رغم عدم مرور شهرين على تولي الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، منصبه، فإن الرجل تَعرض لحملة شرسة تستهدف النيل منه وانطلاق العديد من الشائعات تتهمه تارة بأنه عُين فى منصبه عن طريق المجاملة ومن خلال صداقته بالدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، وتارة أخرى تقول إنه سبق اتهامه في قضايا فساد إبان توليه منصب نائب رئيس جامعة عين شمس، وأخرى عن وجود خلافات كبيرة بينه وبين الصحفيين والإعلاميين منذ أول يوم له بديوان عام المحافظة.
البوابة نيوز حاورت الرجل للتعرف على الأسباب الحقيقية وراء تلك الحملة الشرسة والهجوم عليه وحقيقة الاتهامات الموجهة له وما خططه للقضاء على المشاكل والأزمات العديدة التي تعاني منها الفيوم، خصوصًا في القطاعات الخدمية.
إنه الدكتور جمال سامي علي محمود، مواليد 14- 10- 1957م، أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس ونائب رئيس الجامعة منذ 2007 وحتى قرار تعيينه محافظًا للفيوم، وهو رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال وعضو الجمعية الأمريكية واستشاري طب الأطفال بمنظمة الصحة العالمية.
وضعت "البوابة نيوز" الكثير من الأسئلة المثيرة وغيرها على مائدة الحوار مع محافظ الفيوم الدكتور جمال سامي، الذي أجاب عنها بكل شفافية وصدق، فإلى نص الحوار:
*** رغم عدم مرور شهرين على توليك منصبك فإن العديد من الشائعات ثارت حولك، منها أنك توليت منصبك بواسطة من الدكتور أحمد زكي بدر، وأخرى عن سابقة اتهامك في قضية فساد إبان توليك منصب نائب رئيس جامعة عين شمس، فما حقيقة تلك الاتهامات؟
ج- تلك الأقاويل مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، فبالنسبة لشائعة مجاملة الدكتور أحمد زكي بدر لي وتعييني محافظًا فقد سبق أن أجاب الوزير نفسه على تلك الشائعة بالنفي التام، مؤكدًا أن هناك جهات عديدة تقوم بترشيح الأسماء وتعرضها على الجهات الرقابية أولا، وأعتقد أنها شائعة سخيفة؛ لأنني ببساطة ضحيت بالكثير من أجل تلبية النداء وخدمة الوطن.
أما موضوع سابقة اتهامي في قضية فساد بجامعة عين شمس، فهي نكتة مضحكة حقا؛ لأن الأمر في حقيقته كان حربًا من بعض الجامعات الخاصة التي تسبب مشروع جامعة عين الشمس الخاص بالاتفاق مع إحدى الجامعات العالمية على برنامج التعليم عن بُعد، مقابل مبلغ لا يتعدى 20 ألف جنيه، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الجامعات الخاصة توفر نفس البرنامج بمقابل من 70 إلى 80 ألف جنيه، وبالطبع أضر برنامج جامعة عين شمس بها ماليا فشنت حربًا على الجامعة واتهمتها بخداع الطلاب، وأن الجامعة العالمية التي تعاقدت معها جامعة عين شمس مجهولة وعبارة عن غرفة وصالة فقط، وهو أمر مضحك أيضًا؛ لأن الدراسة في هذا البرنامج هي دراسة عن بُعد، وهذه هي حقيقة تلك الشائعة السخيفة والمضحكة في آن واحد.
