إلى معونتي".
وقد سأله الحاضرون: يا جرجس من الذي شفاك، فأجابهم القديس: "أنتم لا تستحقون أن تسمعوا اسم الذي شفاني".
ولهذا السبب هناك اعتقاد سائد بأن العذابات التي تعرض لها مارجرجس كانت سببا في أن يعتقد الأهالي أنه قادر على الاستجابة للمطالب.

يُذكر أن الاحتفال الرسمي بذكرى الشهيد مارجرجس في ديره بالرزيقات يستمر أسبوعًا من الأول إلى السابع من شهر هاتور، وهي المناسبة التي توافق ذكري تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس في مدينة "اللد" بفلسطين؛ لكن المئات من الأسر تسافر قبل هذا الموعد للإقامة بالدير على مساحة تزيد على 60 فدانًا بداخل خيام أقيمت خصيصًا لهذا الغرض.
يُشار إلى أن تاريخ بناء الدير يعود إلى الفترة ما بين عامي 1850 إلى 1870 ميلادية، وفي بعض الروايات الأخرى إلي ما قبل عام 1896 في عهد الأنبا مرقص أسقف كرسي إسنا في ذلك الوقت وورد ذكره في كتابي تحفة السائلين ودليل المتحف القبطي. 
من جانبها، استنفرت الأجهزة الأمنية بمحافظة الأقصر، جهودها لتأمين الاحتفالات بمولد مارجرجس بجبل الرزيقات بأرمنت من خلال خطة أمنية محكمة، حيث تم الدفع بـ9 تشكيلات أمن مركزي، و8 تمركزات أمنية بمحيط الدير ومجاميع مسلحة وقوات أمن ومدرعة، إضافة إلى الخدمات التأمينية من ضباط الصف والجنود تجنبًا لحدوث أعمال شغب خلال احتفالات المولد.

وأقيمت الاحتفالات بمولد مارجرجس وسط إجراءات أمنية مشددة، قادها اللواء عصام الحملي مدير أمن الأقصر، واللواء زكى مختار مدير إدارة البحث الجنائي واللواء أحمد العجمي حكمدار الأقصر، واللواء نبيل بشرى والعميد بدر طه مأمور مركز شرطة أرمنت والرائد وائل عبدالستار نائب المأمور والرائد محمود مصطفى رئيس مباحث المركز وضباط المباحث بالمركز الشرطية "أيمن غانم وعبدالرحمن موسى وأحمد زاهر ومحمود جامع وعمرو غضنفر وأحمد الشامي وأيمن محروس ومصطفى بسيوني وأحمد مشهور وعمر النجار ومنصور عادل ومحمد فتحي وخالد أبو زيد ومحمد خالد وكريم منصور وعمر سعيد ومحمد خيري وعمرو بحيري وإسلام عبدالحي ومحمد فراويلا وإسلام المتبولي ومحمد رجب وإسلام العطار وأحمد فتحي وأحمد كمال ومعتز إبراهيم وشفيق أبوالحسن" وغيرهم من ضباط قوات الأمن والحماية المدنية.