الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة إلى الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كالعادة مستقلا وسيلة المواصلات صباحا للذهاب إلى عملى شاردا فى أفكارى الخاصة، ثم فجأة دار حوار بين الركاب حول الأوضاع الحالية لمصر.
منهم من يرى أن الوضع بات سوء والبعض يرى أنه للأفضل وتضاربت الآراء لتنتهى بمشكلة يقرر السائق على إثرها توقف المركبة ونزولنا جميعا بعدما تم دفع الأجرة له ثم تتطور الأحداث ليتوقف الشارع لأكثر من نصف ساعة تأخير لنا وللجميع.
فكرت قليلا ثم قررت بحكم عملى كصحفى أن أوجه تلك الرسالة إلى فخامة السيد الرئيس "عبدالفتاح السيسى"، لعلها تصل إلى مسامع المسئولين بمكتبه الإعلامى أو العلاقات العامة بالرئاسة تخبره بالوضع العام بالشارع المصرى، خاصة فى ظل دعوات التظاهر والتحريض للنزول للميادين مرة أخرى.
فخامة الرئيس:
لا أحد ينبغى أن يتكلم فى هذا المقام غيرك.. لا رئيس الوزراء ولا أى أحد.. اللحظة تستدعى أن توجه كلمة إلى من فوضوك على بياض لتولى شئونهم ..لا أطلب من فخامتكم أن تذهب إلى البرلمان..
سيدى الرئيس: 
الشعب يريد أن يطمئن ما الذى يحدث حوله.. أخرج وقل لهم ما لنا وما علينا.. قل لهم أن مصر نفسها مجبرة على سداد فواتيرها القديمة السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية المتأخرة عليها دفعة واحدة مع الفوائد والغرامات.. ولا مفر من السداد مهما كانت المعاناة.. فالبديل أن تفقد تماسكها.. أو تفرط فى كرامتها.. 
سيدى الرئيس: 
لا أطلب منك أن تتكلم لتحبط محاولات التحريض على مصر.. لا أخشى مثلك ما يسمونه 11/11.. اثبتّ أنك لا تخشى دعوات التظاهر، ولا تفزع من دعوات التحريض، بدليل أنك وافقت على اتخاذ القرارات دفعة واحدة.. وبالتأكيد تعرف أن الكتلة الصلبة من هذا الشعب تقف معك.. هؤلاء يحتاجون أن تصارحهم بكل شىء.. هؤلاء من حقهم أن يعرفوا.. فلا يمكن أن نوقع على بياض!
سيدى الرئيس :
لا أطلب منك أن تغازل الشعب إطلاقاً.. ولا أطلب منك أن تضحك عليه بكلمتين أبدا.. فالأصل أن الشعب هو من يحمى الوطن قبل الأجهزة الأمنية.. والأصل أنه شريك فى الحكم، وليس مجرد مستقبِل للقرارات تهبط عليه مثل القضاء والقدر.. 
سيدى الرئيس: 
كلامك له مصداقيته عند جمهورك.. كلامك يخفف الضغط على الأجهزة الأمنية.. الحل بالمصارحة والمشاركة أولاً.. أنت وحدك تستطيع أن تحبط محاولات التحريض.. قل لهم إن أى تأخير كان ضاراً جداً بصحة الوطن!
لو كنت مكانك يا ريس، وطبعا لا أحد يتمنى أن يكون مكانك الآن، لما تأخرت إلى الغد.. وما كنت قد ترددت حتى أصارح الناس بخطورة استخدام المسكنات.. قل لهم إن مصلحة الوطن أن يخرج من حالة الإنعاش إلى حالة الانتعاش.. والفرق كبير بين الإنعاش والانتعاش.. سيصدقونك.. 
سيدى الرئيس :
اخرج للشعب.. اشكره على تحمل قراراتك أولا.. وصارحه بكل شىء ثانيا.. وعندها سنُضيّع الفرصة على جماعات الضلال!