*** نشرت إحدى الصحف موضوعًا يتضمن وجود خلافات شديدة بينك وبين الصحفيين والإعلاميين منذ أول يوم لك في منصب محافظ الفيوم.. فما حقيقة ذلك؟
ج- أولا هي شائعة لا أساس لها من الصحة، وهناك تعاون محترم بيني وبين جميع مندوبي وسائل الإعلام بالمحافظة، أما ما تضمنه الخبر من رفضي مقابلة أي إعلامي أو صحفي أو إجراء أي أحاديث لوسائل الإعلام، فوجودك ممثلًا عن جريدة البوابة في مكتبي وقيامك بإجراء حوار صحفي معي، هو أكبر رد على كذب هذا الادعاء، كما أنك تعلم أنني التقي الصحفيين والإعلاميين بصورة دورية لمناقشة أهم المشكلات وأفضل الطرق لحلها.
*** كيف ترى دعوات التحريض على التظاهر في 11 نوفمبر الحالى؟ وما استعدادات المحافظة لمواجهة دعوات التخريب والفوضى؟
ج- أولًا.. 11 نوفمبر سيكون يومًا عاديا جدا ولن يحدث أي شيء بإذن الله؛ لأن الجماعة الإرهابية والمتعاونين معها انكشفوا أمام الجميع وأصبحوا منبوذين من جميع المصريين، ولن تجد دعوتهم التحريضية أي صدى، أما عن الاستعداد لمواجهة أي طارئ في هذا اليوم فقد تم وضع خطة محكمة لتأمين كل المنشآت الحكومية والشرطية والقضائية والتصدي بكل قوة وحزم لأي محاولة تستهدف انتهاج العنف أو نشر الفوضى، وسنتعامل معها بكل شدة وحزم ودون أي تهاون، وقد عقدت اجتماعًا مع اللواء قاسم حسين مدير الأمن للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية لمواجهة هذه الدعوات التحريضية وإجهاضها والتصدي الحازم لأي محاولة تستهدف التعدي على المنشآت أو الأشخاص أو نشر الفوضى، وهناك تعليمات بعدم التهاون والتعامل الحاسم، وأعيد تأكيدي أن ذلك اليوم سيكون يومًا عاديا ولن يحدث شيء وستكون المسمار الأخير في نعش الجماعة الإرهابية التي أقول لها: زمنكم انتهى بلا رجعة فعِيشوا الواقع؛ لأنكم لن ولم تستطيعوا التحكم في مصر ومقدراتها مرة أخرى؛ بفضل وجود أبطال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أما أنتم فمصيركم هو سلة مهملات التاريخ.
*** نعود إلى مشاكل الفيوم العديدة خصوصًا في قطاع الصحة الذي أصبح في حالة لا يُرثَى لها، ماذا فعلتم لإنقاذ هذا القطاع الخدمي المهم؟
ج- في الحقيقة لقد صُدمت جدا من حالة الترهل التي يعانيها قطاع الصحة ومستشفياته، ووضعنا خطة عاجلة للارتقاء بهذا القطاع المهم حتى يكون قادرًا على تقديم خدمة طبية لائقة للمواطنين، وأَعِدُ أهالي الفيوم بأنه خلال شهور قليلة جدا سوف تتم إعادة تأهيل وترميم مستشفى الفيوم العام بالجهود الذاتية ومساهمة جمعيات المجتمع المدني وأعضاء البرلمان؛ حتى يكون المستشفى في أحسن حال ويستطيع تقديم خدمة طبية لائقة للمواطنين، وذلك فضلًا عن وضع خطة مستقبلية؛ للارتقاء بكل مستشفيات ومنشآت قطاع الصحة بالمحافظة.
*** هناك 88 قرية بالفيوم محرومة من الصرف الصحي ورغم إطلاق الوعود خلال السنوات السابقة بحل تلك المشكلة فإن شيئًا لم يحدث فماذا فعلتم لأهالي تلك القرى؟
ج- أولًا هي مشكلة حقيقية، والقضاء عليها يحتاج إلى تمويل ضخم، كما أن هناك مشاكل أخرى تعوق العمل، منها أن بعض تلك القرى غير ممهدة من الأساس لإنشاء محطات صرف نظرًا لتضاريسها وطبيعتها، فضلًا عن التمويل الضخم الذي تحتاجه شبكات الصرف المزمع إقامتها لتوصيل الصرف لتلك القري والذي يتخطى الاثنين مليار ومائة مليون جنيه، لذا قمنا بعمل الدراسات الجدية اللازمة لتنفيذ مشروعات صرف بتلك القرى والقضاء على المشكلة، لكن على مراحل وحسب المُتاح من الإمكانيات.
