"عم جمعة" رجل لم يكترث بالمخاطرة ولا يرى غضاضة فيها، ينطق لسانه بلهجة أهل الصعيد "الرزق يحب الخفية"، ينتظر موسم حصاد البلح لامتهان مهنة "طالع النخل" للبحث عن قوت يومه ليعود بعدها لزوجته وأبنائه الأربعة ليكفل لهم الحياة الكريمة ولكن القدر لم يمهله حيث توفي إثر سكتة قلبية أثناء ممارسة عمله.
خرج "عم جمعة" من قريته حيث يقيم عند ملف الحموري برج المحافيظ بقرية الكلابية بمدينة إسنا جنوب الأقصر ومتزوج من سيدتين وله 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة خرج كعادته من الصباح لممارسة مهام عمله في جني البلح وتقليم النخل، وقام بلف الشال الأبيض حول وسطه، وصعد إلى أعلى نخلة، ثم هبط إلى أسفل، وصعد واعتلى نخلة أخرى لم يكن يدري وقتها أنه سيصعد حيًا وينزل ميتًا، فأثناء قيامه بتقطيع أوراق النخيل من أعلى فوجئ زملاؤه بتغيب كثيرا في العمل، وأنه ساكن بلا حركة منذ الساعة الثالثة عصرا حتى الساعة السادسة ونصف، وعندما قاموا بمناداته لم يستجب لهم وسقط منه "القدوم" الذي يستعين به في تقليم النخيل فتسلق أحدهم إلى النخلة لمعرفة ما حدث تبين أنه فاقد النطق وجثة هامدة، تجمع الأهالي وسط حالة من الاستياء والحزن تكسو وجوههم.
وكان اللواء عصام الحملي مدير أمن الأقصر قد تلقى إخطارا من اللواء زكي مختار مدير إدارة البحث الجنائي يفيد مصرع مواطن يدعى "جمعة محمد طه" 45 سنة مزارع ومقيم بالكلابية أثناء قيامه بتقطيع أوراق النخيل، وعلى الفور انتقل الرائد محمد عبدالله رئيس مباحث مركز شرطة إسنا وضباط المركز ومحمد سيد سليمان رئيس مدينة إسنا وعبدالرحيم طايع رئيس قرية الحلة وسيارتي إسعاف ومطافي ولودر وسلم كهرباء متحرك حيث جاء السلم الكهربائي بعد 3 ساعات بعد الاستعانة بسلم كهربائي من مجلس قروي الدير بعد أن تبين وجود عطل بسلم مجلس قروي الحلة حيث تبعد قرية الدير عن الحلة أكثر من 20 كيلو.
وتم إنزال الجثة ونقلها إلى مشرحة مستشفى إسنا المركزي، وجارٍ اتخاذ اللازم لاستخراج تصاريح الدفن.
