الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أمثال المسيح برؤية وعيون مصريّة

القس عيد صلاح
القس عيد صلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجدت في كتاب "ماذا يريد منا الله" لمارجوري داي، تعريب سمير فؤاد، صادر عن دار الثقافة عام 1968م، يقع في 63 صفحة من القطع المتوسط، وهو يتناول ثمانية أمثال من أمثال المسيح، ولكني فوجئت قبل أن يشرح المثل يعطي صياغة مصريّة له، ولأهميه هذا العمل وهذه الصياغة أقوم بنشرها. هذا الأسلوب من الكتابة التي يتبناه المؤلَّف يتميز بالبساطة مع العمق، وهو من ضمن حركة في الكتابة تميزت في بداية الستينيات بالبساطة مع العمق، هذه الحركة التي أسَّسها طيب الذكر الدكتور القسّ صموئيل حبيب ومنيس عبد النور مع كثيرين في جيلهما، وقد أنتجت هذه الحركة مجموعة كبيرة من الكتابات والدراسات ما زال صداها حتى الآن داخل الكنيسة في مصر. 
الجدير بالذكر أن مارجوري داي لها كتابًا آخر عنوانه: "سلوكي في الكنيسة" ترجمة القسّ حارث قريصة صادر عن دار الثقافة. يقع الكتاب في 40 صفحة من القطع الصغير.
ما لفت انتباهي أنَّ الكاتبة أجنبيّة لكنه استطاع أن يجسّد الأمثال في الثقافة المصريّة التي إذا قرأها أو سمعها الإنسان المصريّ يفهمها بسهوله دون الإخلال بالمعنى. جار البحث عن شخصية الكاتب ورصد وتحليل لكتاباته أرجو أن يساعدني من لديه أية معلومة عن المؤلفة. 
ما بين القوسين () هو من إضافتي على متن النصّ الأصليّ للكاتبة مارجوراي داي، الذي حافظت عليه كما هو حرصًا للأمانة العلميّة.
***
(قراءة مصريّة لمثل السامريّ الصالح)
(لوقا 10: 25- 36)
كان رجلًا ماشيًا على الطريق بين البياضيّة وملوي، فحرج عليه اللصوص من زراعة القصب، وضربوه على رأسه، وسرقوا ماله وتركوه مطروحًا على الأرض بين حي وميت. مر به أحد الكهنة المسيحيين في تاكسي. ولما رأى السائق الرجل الجريح على الطريق، أراد أن يقف ولكن الكاهن قال له: لا تقف إني مستعجل.
وبعد فترة مر به مُرسل (خادم) يسوق سيارته الخاصة. رأى الرجل ملقى على الطريق، ولكنه فكر في نفسه "ربما تكون خدعة، وساق عربته بأسرع ما يمكن. حينئذ مر عليه عدو، راكبًا حمارًا ومعه حمل من البضائع، ولكن عندما رأى عدوه ملقى على الطريق، نزل من على دابته وفحصه. ثم أخرج زجاجة الماء، وصب ماء على وجهه وأعطى له بعضًا منه ليشرب. ثم مزق قطعة قماش من قميصه وربط بها رأس الجريح، لأن جرحه كان ينزف بشدة وعندما أصبح الرجل قادرًا على الوقوف ساعده المسافر وأركبه على دابته، واتجه به إلى ملوي. كان الرجل ضعيفًا بسبب ما فقده من الدم وكان يصاب بالإغماء بين الحين والآخر. وكان المسافر سائرًا بجواره يسنده لئلا يسقط.
وفي ملوي أخذ المسافر الرجل الجريح إلى المستشفى الحكوميّ، وانتظر هناك حتى فحصه الأطباء ووضعوه في سريره. وعندما مغادرة المستشفى أعطى للقائمين على خدمته قدرًا من المال قائلا: أعتنوا به وإن احتاج لشراء أي شيء أدفعوا له، وسأوفيكم بكل حسابكم عند رجوعي.
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 19)
***
(قرأه مصريّة لمثل الأب المحب)
(لوقا 15: 11- 31)
كان رجل من صعيد مصر له أبنان، وفي يوم ما قال الابن الأصغر لأبيه: "يا أبي، أعطني نصيبي من المال الآن وأنا حديث السن". فقسم الأب الأرض بين أبنية. فباع الولد الأصغر أرضه دون أن يعرف أحد، وذهب إلى القاهرة.
وفي القاهرة تقابل الابن الأصغر مع بعض الأصغر مع بعض الشباب الذين أغروه بالسفر معهم إلى أستراليا، ولما وصلوا هناك اختاروا أفخم فندق، واشتروا افخر الطعام، وكان الابن الأصغر يدفع التكاليف دائمًا. كانوا يقضون الليالي متنقلين من خمارة غلى أخرى، بينما كانوا ينامون طول النهار بلا عمل. وهناك التف حوله جمع كبير من الأصدقاء من الشباب الذين كانوا ينامون في حجرته ويأكلون طعامه ويشربون خمره.