وأنا ومن خلال جريدتكم الغراء أطالب أهالي الفيوم بالصبر فلم يمضِ على توليتي المنصب شهرين وأَعِدهم بتحسن ملحوظ في كل القطاعات ولكن تدريجيا.
*** وماذا عن ملف التعديات على أراضي أملاك الدولة والأراضي الزراعية؟
ج- هذا الملف على رأس اهتماماتي، ولن يفلت فاسد من العقاب، كما أن الفيوم ولأول سوف تكون ممثلة في لجنة استرداد الأراضي التي يترأسها المهندس إبراهيم محلب.
ولا تهاون في استرداد حق الوطن والضرب بيد من حديد على كل مَن تُسول لها نفسه التلاعب بمقدرات الوطن والاستيلاء على حقوقه.
أما عن التعديات على الأراضي الزراعية فالمحافظة تقوم بعمل حملات إزالة لكل التعديات والمخالفات، ولن نسمح بتدمير الرقعة الزراعية؛ لأن تلك القضية هي قضية أمن قومي؛ حفاظًا على حق الأجيال القادمة.
*** وماذا عن مشاكل الري وعدم وصول المياه إلى نهايات الترع؟
ج- بالفعل تعاني الفيوم من مشكلة في مياه الري كانت تتمثل في عدم وصول المياه إلى نهايات الترع، خصوصًا بمركز طامية؛ وذلك نتيجة المخلفات والتعديات العديدة، وقمنا بحملات مستمرة وإزالة عشرات التعديات وتحرير المحاضر اللازمة ضد المخالفين؛ لتنتهي المشكلة وتصل المياه بالفعل إلى النهايات، لكني أطالب بضرورة إصدار تشريعات وقوانين مشددة على المخالفين تصل عقوبتها إلى الحبس؛ حتى لا يعود المخالف إلى التعدي مرة أخرى، فالمشكلة أساسها مشكلة سلوك، مثلها مثل النظافة تمامًا، فرغم الجهود الكبيرة للوحدات المحلية لرفع المخلفات وتنظيف الشوارع فإن أكوام القمامة تعود مجددًا بسبب سلوك بعض المواطنين.
*** يطالب العديد من أهالي الفيوم بضرورة تكريم وتخليد ذكرى الدكتور عبدالرحيم شحاتة المحافظ الأسبق الذي يعتبر معشوق أهالي الفيوم فهل تمت الاستجابة لهذا المطلب؟
ج- بالطبع تمت الاستجابة، وسيتم إطلاق اسم الراحل على ميدان النافورة؛ تخليدًا لذكراه وتقديرًا لما قدمه للمحافظة، وستتم إقامة احتفالية كبرى أثناء افتتاح الميدان ودعوة أسرة شحاتة لحضورها، فمصر لم ولن تنسى أبناءها الشرفاء ممن قدموا إنجازات للوطن.
*** أخيرًا لو وجهت رسالة، إلى من توجهها؟ وماذا تقول فيها؟
ج- أوجه رسالتي لجماعة الإخوان وأقول لهم: أبدًا لن تستطيعوا التلاعب بمقدرات الوطن وأمنه؛ بفضل وجود رجال وأبطال القوات المسلحة والشرطة البواسل الذين يتصدون بكل بسالة لمحاولات زعزعة استقرار الوطن ونهب مقدرته، وأؤكد أن زمن حكم الإخوان مر بلا رجعة، ومصير تلك الجماعة الظلامية هو مَزبلة التاريخ.
