كلمات راسخة، أثرت فينا، قالها الفنان
القدير حسن عابدين في مسرحيته الشهيرة "ع الرصيف" ولم يتم الإجابة عليها
حتى الآن.
"مش
هي دي مصر، مصر طول عمرها ما كان الناس بتجري فيها وتقتل بعضها، عشان فرخة (دجاجة)
في الجمعية، ولا كيس عدس ولا كيس رز ولا صابونة، مين اللي خلاهم يأكّلونا فراخ
فاسدة مرة، وأكل كلاب مرة، لحد ما اتسعرنا وبقينا مش بني آدمين، مين اللي خلاهم
يغشوا في الأسمنت والحديد والجبس لحد ما عمارات البلد كلها وقعت فوق دماغتنا
ودماغة اللى خلفونا، مين اللي خلى الواطي بقى عالي والعالي بقى واطي، لحد ما اختلط
علينا الأمر وبقينا مش فاهمين، مين اللي خلانا نكره نفسنا وأرضنا ونهاجر برا مصر،
مين اللي خلى الدكتور يسرق من العيان كلاويه، مين اللي خلى الابن يقتل أمه، والأم
تخنق ضناها وترميه، مين اللي خلى الناس تمد إيدها تسرق وتختلس وترتشي، مين اللي
خلانا نرقص في الهزيمة ونحزن يوم الانتصار، مين اللي سرق أحلامنا، مين اللي سرق أحاسيسنا
وخلانا ماشيين مش عارفين عايشين والا ميتين، الجلسة لازم تفضل مفتوحة لغاية ما نعرف
مين.. مين اللي سرق مصر؟".
هذه هي التساؤلات التي طرحها الفنان الراحل حسن
عابدين من خلال دوره في العرض المسرحي "ع الرصيف" والذي أخرجه الأستاذ
جلال الشرقاوي عام 1987.
وها نحن وبعد مرور 27 عامًا على رحيل الفنان حسن
عابدين مازلنا نكرر نفس التساؤلات؟.
تمر بنا غدًا الذكرى السابعة والعشرون على رحيل
الفنان حسن عابدين والذي غاب عن عالمنا في 6 نوفمبر 1989 عن عمر يناهز 58 عامًا
قدم خلالها مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي لا تزال محفورة في عيون مشاهديه.
ولد الفنان حسن عابدين في مدينة بني سويف عام 1931،
وبدأ حياته الفنية في المسرح العسكري عندما كان متطوعًا في القوات المسلحة
المصرية، وبعد تحقيقه نجاحًا كبيرًا من خلال مسرحية "نرجس" مع النجمة
سهير البابلي، نال شهرة كبيرة في الدراما التليفزيونية وهو في العقد الرابع من
عمره في مسلسل "فرصة العمر"، وتلاه بمسلسلات "في حاجة غلط، أنا
وانت وبابا في المشمش، أهلًا بالسكان"، كما واصل نجاحه في المسرح في "ع
الرصيف، عش المجانين"، وأثار جدلًا كبيرًا بسبب دوره في فيلم "درب
الهوى"، وقدم أيضًا أفلام "على من نطلق الرصاص، فيفا زلاطا، ريا وسكينة".
