الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف تبقي آمالك؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل حلمت يوما، هل سرحت بأفكارك بعيد عن نفسك، هل راودتك أفكار مجنونة للحاضر وللغد، هل شعرت أنك تريد تغيير الزمن وتعيده من جديد، هل عاتبت نفسك يوما على سنين فقدت وأنت بلا أمال، ما هي تحدياتك وطموحاتك للغد، ما هي أحلامك التي تعيش لها، ما هي آمالك التي أنت على استعداد لتضحي من أجلها، ما هي خطتك التي فكرت فيها لكي تحول الأفكار إلى واقع.
الحقيقة التي ينبغي أن نقبلها ببساطة، أن اليوم هو نتاج أمس، وما تحصده اليوم هو زراعة الأمس، فكل ما لم نفعله أمس نحصد فراغًا عنه اليوم، وكل امل لم نضعه أمس حصدنا بدلا منه يأسًا، وكل زرعة لم نهتم بها أمس حصدنا جوع اليوم، نحن حصاد آمال الأمس، فاذا كانت آمالنا كانت عظيمة وجيدة كان حاضرنا عظيما وجيدا.
الحقيقية البعض يعيش بلا آمال ولا يكون لديه طموح، أو يسير كما تقتضي ظروف الحاجة، أو تسير به الحياة وفقا لإرادة الآخرين وأهوائهم من نحوهم، أو ظنوا إنهم مجرد أشياء يعبثون بها ويستخدمونها، وعن عدم الحاجة يتركونهم كومة مهملة بلا قيمة.
وماذا عمن فقدوا آمالهم، وتحطمت أحلامهم، وفقدوا دفة السفينة من شدة العواصف، أقول لهم الآمال لا تتضيع والأحلام الحقيقية لا تتحطم والسفينة يوما ستقف على الميناء في هدوء، فكر ما الذي حدث ما الذي أفقدك حلمك، استعيد قوتك وتعامل بجدية أكثر واسترد املك في الحياة من جديد.
الاسترداد متاح للصادقين والمجتهدين وليس للعابسين، احترم املك وحول حلمك للواقع بمزيد من الجهد والتعب والدموع والصبر والتنازل والتعب. لا تفشل ولا تترك الساحة، ولا تتنازل عن سنين تعبت وبذلت جهد، تذكر كم من وقت وجهد وسهر وأموال وتحركات لكي تصل إلى ما كنت تريده، فلا تفشل أو تتركه ما دمت تعبت فيه.
يوما ما بعد بكائك عليه وتعبك من اجل استرداده ستقدره وستفرح به أكثر مما كنت تظن.
ولمن تركوا الحياة في عبثية ولا طموح ولا هدف، ما هي قيمة الحياة إذ كانت متشابهة، أو لا ترى سلم الحياة يقودك إلى اعلى، أو تشعر باتساع الحياة، فهل صارت أرحب مما كانت عليه أمس؟ أقول لك الحياة جهاد لأجل الاستمتاع، وبقصد وهدف تعيشه، لكي تكون أنت وليس غيرك الذي لا تريده.
فلأجل تحقيقك حلمك وبقائه معك وأمامك متجسدًا ومتاحًا، عليك أن تعيد ترسيم حياتك ومعرفة قدراتك وتسترد مخزون الطاقة الذي فيك، وتقود نفسك في إدارة ذاتية محملة بتصميم جاد، عندها فقط لن تبقي الآمال في الذكريات أو غير الموجودة ولكن ستبقي الآمال في واقع الحصاد والاستمتاع والافتخار والتقدم والنمو.