رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

لا تصالح مع الإخوان والإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشعب المصري متسامح بطبيعته، وموروثه الحضاري الأصيل يدفع إلى الغفران ونسيان الإساءة والتطلع إلى فتح صفحات جديدة ناصعة البياض، مثل قلوب الطيبين المسالمين الذيم يملأون الشوارع والبيوت.

الإخوان المسلمون كأفراد مواطنون مصريون، والأغلب الأعم منهم – وخاصة الشباب – مخلصون مثاليون يسكنهم اليقين بأنهم يعملون من أجل صالح الدين والوطن، لكن الكارثة تبدأ من تورط التنظيم وقياداته في أعمال لا هدف من ورائها إلا تمكين الجماعة التي تدين بالولاء لفكرة تعبر الانتماء الوطن وترفضه، ولا تتورع عن اعتماد الإرهاب وسيلة للعمل، والتحالف مع الإرهابيين للمزيد من التمكين والسيطرة.

انتهى الكابوس الإخواني بعد عام ثقيل مرهق، وللقانون وحده أن يكون حكمًا في الجرائم والخطايا والأخطاء والتجاوزات التي قامت بها عصابة الإخوان، بدءًا من الرئيس الساقط وصولاً إلى المحافظين ورؤساء الأحياء مرورًا بالوزراء وقيادات حزب الحرية والعدالة، فضلاً عن المرشد المضلل ومكتب المضللين الذي رعى القتلة في المقطم، وحول مقر الحزب إلى ثكنة عسكرية مدججة بالميليشيات المسلحة.

المصريون لا يعرفون الشماتة وشهوة الانتقام، وكلمات مثل “,”المسامح كريم“,” و“,”قلبك أبيض“,” و“,”صافي يا لبن“,” هي الأكثر شيوعًا في الأحاديث اليومية، لكن الفارق كبير بين التسامح مع القواعد الإخوانية، وهم عشرات الألوف من المصريين، وبين التصالح مع الفكر الإخواني، وهو الأب الروحي لكل التنظيمات الإرهابية التي عرفها العالم الإسلامي في العصر الحديث.

تتسع القلوب للتسامح مع الأفراد المخدوعين المضللين، والترحيب كامل بهم للاندماج في الخريطة السياسية، وحقهم غير منقوص في تكوين الأحزاب وممارسة النشاط السلمي وفق قواعد وآليات الديمقراطية، بلا إقصاء أو تنكيل عبر إجراءات استثنائية مرفوضة بلا جدال أو تردد.

في المقابل، لا تصالح أو حوار مع الإرهابيين والقتلة، والمتحالفين مع الإرهاب، ولن يقبل مصري واحد أن يغفر لمن تستر على قتلة أبنائه الصائمين في رفح، ولن يغفر لمن كان حريصًا على أرواح الخاطفين قبل المخطوفين من جنود الجيش والشرطة.

انتهى الفكر الإخواني البغيض، ولا ينبغي أن تقوم له قائمة، ولا تصالح مع الإرهابيين أو حوار، ولتكن كلمات أمل دنقل في قصيدته الخالدة “,”لا تصالح“,” هي شعار المرحلة:

سيقولون:

ها نحن أبناء عم

قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك.