الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن في حواره لـ"البوابة نيوز": الفن تحول إلى "سبوبة" سيئة السمعة.. والمنتجون يعتمدون على كُتاب من "العواطلية" ورواد المقاهي.. ويوزعون الملايين على فنانين بلا موهبة

قال إنه جالس فى بيته بعيدًا عن الإسفاف

الكاتب الكبير محفوظ
الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن مع محرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك مؤامرة على الفن أسلحتها «الجنس والمخدرات».. وغياب الدولة عن الإنتاج الدرامى «عدم وعى»
«مبارك» اعترض على فيلم «ناصر 56» قائلاً: «هو مين اللى بيحكم مصر؟ إحنا ولّا جمال عبدالناصر؟»
أحمد زكى «أسطورة تمثيل» وكان ينوى تقديم فيلم عن «الشعراوى».. وعادل إمام ويحيى الفخرانى الأبرز حاليًا

«بوابة الحلوانى، أم كلثوم، ناصر 56»، جميعها أعمال كتب لها الخلود فى تاريخ الفن المصرى، من حيث القيمة والمضمون، تنوعت موضوعات هذه الأعمال، ولكنها اشتركت جميعًا فى شخصية الكاتب، «محفوظ عبدالرحمن»، الكاتب الكبير الذى حفرت أعماله حروف اسمه فى ذاكرة الفن المصرى.
فى لقائنا به قدم «محفوظ» نقدًا للوضع الذى تمر به الساحة الفنية فى الوقت الحالى، حيث وصف الأعمال التى تقدم مؤخرًا بأنها تقدم قدوة سيئة للشباب المصرى، وتمثل نموذجًا سيئًا للفن، وسرد عبدالرحمن أزمة فيلم «ناصر 56»، الذى تم منعه من العرض من قبل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مقدمًا كشف حساب للإعلام المصرى فى الفترة الأخيرة، وماسبيرو الذى وصفه بأنه فى «إجازة» مؤخرًا، ووصف «عبدالرحمن» مصطلح ازدراء الأديان بأنه مصلح قبيح ومن شأنه تقييد حرية الفكر والإبداع.

■ أين الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن من الساحة الفنية حاليًا؟
- أحيانًا يكون منزل الإنسان، وبالتحديد المبدع، أولى به من الخروج وسط الظلام والضحالة الفكرية، وأنا فى الفترة الحالية خارج الوسط والساحة الفنية بل منذ زمن ليس بالقليل، جالسًا فى بيتى بعيدًا عن حالة الإسفاف والابتذال التى تُسيطر على الساحة الفنية فى الفترة الأخيرة، التى أراها غير مناسبة لوجودى وأعمالى، فى ظل تراجع الدراما والسينما والمسرح، وعدم وجود تجربة تغرى الكاتب للعودة إلى العمل الدرامى، ولاسيما أن الكتابة الفنية شيء جميل يحتاج صفاء ذهن وشعلة نور تجبرك على الإبداع، بينما الساحة حاليًا مُظلمة للغاية، أصابت الكُتاب بالإحباط، وهناك ضربة قوية لكافة الأعمال الهادفة، أراها ضربة متعمدة للقضاء على الفن المصرى، وهناك أموال يتم توزيعها بالملايين على فنانين لا يستحقون، وهى مغالاة مُصطنعة ومفتعلة، لا مبرر لها، علاوة على غياب الحراسة الثقافية والأخلاقية التى تحمى المواطن وتوجهه ممثلة فى الدولة التى غابت عن الإنتاج الدرامى وعن كل شيء من شأنه تطوير المواطن وشخصيته، لذلك على الدولة استدعاء نفسها بشكل سريع من أجل القيام بدروها كحارس على المواطن.
