الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عمرو الشامي.. فنان مصري في الطريق إلى "ديزني"

غلاف برنامج فوتوشوب
غلاف برنامج فوتوشوب تصميم عمرو الشامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يتذكر البداية الفعلية لما هو عليه الآن، كل ما يعرفه أنه قضى فترة طفولته يرسم ويصور كل ما يراه، فى زمن ما قبل الكمبيوتر، وعندما رأى الكمبيوتر للمرة الأولى لم يجذبه إلا برنامج «الرسام»، كل هذا وعمر الشامي، أحد أشهر فنانى ومصممى الجرافيك الآن، لا يعرف ماذا يريد، وما هى حقيقة موهبته الفنية الفريدة.
يتذكر «الشامى» قصة وقوعه بغرام الـ «فوتوشوب»: «رُحت استديو تصوير أستلم صور، ولقيتهم بيستخدموا برنامج بيغيروا بيه لون العينين، وبيغيروا خلفيات الصور، ومن هنا بدأت أعرف يعنى إيه فوتوشوب، اشتريت سى دي، وبدأت أتعلم عليه، رغم إنى كنت ضعيف فى الإنجليزى لكن بدأت أعرف الأدوات وأطبق عملى لحد ما اتعلمت».
هذا اليوم كان البداية الحقيقية للشامي، عاد إلى منزله فتح جهاز الحاسب الآلي، استخدم كل ما يملك من صور على الجهاز وبدأ يتعلم كيف يدمج بينها، وكيف يغير فى الصور، ويتلاعب بالألوان حتى يختلف شكل الصورة عن سيرتها الأولى، علم نفسه بنفسه لا وجود للإنترنت، ولا يوجد من يعينه على فهم هذا الفوتوشوب، السهل أحيانًا والمعقد أحيانًا أخرى.
يقول «الشامى»: «كنت لوحدى طول الوقت، مفيش حد قدر يساعدني، ولا فى إمكانيات، كل اللى كنت بعمله إنى أرسم كتير، وكان دايمًا الرسم مش مظبوط، ومش عاجبني، لكن مرة بعد مرة، قدرت أطلع حاجة أنا راضى عنها، وشكلها حلو، بس مكنتش عارف أروح فين بعد كدا، أو مين مفروض يشوف شغلى».. وحدث كل هذا قبل أن تعرف مصر الإنترنت بصورته الحالية.
يتحدث «الشامى» عما فعله الإنترنت بحياته: «قبل ما يدخل الإنترنت مصر أنا كنت قدرت أعرف كل حاجة فى برنامج فوتوشوب، جربت كل حاجة، استخدمت كل أجزائه، وبقيت قادر أنفذ أى فكرة تيجى فى بالي، وهنا ظهر الإنترنت، كان حلا سحريا، وسيلة أقدر أستخدمها بسهولة علشان الناس تشوف شغلي، وأعرف أنا صح ولا غلط، وبدأت أشوف رد الفعل البسيط والمحدود على أعمالي، وقتها تأكدت إنى على الطريق الصحيح».
بدأت قصة «الشامى» مع العالمية قبل عامين، فى ٢٠١٤ عندما شاهدت الشركة المنتجة لبرنامج «أدوبى فوتوشوب» عمله الفنى «العفاريت»، وبدأت فى التواصل الشخصى معه وضمته فى فريق عمل يضم ١٦ فنانًا من أفضل مصممى الـ«art digital» فى العالم لعمل مشروع كبير، تاركين له حرية تنفيذ عمله الفنى فخرج لهم بـ«السقوط»، الذى عُرض فى المؤتمر العالمى «Adobe Max».
«العفاريت» من بين أشهر الأعمال لعمرو الشامي، والتى خطفت الأنظار بدرجات اللون الأزرق، الذى يعشقه الشامى إلي حد الجنون، ويرى فيه مدخلًا لأى عامل ناجح، ومن شدة عشقه للون، كان اللون مدخلًا لطريقه نحو العالمية، واعتبرت الشركة أن «العفاريت» عمل يحاكى الأطفال ويصلح لأن يتحول لفيلم كارتون ناجح على غرار أفلام «ديزنى».
«السقوط» كان الوجه الآخر للشامي، الذى خرج به على الحضور فى مؤتمر «Adobe Max»، عندما رأى الجميع شخصًا محاطًا بالصخور يقف فى حلقة مفرغة، ويحمل العمل الفنى اسم «السقوط»، هذا العمل الفنى الذى اختارته الشركة ليعرض فى المؤتمر العالمى بعد البحث فى كل الأعمال المقدمة إليها عبر موقع الفنانين الإلكترونى.
وبعد عرض «السقوط» اختارته شركة «أدوبى» ليكون غلافًا رسميًا لبرنامج «فوتوشوب» لمدة عام، وحصلت على حقوق نشره، بعد أن اعتبرت هذا التصميم، هو العمل المختار الذى استطاع صاحبه تحقيق كل شيء يملكه البرنامج فيه، أو حسبما يقول «الشامى» : «الشركة بتختار التصميم اللى صاحبه استعمل فيه البرنامج لآخر حاجة».
طريقه الصحيح كان حلمًا قديمًا بأن يصبح صانعًا للأفلام، سينافس ديزني، ويؤلف القصص ويسبح فى بحور الخيال، ولا يخرج منها أبدا، لا يعترف بكونه شابا مصريا محاطا باليأس والإحباط، بل شاب يؤمن أن مصر تمتلك شركات إعلانية من بين الأكبر فى العالم، ولدى هذه الشركات مصممو جرافيك، مصورون، مصممو ثرى دي، وكل ما تشتهيه النفس فى الأفلام العالمية، إذًا لماذا لا نسير على نفس الخطى، نحن نمتلك كل شيء، هكذا قالها الشامى لنفسه، وعلى هذا الأساس قرر أن يبدأ بنفسه.
اثنا عشر عامًا قضاها عمر الشامى من عمره يدرس الفوتوشوب، فترة طويلة كانت كفيلة بوضعه على سلم العالمية، ليكمل بعدها الدرجات التالية، التى لن تنتهى إلا عندما يخرج أول فيلم كارتون يحمل توقيع الفنان المصرى «عمرو الشامى».