الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"ميلانيا".. أول مهاجرة تدخل البيت الأبيض

سلوفينية تجيد 5 لغات

ميلانيا ترامب
ميلانيا ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب توفيق الحكيم عن رأيه فى السيدة الأولى، وسيدات المجتمع بشكل عام فى كتابه «حمار الحكيم»، موضحًا أن اللقب لا يجب أن يكون إجباريا بل تكتسبه السيدة بناء على ما تفعله من خيرات وعمل اجتماعى، وبينما ينشغل رجلها بالسياسة تنشغل هى بأمور الدولة الاجتماعية فى الخلفية، كأنها وظيفة تمتهنها بناء على وجود زوجها فى السلطة، وبسبب إهمال السيدات الأوليات حول العالم لأدوارهن زاد عدد الفقراء والمرضى والجياع.
وتحدث البيت الأبيض قبيل الانتخابات التى أجريت الثلاثاء الماضى عن إشكالية لقب «بيل كلينتون» الرئيس الأسبق للولايات المتحدة فى حالة تولى زوجته هيلارى كلينتون الرئاسة، فهل سيلقب بالسيد الأول بدلا من الرئيس الأسبق؟ الأمر الذى يخالف البروتوكولات الرسمية.

ورغم أنها ليست الحالة الأولى التى تتولى فيها امرأة مقاليد حكم بلد، ولكن بعد نجاح دونالد ترامب المرشح الجمهورى، تأجلت مناقشة تلك الأمور الدبلوماسية لحين إشعار آخر، وأصبحت ميلانيا كونس عارضة الأزياء ذات الأصول السلوفينية، سيدة الولايات المتحدة الأولى.
وعملت الحسناء مع الصليب الأحمر الأمريكى بين عامى ٢٠٠٥ و٢٠٠٩ حسبما ذكرت «إنترناشيونال بيزنيس تايمز»، ويبدو أنها لا تحب التقشف كثيرا، فقد ارتدت يوم إعلان النتيجة «سالوبيت» من الحرير الأبيض توازى قيمته حوالى ٤ آلاف دولار أمريكى، من تصميم رالف لورين، وبدأت فى إثارة الجدل حولها قبل حتى أن يُنتخب زوجها رئيسا، بعد أن اتضح أن كلمتها فى المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى الأخير، مسروقة من خطبة سابقة عام ٢٠٠٨ فى مؤتمر ديمقراطى لسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما زوجة أول رئيس أمريكى من أصول إفريقية باراك أوباما.

ولدت السيدة ترامب فى إبريل من عام ١٩٧٠ فى بلدة تحمل اسم «سافنيكا» تبتعد حوالى ساعة عن العاصمة السلوفينية، التى كانت تتبع الاتحاد السوفيتى قبل تفكيكه، لأم عملت كمصممة أزياء فى مصنع لملابس الأطفال، وأب يعمل سائق لسيارة عمدة بلدة مجاورة لمسقط رأسها، ولها أخ غير شقيق لم يظهر علنا، من سيدة أخرى، وانتقلت إلى مدينة نيويورك الأمريكية عام ١٩٩٦ لتعمل عارضة أزياء.
وقالت فى تصريح، إن هذا كان حلمها ورغم أن عارضات الأزياء يشتهرن بأن أدمغتهن فارغة ولا يجدن أمرا سوى الحفلات الليلية الصاخبة، وصرف الكثير من الأموال، قالت إنها لم تكن تحب الحفلات الصاخبة، ومن المفارقات أن أول حفل ذهبت إليه كان ذاك الذى قابلت فيها زوجها الحالى دونالد ترامب وأقيم الحفل أثناء أسبوع الموضة فى نيويورك عام ١٩٩٨، وحينما طلب منها «ترامب» رقمها رفضت، لأنه كان بصحبة فتاة أخرى، وطلبت رقمه هو، وكان هذا بدافع الفضول، لأنها أرادت أن تعرف هل سيعطيها رقمه الشخصى أم الرقم المستخدم فى العمل، لأن الرقم الشخصى معناه أنه يرغب فى صحبتها، بينما رقم العمل يظهر أنه يراها مجرد فتاة جميلة يقضى معها بعض الوقت، وفاجأها أنه منحها كل أرقام الاتصال به، ورغم كونها تواعد رجلا آخر فى هذا الوقت هاتفته بعد أن انتهت من تصوير فى جزر الكاربيان، ولم تتحدث عن الفتاة الأخرى التى كانت بصحبته فى الحفل، لأنها ظنت أن الأخرى مجرد رفيقة فى سهرة، حسبما ذكرت مجلة الموضة والأزياء «هاربر بازار».