■ ما سبب غياب الدولة عن الإنتاج الدرامى والفنى من وجهة نظرك؟
- عدم وعى وإدارك لأهمية الفن والدراما فى تكوين ثقافة المواطن، وأن ثقافة الشعب تنحصر بين السينما والدراما والمسرح والكتاب، والدولة هنا مسئولة مسئولية كاملة، وعليها أن تواجه هذا الإسفاف سريعًا، والفساد فى الدراما، بعد أن تم تهميش دورها، وإحلال قيم أخلاقية لا تناسب طبيعة الشارع المصرى، وأصبحت المسلسلات والأفلام تعتمد على الجنس والبلطجة والعنف والمخدرات، بل هناك مشاهد وأعمال لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تعرض فى أى دولة من دول العالم، وأصبحت الدراما تقدم قدوة سيئة ونموذجًا منحطًا للمواطن المصرى، وسخافات مقصودة.
هم يبررون ذلك بأنه انعكاس للواقع الذى تعيشه مصر، وهو مبرر يدل على جهل من يردده، وعدم فهمه لمعنى الواقعية، لأنه حتى لو كان الواقع سيئًا فلا يجوز أن يتم تناوله عن طريق العرض، ولكن عن طريق النقد فقط، وفى أضيق الحدود، علاوة على وجود أزمة كبيرة فى كُتاب الدراما، وتحول المنتجين إلى جلب الكُتاب العاطلين الجالسين على القهوة وقعدات المصاطب، بينما كُتاب الدراما الحقيقيون جالسون فى بيوتهم، كل هذا حوّل الدراما إلى تجارة سيئة السمعة، بعد أن أصبح الهدف الوحيد هو البحث عن المال وزيادة حصيلة الإعلانات على حساب تدمير الأخلاق لدى الشباب وكل الطبقات، وتدمير الفكر لدى الناس، مع عدم مراعاة أن التليفزيون يدخل كل بيت دون استئذان، بل إن هناك من يؤجل ارتباطًا أو موعدًا من أجل مشاهدة عمل معين تعلق به.
■ تحول مواعيد الإنتاج إلى مواسم رمضان والأعياد تأثيره سلبى أم إيجابى على الفن من وجهة نظرك؟
- الفن لا يعرف المواسم، والإبداع بشكل عام لا يجب أن يأتى بموعد مسبق، بل يجب أن يكون طول الوقت، وفى مختلف فصول العام، وموسم رمضان أو الأعياد ظاهرة سلبية بلا شك، حيث يتم تكدس كافة الأعمال بشكل كبير فى تلك المواسم بعيدًا عن باقى شهور العام، وهنا يركز المنتجون والفنانون جهودهم بحثًا عن الكم وليس الكيف، حيث يسعون إلى إنتاج أكبر عدد من الأعمال للحاق بالموسم والبحث عن الإعلانات والربح المادى فقط، نفس الأمر ينطبق هنا على الظاهرة التى انتشرت مؤخرًا وهى تحويل الأعمال السينمائية القديمة إلى مسلسلات درامية، وهو يعبر عن حالة الإفلاس التى أصابت الكتاب والمؤلفين، والانتقال إلى المط والإطالة بعيدًا عن المضمون والهدف.

■ هل نجحت الدراما التركية والعربية فى سحب البساط من تحت أقدام الفن المصري؟ وكيف ترى مشاركة الفنانين العرب فى الأعمال المصرية؟
- يجب ألا نخشى الغير، ونقف دائمًا فى موقف المدافع عن نفسه، بعيدًا عن العمل والحركة فى طريق التطور والتحديث الدرامى والفنى، بغض النظر عن قوة أو ضعف الأعمال العربية والتركية، والتى لا تمتلك نفس التاريخ الذى تمتلكه الدراما المصرية، نفس الأمر على مشاركة الفنانين العرب فى الدراما والأعمال الفنية فى مصر، حيث يمثل ذلك تبادلا فنيا جيدا منذ سنوات بعيدة، وكذلك هناك مشاركات من فنانين مصريين فى أعمال عربية، بل وأجنبية أحيانًا، وخير مثال هنا الفنان الراحل عمر الشريف، حيث شارك فى العديد من الأعمال العالمية، ولم نسمع حينها عن فكرة الاختراق أو توجيه نقد إلى الفنان الراحل، بل هناك العديد من الفنانين العرب شاركوا فى أعمال فنية مصرية ولم نكن نعرف حينها جنسية الفنان.
