لم يكن يعلم حين ولد فى القاهرة عام ١٩٦٠، أنه سيكون واحدًا من أهم المصممين فى العالم، وأن أعماله ستكون بمثابة ثورة عالمية فى مجال التصميم الصناعى.. كريم رشيد والده مصرى وأمه إنجليزية، ترعرع فى كندا وحمل الجنسية الأمريكية، درس التصميم الصناعى فى جامعة كارلتون فى أوتاوا وتخرج منها عام ١٩٨٢، وتابع دراسته بالعديد من الجامعات حول العالم، ليفتتح بعد ذلك عمله الخاص فى مدينة نيويورك الأمريكية، بعد أن تحول إلى أسطورة فى التصميمات الصناعية.
«ملامح عربية، ملابس غريبة وذوق رفيع».. صفتان ظاهرتان للرجل العبقري، الذى كانت أعماله بمثابة تطوير إعجازى للتصميمات فى العالم، فبدأ حياته العملية بتصميمات فى جميع المجالات، وعمل مع أكبر شركات فى العالم، فصمم سلال غاربو للمهملات، أغطية فتحات الدخول لشبكات الصرف الصحى فى نيويورك، زجاجات العطور لأكبر مصانع العطور، الساعات وأدوات المائدة لمصانع إيطالية، وأدوات الإضاءة العصرية للمتخصصين فيها، كما عمل مع شركات «أودي، سامسونج، سواروفسكى وأرمانى».
على مدار عقود صمم «رشيد» الكثير من المنتجات، تجاوز عددها الـ٣٠٠٠ منتج، ونال أكثر من ٣٠٠ جائزة من أماكن مختلفة على مستوى العالم، أبرزها جائزة جورج نيلسون فى عام ١٩٩٩، و جائزة المصمم الكندى الأولى فى عام ٢٠٠١، واحتل الصدارة دائمًا فى كل منافسات المنتجات العالمية.
لم يكتف «رشيد» بذلك، بل ألف كتبًا أصبحت مراجع فى التصميمات والديكور، أهمها كتاب «صمم نفسك» و«أريد أن أغير العالم»، ودرّس فى العديد من الجامعات فى أوروبا لمدة عشر سنوات، وشارك فى تصميم متحف الفنون الحديثة فى نيويورك، ومتحف الفنون الحديثة فى سان فرانسيسكو، ومراكز شهيرة بباريس وتصاميم داخلية لعدد من المطاعم والفنادق المعروفة فى إيطاليا، بل إن علامته التجارية تجنى له من الأرباح ما يتخطى الـ ١٤٠ مليون دولار سنويًا.
يقول «رشيد» إن زياراته إلى مصر نادرة، لكن المرة التى يذكرها عندما أتى منذ فترة، ولم يتعرف إليه أحد، بالرغم من الشهرة الكبيرة التى اكتسبها على مستوى العالم، مضيفا أنه صمم مجموعة من الأثاث لحساب المجلس المصرى لتصدير الأثاث، بعدما لبى دعوة من المجلس، وقدم له أكثر من تصميم لكراسى وكتب ووحدات إضاءة عرضت فى معرض «ليمارس» بالقاهرة، من أجل تطوير صناعة الأثاث وزيادة الاهتمام بها.
ويضيف الفنان ذو الأصول المصرية، أنه لم يتأثر حقًا بالحضارة المصرية بشكل مباشر فى تكوين ذوقه المختلف، لكنه يحب الحضارة الفرعونية وفنونها، مؤكدًا أنه يسمع أخبارًا من حين لآخر عن مصر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأنه يثق فى أن شباب مصر بإمكانهم الوصول إلى الأوساط العالمية المختلفة والتفوق فيها، إذا ما تمت تنمية مهاراتهم، لكنه يعتقد أن الأوضاع الاقتصادية للبلاد هى المأزق الحقيقى الذى يواجه الشباب المصرى.