وأكدت أنها كثيرا ما تمنح زوجها رأيها السياسى، أحيانا يقبله، وأحيانا يرفضه، ولكن المؤكد حسب تصريحها أنها لا تتفق معه على طول الخط، وفى رأيها هذا جيد للعلاقات الإنسانية، فهى ليست «سيدة تقول نعم دائما».
وكما يبدو أن «كونس» التى تزوجت ترامب عام ٢٠٠٥ وقدم لها خاتما بلغت قيمته مليونا ونصف المليون جنيه إسترلينى، وحضرت هيلارى كلينتون حفل زواجها منه بصحبة زوجها بيل كلينتون ضمن حوالى ٣٥٠ مدعوا آخر، فى الكنيسة الأسقفية الواقعة بـ«بالم بيتش» بفلوريدا وطلت على المدعوين فى فستانٍ من صنع مصمم الأزياء «جون غاليانو»، مرصع بـ١٥٠٠ كريستالة ولؤلؤة، واستهلك ٥٥٠ ساعة لصنعه بتكلفة ١٠٠ ألف دولار، وكانت أختها «إينس» وصيفتها إلى جوار ابنى ترامب «جونيور، وإيريك»، وغنى فيه «بيلى جويل» أغنية «ذا واى يو آر»، ورغم تكاليف الزفاف العالية فهى ليست سيدة قلب ترامب الأولى فهى على الأقل الثالثة، فقد سبقتها العداءة وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينيكوفا، والممثلة السينمائية مارلا مابليس.
وكل هذا طبيعى، نظرا لكون «ترامب» رجل أعمال، قبل أن يكون رئيسا لأمريكا، وهناك العديد من الفنانات وعارضات الأزياء اللواتى ارتبطن برجال أعمال، منهن على الصعيد العربى هيفاء وهبى وأحمد أبوهشيمة.
ولكن «ميلانا» المثيرة للجدل قبل أن تفعل الكثير حتى، ليس فقط لكونها أول زوجة ثالثة لرئيس، بل أثيرت ضجة، لأنها تكبر ابن ترامب بسبع أعوام فقط، وهى أول سيدة لغتها الإنجليزية ليست لغتها الأصلية تدخل البيت الأبيض بالرغم من أنها تجيد أربع لغات، وهى السلوفينية والألمانية والفرنسية والصربية، ولم تتلق تعليما أكاديميا يؤهلها لهذا الأمر، لكنها علمت نفسها بنفسها.

وخلافا للاعتقاد الشائع فهى ليست أول سيدة أولى ولدت خارج الولايات المتحدة الأمريكية، فقد استحوذت على اللقب «فلويزا آدامز»، زوجة الرئيس السادس لأمريكا «جون كوينسى» الذى خدم فى الفترة بين عامى ١٨٢٥-١٨٢٩.
وأشادت جريدة «تيليجرام» بأن ميلانيا أم ممتازة لطفلها من «ترامب» ذى السنوت العشر، ويدعى «بارون»، وأكدت على كونها سيدة أعمال أنيقة، وقد تكون أول سيدة أولى «كاملة» من وجهة نظر الجريدة، كما أنها تمتلك علامتها التجارية فى مجال المجوهرات.
وقالت، إنها ضد «البوتكس» وكل ما يحقن به الجسم، وأكدت أنها لن تستخدمه، وستتقبل أن تكبر فى السن بشكل طبيعى.
ونقلت الجريدة البريطانية عن الزوجة ذات الـ٤٦ عاما، قولها إنها تفضل أن تنأى بنفسها عن الأضواء، وفضلت البقاء وراء الكواليس، وأن الأولوية بالنسبة لها ابنها المولود عام ٢٠٠٦، الذى يعيش فى طابق كامل مخصص له، وتناديه دائما بـ«ترامب الصغير»، لكنها بالطبع سوف تفعل كل ما يمكن أن يكون ضروريا لمساعدته، وأنها مترددة فى أن تكون فى دائرة النور.
وقالت: «أنا اخترت عدم الخوض فى السياسية أمام جمهور، لأن هذا عمل زوجى، رغم أننى أمارس السياسة ذاتها فى الحياة الخاصة، وبينى وبين زوجى وأنا أعلم كل ما يجرى، وأتابع من الألف إلى الياء، لكننى اخترت ألا أكون فى الحملة، ولدى رأيى الخاص، وأعتقد أن زوجى يحب ذلك فى».
وعلقت الجريدة بأن موقفها يأتى نظرا لوجهات نظر زوجها الفاحشة، فاختيارها ذكى على الأرجح ومن الحكمة البقاء بعيدا عن التصريحات العنصرية.

