الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"إيفنتوس".. سر لقاء "مي" بـ"أوباما ومارك"

شاركت فى ملتقى رواد الأعمال العالمي

ارشيفيه
ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلست بكل ثقة بجوار الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ومؤسس موقع «فيسبوك»، مارك زوكربيرج، تحدثهما عن مشروعها الناجح، ويحدثانها عن أوضاع المشروعات الصغيرة فى الدول النامية.. «مى مدحت» فتاة مصرية كانت واحدة من ثلاثة رواد أعمال، شاركوا فى ملتقى رواد الأعمال العالمى لعام ٢٠١٦.
بدأ الأمر بكونها مبرمجة تمتلك طموحًا كبيرًا هى وأصدقائها، فراودتها فكرة تطبيق ما درسوه عمليًا وإنشاء برنامج يخدم فكرة جديدة، واستثمرت وقتها وأفكارها هى وزملائها بأقل التكلفة، لينجحوا بعد سنوات قليلة فى الوصول للعالمية من خلاله.
منذ أربع سنوات أسست الفتاة المصرية مع مجموعة من أصدقائها منصة «إيفنتوس»، وكان هدفها آنذاك هو تسخير التكنولوجيا فى تجميع الفعاليات المختلفة من مؤتمرات، معارض، حفلات ورحلات، لتسهيل عملية معرفة أماكن ومواعيد الأحداث المختلفة، فنجح الأمر سريعًا ما دفعها إلى توسيع نشاطاتها: «إفتتحنا أول مكتب فى دولة تانية، واخترنا مدينة دبى فى الإمارات، ومن ساعتها أصبحت «ايفنتوس» مشاركة فى فعاليات معظم الاعمال فى الشرق الأوسط، وباستخدام أبلكيشن ايفنتوس نظمنا أكتر من ٨ آلاف حدث لأكثر من ٨٠٠ منظمة، معظمها منظمات عالمية». 
تميَز «إيفنتوس» عن البرامج التى تشبهه فى عدة نقاط، فهو يقدم أدوات سهلة للمنظمين والحضور، تمكنهم من التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعى، أو إضافة الصور والفيديوهات مع التعليقات وإجراء الاستطلاعات، توضح «مي»: «تمت إضافة مميزات أخرى للبرنامج مثل الأدوات التحليلية لقياس عدد الحضور وردود الأفعال ومدى نجاح الفعالية، مما جذب المستخدمين من المنظمين والجمهور».
لم يكن ظهور «مي» فى الملتقى مع أوباما ومارك زوكربيرج محض الصدفة، بل تقدمت مثل كثير من الشباب، للمشاركة فى مؤتمر ريادة الأعمال، وتم اختيارها ضمن ٣٪ فقط ممن تقدموا للمشاركة من أنحاء العالم، وتضمن الطلب تلخيصا لمشروعها وأحلام فريقها فى تطوير «إيفنتوس»، لتتفاجأ بعد ذلك بحضور «أوباما» و«زوكربيرج» وجلوسها بجوارهما فى فعاليات المؤتمر.
ترى «مي» أن نجاح البرنامج لم يكن وليد الحظ، بل هو نتاج فريق عمل بذل مجهودًا كبيرًا لإنجاح المشروع، من توفير للكفاءات وتوفير دعم مادى يكفل استمرار الشركة، رغم أن الشركات الصغيرة تعانى فى السنوات الأخيرة وغالبًا ما تفشل: «فريق العمل كان بيشتغل ٢٤ ساعة، وفيه كفاءات أشطر وأحسن منى، ولسا قدامنا شغل كتير ونجاح أكبر بمجهود فريق العمل».
وتؤكد الفتاة الشابة أنه رغم علمها بوجود بعض برامج دعم المشروعات الصغيرة فى الوزارات الحكومية، إلا أنها لم تحاول الحصول على دعم من تلك الهيئات، مكتفية برأس المال الصغير الذى بدأت به مع أصدقائها. 
أما عن كيفية تحقيق العائد المادى من التطبيق، تقول «مي» إن الاعتماد الرئيسى على منظمى الفعاليات، فهناك نسخة من التطبيق تكون مدفوعة الأجر خاصة بالمستثمرين أصحاب الفعاليات، وهى مصروفات محددة تترواح بين ٦٠٠ و١٤٠٠ دولار، بالإضافة إلى أسعار أخرى للفعاليات الكبرى، إلى جانب النسخة المجانية المتاحة للأفراد العاديين.
فارق واضح فى الإجراءات الرسمية بين مصر والإمارات، فلم تواجه «مي» صعوبات كبيرة فى إنهاء الإجراءات الروتينية فى دبى، على العكس من الإجراءات المعقدة وغير الواضحة فى مصر، بالإضافة إلى أن انتشار سياحة الفعاليات وانتشار التكنولوجيا بشكل أكبر فى الإمارات جعلا نجاح الشركة هناك أكبر من نجاحها فى مصر: «الإجراءات فى دبى هناك محددة وواضحة، وفيه تسهيلات بكل الطرق، لكن فى مصر كانت مش مفهومة ومعقدة وطويلة، وفيه أشخاص كتير بيسافروا دبى مخصوص عشان المؤتمرات وعشان كدا كان انتشارنا أقوى هناك».
تضيف «مي» أن هناك عقبات عديدة تواجه المشروعات التكنولوجية الصغيرة وريادة الأعمال فى مصر، أكبرها هى عملية البحث عن التمويل، فلا يوجد دعم كاف من قبل المؤسسات المعنية سواء الحكومية منها أو الخاصة، بالإضافة إلى إهمال إعلامى بتلك المحاولات الشبابية، مما يصنع حالة من عدم الثقة بين كبار المستثمرين وبين هؤلاء الشباب، على العكس من الدول المتقدمة، والتى يقوم اقتصادها بشكل مباشر على المبادرات الشبابية والمشاريع الصغيرة.
خطط كبيرة تدور فى رأس الفتاة المصرية، فهى تطمح للانتشار خارج مصر ودبى، والوصول إلى أكبر عدد من مستخدمى التطبيق حول العالم، واستغلال طبيعة التطبيق التى تتيح له الانتشار بسهولة حول العالم، على عكس التطبيقات التى يقتصر جمهورها داخل مصر: «بنطمح يكون لينا مكتب فى أوروبا خلال سنتين، وتأكيد قوة وإبداع الشباب المصرى، ولحسن حظنا مستخدمو التطبيق زادوا نسبة ٥٠٪ بعد مقابلتى مع أوباما ومارك، وما زالت الأعداد بتزيد».