■ هل ماسبيرو يدخل فى دائرة الأزمة التى يعانى منها الإعلام المصري؟
- ماسبيرو ما زال يشكل القوة العظمى فى سوق الدراما بشكل عام، لكنه فى الفترة الأخيرة فى إجازة مفتوحة دون مبرر، على الرغم من وجود حوالى 43 ألف موظف داخل المبنى، وملايين يتم صرفها سنويًا دون عائد، وسوء استغلال للمال العام، وعليه العودة سريعًا إلى دوره التنويرى والثقافى قبل فوات الأوان، وعلى القائمين عليه أن يراعوا قيمة المبنى الذى يمثل رمزًا فى تاريخ الفن والإعلام المصرى، والغريب هنا هو إلغاء وزارة الإعلام، وعدم إيجاد بديل مناسب حتى اللحظة، ولماذا من الأساس تم إلغاؤها، فى ظل وجود إعلام قوى وعمل مستقر، حيث لا يجوز الهدم دون البناء، وهناك نوعان من إدارة الإعلام فى العالم، سواء فى شكل وزارة وطنية كما هو كان الحال فى مصر، أو فى شكل شركات تابعة للدولة كما هو الحال فى بريطانيا، مثلما يحدث فى هيئة الإذاعة البريطانية، ولكننا فى مصر وقفنا فى منتصف الطريق، لا حققنا فكرة الوزارة، أو حتى فكرة الشركات الوطنية التابعة.
■ الفنان محمد رمضان ظاهرة أم موهبة من وجهة نظرك؟
- لم أشاهد أعمال محمد رمضان، فقط أسمع عنه فى وسائل الإعلام المختلفة، ولكن فقط شاهدت مقاطع قليلة لأعماله التى قدمها على الشاشة، وعدد من اللقاءات التليفزيونية التى أجراها، والتى كانت غير مُرتبة، والتى لا تختلف عن نوعية الأعمال التى يقدمها، وأتمنى أن يصحح مساره سريعًا ويقدم أعمالًا مفيدة.
■ هل الفن فيه واسطة؟
- بالفعل، لكن الواسطة فى الفن عكس باقى المهن، حيث هنا كفيلة فقط بفتح المجال والفرصة للراغب فى العمل، لكنها لن تطيل فى عمره الفنى، ومن شأنها أن تدمره وتجعل الجميع يحتقره طالما لا يمتلك الموهبة الفنية القادرة على تعاطيه مع الشاشة، ومنحها قبلة الحياة والاستمرار على الساحة، بدليل خروج العديد من الفنانين من ذاكرة المشاهد على الرغم من أنهم قدموا أعمالًا كثيرة، فالفن لا يعرف الواسطة أو التوريث.

■ هل الفن مُحرض أحيانًا؟
- الفن مُحرض دائمًا وليس أحيانًا فقط، حيث من الممكن أن يساهم فى تغيير الفكر، ولاسيما لو كان العمل جيدًا، أو تغييره للأسوأ لو كان العمل مُبتذلًا وغير جيد، ويمثل جيشًا قويًا يستطيع تحريك الأمة إلى الاتجاه الصحيح، عن طريق رسالة رقيقة عبر الشاشة تصل إلى المستمع أو المشاهد.
■ هل نستطيع تقديم روشته لإصلاح حال الإعلام المصري؟
- لا بد هنا من التركيز على الدولة ثم الدولة، عليها الاتجاه إلى الإنتاج الفورى ومواجهة الإسفاف، وأن تكون حريصة على المشاهد وأخلاقيات المشاهد، وإنتاج أعمال وطنية وقومية، وأن يراعى المؤلفون والمنتجون والمخرجون ضمائرهم فى الكتابة وتقديم الأعمال.