استمر على هذا الحال ستة أشهر، قضاها الابن الأصغر في فرص طيبة مع الشبان. لدرجة أنه لم يلاحظ كيف كان ماله ينتهي سريعًا. ويومًا ما تلقى إخطارًا من البنك يفيده بأن حسابه انتهى، وفجأة اختفى كل أصدقائه. وكان في أستراليا في ذلك الحين ضيق مالي شديد، وكان كل واحد يحافظ على ماله بكل دقة، ولم يجد الابن الأصغر من يساعده. بدأ في بيع ممتلكاته لكي يأكل، باع أولًا الراديو، ثم آلة التصوير، ثم باع أحسن حلة يمتلكها، ثم بعد ذلك خرج من حجرته ولم يجد مكانًا ينام فيه.
أخيرًا، ذهب إلى فندق للشباب حيث أعطوه سريرًا، ثم التقى برجل أرسله إلى أحد المزارعين للبحث عن عمل، ولكن المزارع لم يستطع أن يعطيه أجرثان بل اتفق معه على أن يرعى له الخنازير نظير السماح له بالنوم في المزرعة. فذهب ورعى الخنازير. بدأ الولد يضعف تدريجيًا لأنه لم يجد شيئًا ليأكله. بينما كانت الخنازير تأكل أفضل منه.
وهنا بدأ يفكر في غباوته، وقال في نفسه: "كم من أجير في أبي، يأكل ويفيض منه الخبز، وأنا أكاد أهلك جوعًا. أقوم واذهب إلى أبي لأعمل معه كأجير. واطلب منه أن لا يعاملني كابن، ولكن أن يسمح لي بالعمل في حقله. وفيما هو كذلك إذا بسفينة مبحرة إلى القاهرة. فنزل ووجد لنفسه عملا فيها، كان يقوم بإشعال الفحم. وعندما وصلت السفينة إلى ميناء الإسكندرية، نزل الولد واقترض من أحد أقربائه ثمن تذكرة في قطار بالدرجة الثالثة. وفي الصباح التالي وقف القطار على محطة المركز، وهناك وصل وتوجه إلى قريته.
وعندما ظهرت ملامح القرية، رأى رجلًا عجوزًا واقفا على الكوبري عند مدخل القرية. وكان هذا الرجل هو أبوه، فوقف الابن خائفًا من مقابلته، ولكن أباه العجوز جرى نحوه، والدموع على وجهه. فبكى الابن ووقع الأب على عنقه وقبل وجنتيه. حتى إن قذارة ملابس الابن التصقت بملابس الأب النظيفة.
وقال لأبيه: "يا أبي لقد كنت غبيًا. أخطأت إليك وإلى السماء ولست مستحقًا أن أكون ابنك" فلم يدعه الأب أن يكمل حديثه، وكان يبكي ويضحك في آن واحد، وأمر خدمه أن يخرجوا-أحسن ملابسه، وأن يعطوه حذاء. ثم اقتاد ابنه إلى المنزل، وصاح "قدموا العجل الذي كنا نسمنه واذبحوه. لقد عاد ابني، ظننا أنه مات، لكنه حي، كان ضالًا فوجد". 
وفي في أثناء هذا الاحتفال الكبير رجع الابن الأكبر من الحقل. وقبل أن يدخل البيت سمع صوت الفرح والطرب، فأرسل أحد الخدام للسؤال عما حدث فأخبروه قائلين: "لقد رجع أخوك إلى المنزل وها والدك يحتفل بمجيئه". فغضب وعزم ألا يدخل البيت.
فخرج إلى ه أبوه واستدعاه قائلًا: "تعال، ألم تسمع عن الأخبار السارة؟ فأجابه الابن الأكبر: وما هي الأخبار السارة؟ لقد خدمتك سنين عديدة، وماذا عملت لأجلي؟ إنك لم تعطني ولو جديًا صغيرًا لفرح مع أصدقائي وها ابنك قد أتى اليوم بعد ما انفق كل ماله مع الزواني وأصدقاء السوء، فعلت له حفلة كبيرة.
فتنهد الأب وقال: "يا ابني إنك الرجل الذي اعتمد عليه، كل مالي هو لق. والآن لماذا لا تفرح، لقد رجع أخوك سالمًا إلى المنزل. رجع وكأنه كان ميتًا، إنه يوم سعيد يجب أن نحتفل به".
