الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"ترامب".. والتحالف مع إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فوجئ الكثيرون بمجموعة إجراءات متتابعة أخذها الرئيس الأمريكى الجديد ترامب تقاربًا وتحالفًا مع إسرائيل. الإجراء الأول المفاجئ والجريء كان اعتبار القدس عاصمة لها وليست تل أبيب، وثانيًا: انتقال سفير أمريكا من تل أبيب أيضًا إلى القدس كمقر له، فضلًا عن أن تصريحاته دائمًا متحالفة مع إسرائيل، أما التصريح الأهم فهو عدم اهتمامه بمستقبل السلام والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
أما بالنسبة للجانب العربى والمصرى، فأعرب ترامب عن تقديره للرئيس المصرى ودوره فى محاربة الإرهاب، وكيف أن كيمياء العلاقة بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ لقائهما الأول عند زيارته لنيويورك كانت إيجابية جدًا.
فماذا حدث؟ الكثير تكلموا عن أن العلاقة بين ترامب وإسرائيل كانت قديمة وقوية، وأن والده كان من مؤيديها.
ماذا سيكون المستقبل بعد هذه القرارات والإجراءات التى أخذها الرئيس ترامب لصالح إسرائيل؟ هل تريد الإدارة الأمريكية الجديدة أن تفرق بين الأشياء فتقول مثلا إنه لا تناقض بين أن تكون العلاقة بين أمريكا وإسرائيل قوية، وتكون علاقته مع مصر أيضًا قوية ومتوازنة فى نفس الوقت.
مما لا شك فيه إذا كان هذا هو الموقف الأمريكى، فمعنى ذلك أن هناك سياسة جديدة وصياغة جديدة للعلاقة الأمريكية العربية والمصرية بجانب صورة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية الجديدة أيضًا، صحيح أننا نعلم صراحة ترامب وقدرته على المواجهة، ولكن لمَ لا نطالبه بممارسة هذه الصراحة والمواجهة لدفع الجانب الإسرائيلي والعربى نحو التصالح على أساس أن هذا التصالح فى نهاية المطاف فى صالح السلام العالمى الذى عبر عن اهتمامه به فى تصريحاته بعد انتخابه؟ ولدىّ إحساس أتمنى ألا يكون مخطئا أن المستشارين الذين كشف عن شخصيتهم أخيرًا بعد الانتخاب، وأحدهم لبنانى والآخر يقال إنه مصرى سيدفعان به نحو استراتيجية السلام فى الشرق الأوسط.
فى كل الأحوال لن ننسى أنه اختار سياسة صريحة أيضًا وجريئة ضد الإخوان المسلمين فى المنطقة، ولكن وجه تشجيعًا لمن أسماهم المسلمين المعتدلين.
وهنا أنوه بأنه اختار أيضًا مستشارين آخرين، ومعنى ذلك أنه ستكون لديه فرصة توازن بين كل هؤلاء المستشارين.
وكانت مفاجأة لى أيضًا أن أكتشف أن له صداقة قديمة منذ أكثر من ثلاثين عامًا مع رجل أعمال مصرى عالى المستوى وأحد أصحاب الصحف اليومية المصرية.
نتمنى أن يكون لهذه الصحبة الطيبة من الشخصيات العربية والمصرية أثر إيجابى على سياساته تجاهنا.
بقى أن نقول إن أى رئيس أمريكى يجب أن يضع فى اعتباره دور مؤسسات الحكم بجانبه وهى «الخارجية» وكذلك «الأمن الداخلى» وكذلك «المخابرات» وكذلك الدفاع، كل هذه المؤسسات لها دور بجانب الرئيس.
وهناك دور آخر لمجموعات الضغط التى تعودنا على أهميتها مثل اللوبى اليهودى مثلًا، وقد لاحظنا أن نيويورك مركز الثقل فى التصويت الديمقراطى واليهودى قد صوتت للجمهورى ترامب، إذن هناك موجات لتصويت اللوبى تجعله يخرج عن القواعد المعتادة.
وقبل أن أختم مقالي يجب أن أشير إلى شخصية ترامب التى قد تتخطى وتتحدى أحيانًا دور المؤسسات واللوبى، فهو شخصية قوية ولها توجهاتها، إذًا ستكون لعبة الحكم أثناء فترة رئاسته توازنًا بين الأدوار المتأثرة بشخصيته والأدوار التى تخضع لتأثير مؤسسات الحكم، وعلى كل الأحوال فإن دوره وأفكاره تجاه مصر ورئيسها إيجابية حتى الآن، وإذا تحقق مشروع زيارته لمصر التى دعاه لها الرئيس السيسى وزيارة الرئيس المصرى أيضًا إلى واشنطن ستكون هناك خطوات كبيرة قد تمت على طريق التعاون والتقارب.