■ سبق أن صرحت بأنك كرهت مسلسل «أم كلثوم» على الرغم من النجاح الساحق الذى حققه؟
- مُصطلح الكره هنا أعتقد أنه كان به الكثير من المُبالغة فى حينها، لأنه عمل جيد، وتناول سيرة مطربة عظيمة فى مصر والوطن العربى، بل والعالم كله، ولكن عقب إذاعة المسلسل، حصرنى الناس فى هذا العمل، وكأننى لم أقدم غيره، على الرغم من أنه علامة فارقة فى حياتى، وكان خير تعارف مع الجمهور المصرى الذى كان يجلس أمام الشاشات ليشاهد المسلسل وقت عرضه وحتى مع تكرار العرض.
■ ولماذا لم تكرر تجربة «ناصر ٥٦» مع رئيس آخر؟
- أنا لا أعمل عند الرؤساء أو الزعماء، ولكنى فقط أعمل ما أريد وما أرى أنه يلقى استحسان الجميع، لأننى كنت متحمسًا بشكل كبير للرئيس والزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ولا أود أو حتى أفكر فى تقديم مسلسل عن الرئيس الراحل أنور السادات، أو حسنى مبارك، وحتى المعزول السابق محمد مرسى لا يستحق سوى فيلم كوميدى، ولكنى اعتدت ألا أتناول حياة أو سيرة شخص أو رئيس على قيد الحياة، وفيلم ناصر حقق نجاحًا ساحقًا فى مصر والوطن العربى، على الرغم من الضجة التى ثارت حوله حين تم عرضه.

■ فيلم «ناصر ٥٦» صاحبته ضجة شديدة بين المنع والرقابة.. ما كواليس الأزمة؟
- جاءت الفكرة عن طريق إعداد سهرة عن رؤساء مصر السابقين، وقدمت أول شخصية مقترحة عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من باب الاستفزاز للمسئولين الذين طلبوا المشروع، من ضمن سبع شخصيات مقترحة، فى وقت كان ممنوع ظهور جمال عبدالناصر على الشاشة، والغريب أنهم وافقوا على الفكرة، وبالفعل بدأت فى إعدادها، وطالبت بأن يتم تقديم العمل أبيض وأسود، وحينها طالب مخرج العمل «محمد فاضل»، بأن تتم عملية المونتاج فى لندن، وبالفعل وصل شريط الفيلم يوم مهرجان القاهرة السينمائى، وكانت تلك الليلة من أسعد أيام حياتى، وتم عرض الفيلم للمرة الأولى فى افتتاح المهرجان، بحضور رئيس الجمهورية وقتها حسنى مبارك، وشهدت القاعة مشهدًا جلل وحالة من الإبهار حققها الفيلم، وكانت حينها صالة العرض فى قاعة المؤتمرات مُكتظة بالحضور الذين انخرطوا فى التصفيق والتحية والبكاء أحيانًا من الإخوة العرب، ومن بينهم الكارهون لجمال عبدالناصر، حتى أن أحمد زكى جلس على الأرض لعدم وجود مكان، وحينها غضب مبارك بشكل كبير، بسبب أن الفيلم كان يتحدّث عن «عبدالناصر»، وعلّق مبارك عليه قائلًا حينما شاهده: «هو مين اللى بيحكم مصر؟ إحنا ولّا جمال عبدالناصر؟».
تيقنت حينها من منع عرض الفيلم، وبالفعل قرّر مبارك منع الفيلم لمدة عام كامل، وحفظ الفيلم فى الأدراج داخل جهة سيادية، وكنت أذهب أنا ومحمد فاضل المخرج إلى مشاهدة شريط الفيلم بإجراءات غريبة، من أجل مراجعة بعض المشاهد، وحينها سمحوا لنا بمشاهدته مرة واحدة، وبعد ضغوط كبيرة مورست على النظام حينها من الدول والشعوب العربية الذين عرضوا شراء الفيلم من الدولة، حتى أبلغ المسئولون حسنى مبارك، الذى أبدى استغرابه من عدم عرض الفيلم وسمح بعرضه حينها، وتم الإفراج عن الفيلم وعرضه فى صالات السينما.