ومن المفارقات فى هذا الأمر، رفض زوجها للمهاجرين، وأصحاب الأصول المختلفة، بينما هى نفسها مهاجرة وليست مواطنة أمريكية أصلية، وقالت فى حوار لـ«إن بى سى»: «أنا لا أخالف أى قانون، ولم أكن لأبقى فى أمريكا دون أوراق رسمية».
وأضافت: «من المؤكد أن زوجى كان يقصد المهاجرين غير الشرعيين»، رغم أن «أسوشيتيد برس» ذكرت أنها تلقت ٢٠ ألف دولار كأجر عن عملها فى شهرى سبتمبر وأكتوبر عام ١٩٩٦، رغم أنها لم يكن لها الحق فى العمل أثناء تلك الفترة حسب القانون الأمريكى، لأنها حصلت على «الكارت الأخضر» عام ٢٠٠١، قبل أن تحصل على الجنسية الأمريكية بعد ذلك بخمس سنوات.
وبدأت السيدة الأولى عروض الأزياء وهى فى الخامسة من عمرها، وببلوغها السادسة عشرة، وحصلت على أول عقد عمل كعارضة أزياء وهى فى الثامنة عشرة من عمرها، لصالح وكالة «آى دى» الإيطالية.
وذكرت فى تصريح لمجلة «بارنتيج» المطبوعة تحت مظلة «نيويورك بوست»، أن والدتها كانت تحب الأزياء، وتعشق السفر، خاصة لإيطاليا وباريس عواصم الموضة فى ذلك الوقت، وعملت ميلانيا عارضة لدى أكثر من أيقونة فى عالم الموضة، ومنها مجلة «فوج».

ومن المرات القليلة التى تحدثت فيها بعد فضيحة الخطاب المسروق، بخمس أيام قبل يوم الثلاثاء قالت إن الإعلام الإلكترونى أصبح عنيفا جدًا، وإن المواطنين يجب أن يكونوا أكثر لطفا مع بعضهم البعض، ولكن حسب ما ذكرته «سى إن إن» لم تقم بذكر تغريدات زوجها العنيفة على موقع «تويتر»، وردت عليها «ليدى جاجا» على نفس الموقع فى تغريدة وصفتها فيها بالمنافقة الكبيرة، نظرا لأن أحاديث زوجها مليئة بالكثير من العنف، ودافعت عن عنف زوجها قائلة إن زوجها صريح، ويقول ما يظنه حقا، ورغم ما يبدو فهو طيب وعطوف ويدعم الجميع.
وتم تصويرها عارية لمجلة «بومب شيل» الفرنسية التى تستهدف الرجال، ودافع عنها المصور «جارل ألى»، قائلا إن الصورة جمالية ولا تعنى العهر، وإنها تعاملت بحرفية مهنية أثناء التقاط الصور، وفى تقرير نشرته جريدة «واشنطن بوست» قالت فيه إن «ميلانيا» تمتلك أقل شعبية كسيدة أولى، والأكثر شعبية كانت «باربرا بوش»، وكذلك «ميشيل أوباما».
وكتبت جريدة «ديلى ميل» عن لسان «باميلا كيو» التى كتبت مذكرات السيدة الأولى السابقة «جاكلين كينيدى»، أنها تظن أن «ميلانيا» تشبه جاكلين كينيدى كثيرا، فهى جميلة وذكية، ولديها مستشارون يساعدونها.
وقالت ميلانيا نفسها فى تصريح لها عام ٢٠٠٠، إنها إن أصبحت السيدة الأولى فستكون تقليدية جدا، ربما مثل جاكلين كينيدى، أو بيتى فورد.