الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"محمد زين العابدين ".. مؤسس "القطبية السرورية"

محمد بن سرور بن نايف
محمد بن سرور بن نايف زين العابدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وُلد محمد بن سرور بن نايف زين العابدين في 1938، بإحدى قرى منطقة حوران جنوبي سوريا، ولا تذكر المصادر معلومات عن نشأته أو تعليمه، كما لا يتضمن موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت سيرة ذاتية له.
انتمى في بداياته لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ثم تركها في أواخر عقد الستينيات، بعدما تعرضت الجماعة لنكبة وانشقاق بسبب تضييق نظام الرئيس حافظ الأسد عليها، ومال زين العابدين إلى جناح عصام العطار، وسافر إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مدرسًا لعلوم الرياضيات في معهد متواضع بمنطقة القصيم، يتبع جامعة محمد بن سعود الإسلامية.
ودشّن في السعودية بداية منهج دعوي سني يمزج بين حركية الإخوان وعملهم التنظيمي، وبين والتركيز السلفي على العلم الشرعي والبناء العقائدي، مع الابتعاد عن العمل السياسي نظريًا وعمليًا؛ وهو منهج "السلفية السرورية" المتأثر بكتابات حسن البنا وسيد قطب، ممتزجة بفكر السلفية السعودي وكتب ابن تيمية بشكل خاص، وتتلمذ على يديه عدد من الدعاة البارزين على الساحة حاليًا، ومنهم سلمان العودة وبشر البشر وناصر العمر.
ومع اندلاع حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران في عقد الثمانينيات، بدأ الخلاف بين التيار السلفي ممثلًا في هيئة كبار العلماء السعودية وبين الدعاة المتأثرين بمنهج زين العابدين، وهو ما دفعه إلى الرحيل إلى الكويت والإقامة بها عدة سنوات، ثم السفر إلى إنجلترا.
وهناك، في برمنجهام، بدأ عملًا دعويًا نشطًا، بإنشاء "المنتدى الإسلامي" الذي تصدر عنه مجلة "البيان"، مع محمد العبدة، ثم تأسيس "مركز دراسات السنة النبوية" الذي تصدر عنه مجلة "السنة" الممنوعة من النشر في بعض الدول العربية، بسبب عدائها الواضح للسعودية وعلمائها وتأييدها ثورة الجزائر، وانتقل بعدها بشكل مفاجئ إلى استئناف العمل الدعوي من الأردن، ونشر الفكر السلفي بين الشباب وأظهر العداء للتيار الشيعي.
وأخذ البعض على زين العابدين طعنه في الكتب التاريخية التقليدية للعقيدة، التي رأى أنها لا تناسب مشكلات العصر الحالي بالضرورة، وكذلك تكفيره لحكام وعلماء السعودية التي تحمل الفكر الوهابي، وتمجيده المبالغ فيه لسيد قطب الذي برز تأثره بفكر "الحاكمية" الخاص به، وتأثر بأفكار زين العابدين بعض المتطرفين والإرهابيين، أبرزهم القيادي الأردني بتنظيم القاعدي عصام طاهر البرقاوي، المعروف بـ "أبي محمد المقدسي". 
وألف زين العابدين مجموعة من الكتب المؤصلة لمنهجه الدعوي، أشهرها كتاب "وجاء دور المجوس"، الذي نشره باسم مستعار هو "عبد الله الغريب"، وكذلك كتب "دراسات في السيرة النبوية" و"منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله" و"الحكم بغير ما أنزل الله" و"أهل الغلو" و"حقيقة انتصار حزب الله" و"مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان".
وتوفي زين العابدين، مساء أمس الجمعة، في مستقره الأخير بالعاصمة القطرية الدوحة، عن عمر يناهز 78 عامًا.