■ جمعتك بالفنان أحمد زكى صداقة شخصية وفنية.. كيف يمكنك وصف علاقتك بالفنان الراحل؟
- أحمد زكى، أسطورة التمثيل فى مصر، ولديه ولاء شديد للفن والتمثيل، وكان يخشى دائمًا مشاهدة أعماله، ويوم عرض فيلم «ناصر 56» اصطحبته عنوة إلى العرض، ويعتبر زكى فنانا خارقا، وكانت لديه رغبة دائمة فى التعلم والبحث عن كل ما هو جديد، للدرجة التى تجعلنى أذكر أنه أبلغنى مرة أنه يريد أن يقدم شخصية الشيخ محمد متولى الشعراوى، وحينها داعبته أن الشيخ الشعراوى كان طويل القامة، وقام زكى من مكانه لأشاهده شخصًا طويلًا للغاية، وقام بأداء مشهد تمثيلى لشخص طويل القامة، للدرجة التى نالت استغراب الجميع، ومن وجهة نظرى فإن عادل إمام، ويحيى الفخرانى، هما الأبرز فى الفترة الحالية.

■ أين مصر الآن من مصر فى «بوابة الحلواني»؟
- لا يوجد تشابه من الأساس بين الفترتين، حيث تغيرت أخلاقيات المصريين وشخصياتهم بشكل كبير، وأصبح العلم والفن والثقافة من أواخر أولوياتهم، وحل الإنترنت ومواقع التواصل محل اهتمامهم، واستبدلوا تلك المواقع بالقراءة والفن، مصر «بوابة الحلوانى» تناولت شخصية وطبيعة مواطنين غير الذين نعيش وسطهم حاليًا.
■ كيف تقرأ المشهد الذى تعيشه مصر حاليًا؟
- أرى أن الدولة تتم إدارتها بحسن نية من قبل القائمين عليها، سواء كانوا حكومة أو مسئولين، والرئيس عبدالفتاح السيسى، يسير وحيدًا، والمسئولون أياديهم مرتعشة، ويفتقدون الخبرة الكافية التى تؤهلهم للعمل والقيادة، وإدارة شئون الدولة، التى تمر بظروف صعبة وغير مستقرة، بل إن بعضهم يخشون الخروج من الصف، علاوة على تردى حال النخبة السياسية الذين كنت أتوقع وأمتلك حالة تفاؤل تجاههم لكن خاب ظنى فيهم، على الرغم من أن عليهم دورا كبيرا فى الفترة الحالية، فلا يوجد رئيس أو زعيم مهما بلغت قوته وبراعته أن يسير ويعمل وحيدًا، حيث يجب أن يسانده الجميع، سواء من الشعب وبالتحديد الشباب، أو من النخبة السياسية، أو من الحكومة وقيادات الدولة.
■ كيف ترى مستوى الحريات فى مصر؟
- للأسف الشديد فى تراجع مستمر، فى ظل قوانين تقيد من حرية التعبير، وعلى رأسها قانون «ازدراء الأديان»، وهو لفظ ومصطلح قبيح، يمثل فخًا لكل من يريد أن يعبر عن رأيه، بل من شأنه أن يحبس شيوخ وعلماء الأزهر، وكل من يسعى للتفكير والإبداع، بدليل ما حدث مع إسلام بحيرى، وفاطمة ناعوت وأحمد ناجى وغيرهم من الأدباء والمفكرين، على الرغم من عدم وجود شخص أو بشر فوق النقد، وليس هناك قُدسية إلا لله سبحانه وتعالى، وليس للبشر، حتى إن مجلس النواب فشل فى تعديل القانون، تحت سوط الحرام، والتهديد بأن من يرفض قانون ازدراء الأديان سيكون مارقًا، لذلك يجب أن يكون الرد على كل من يختلف فى الرأى بالحوار والنقاش، وليس بالحبس والعنف، ويكون كل مُعارض فى الرأى هو شخص غير مرغوب فيه، بل ويصبح شعب ومواطنو دولة عريقة وكبيرة مثل مصر غير مؤهلين للحوار والديمقراطية بسبب تلك القوانين التى عفى عليها الزمان.