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 39- 41)
***
(قراءة مصريّة لمثل العاملين في ساعات مختلفة)
(متى 20: 1- 16)
مرة أرسل الشيخ انسي بعض الأولاد إلى حقله لكي يجمعوا دودة القطن. اتفق معهم على أن يدفع لكل منهم عشرة قروش في اليوم. وفي الضحى رأى بعض الأولاد واقفين في الشارع فقال لهم: "أذهبوا واعملوا مع الآخرين، وسأدفع لكم ما تستحقون"، فذهبوا قرب الظهر، ثم نحو الساعة الثالثة بعد الظهر، أرسل مجموعات أخرى من الأولاد للعمل في الحقل. ونحو الساعة الخامسة بعد الظهر خرج في الشارع، فرأى بعض الأولاد، واقفين بجوار منزل العمدة. فسألهم: "لماذا تقفون أنتم هنا بلا عمل طول اليوم". فأجابوه: "لم يستأجرنا أحد". فقال الشيخ أنسي: "أذهبوا أنتم إلى حقلي وساعدوا في تنقية الدودة من القطن"، فذهبوا.
ولما جاء المساء قال الشيخ أنسي لابنه: "أذهب أطلب الأولاد ليأخذوا أجرتهم". فأتى الذين ذهبوا إلى الحقل في الساعة الخامسة، وأعطى الشيخ انسي لكل واحد منهم عشرة قروش وكذلك مع الذين استأجرهم الساعة الثالثة بعد الظهر، ومع الذين بدءوا في الظهر وأيضا في الضحى، كل واحد منهم أخذ عشرة قروش. ولما أتى الدور على الذين عملوا من بداية اليوم، فكروا أنهم سيحصلون على أجر كبير. أخذوا أجرهم ولكنهم خرجوا يسخطون على الشيخ أنسي، قائلين: "لقد أعطيت هؤلاء الذين عملوا ساعة واحدة أو بعض ساعة في آخر النهار قدر ما أعطيتنا نحن الذين عملنا طيلة اليوم. هل هذا من العدل".
حينئذ دعا الشيخ أنسي واحدًا منهم وقال له: "ما دمت قد وافقت على العمل طوال اليوم بعشرة قروش، خذ أجرك وأذهب لمنزلك. لقد أعطيت أنا للأولاد الذين جاءوا متأخرين نفس الأجر الذي أعطيته لك. ماذا يعمل هذا بالنسبة لك؟ إنَّه من حقي أن أعمل ما يسرني بمالي؟ أو إذا كنت أنا كريمًا هل تكون أنت حقودًا؟ ".
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 11- 12)
***
(قراءة مصريّة لمثل العبد الذي لا يغفر)
(متى 18: 23- 35)
قبل عهد الثورة، كان غني صاحب أرض، يسكن في أسيوط، وكان يفكر في السفر إلى أوروبا لقضاء الصيف. قبل السفر أراد أن يدبر أعماله. فدعا كل عماله. وعندما انتهى من محاسبة أحد العمال وجده قد أخذ جزءًا من مال الخزينة وقضى بعض حاجاته الخاصة ووقع في ديون كثيرة، وصار مديونًا لصاحب الأرض بنحو ألف جنيه. وكان الجنيه في تلك الأيام له قيمة كبيرة.
ولما اكتشف ذلك صاحب الأرض غضب كثيرًا. وفصل العامل من وظيفته، وعزم أن يرفع عليه قضية. ارتعب العامل لأنَّه عرف أنَّه سوف لا يجد عملًا آخر، وأيضًا أنه لا يستطيع أن يرد المال لصاحبه. فركع عند أقدام الرجل الغني، وسأله أن يعطيه فرصة أخرى، متوسلًا: "دعني في عملي ثم خد مالك من مرتبي كل شهر". حينئذ تأسف الغني في قبله وتركه في عمله، بل أيضًا أعفاه من الديون.
ذهب العامل إلى منزله مسرورا. وحدث أن أول رجل قابله في منزله كان فلاحًا أتى لكي يسأله عن ري حقله الصغير، فثار فيه قائلًا: "كيف تجرؤ أن تريني وجهك بمنزلي؟ إنك لم تدفع لي أجرة الري السنة الماضية، وها أنت هنا مرة أخرى. إنَّك مديون لي بمبلغ ستة جنيهات وأنا أريد مالي اليوم". فقال الرجل الفقير: "أرجوك، أصبر علىَّ، وسأوفيك الجميع". ولكن العامل غضب وحلف أنه سيرفع على الفلاح قضية. توسل الفلاح الفقير بالدموع، ولكن العامل أصر على أن يذهب إلى المحكمة ليحصل على الستة جنيهات.
اغتاظ سكان العزبة وذهبوا إلى صاحب الأرض وأخبروه بكل القصة. ولما سمع ذلك ثار جدًا. واستدعى العامل وأمره أن يسلم مفاتيح عمله فورًا. ثم أرسله إلى المحكمة من أجل الألف جنيه وكسب القضية. وبذلك فقد العامل كل ممتلكاته وكان خراب تام.
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 27- 28)
***
(قراءة مصريّة لمثل الوزنات) 
(متى 25: 14- 30)
في القرن السادس عشر كان يوجد رجل أعمال مصريّ يدعى أمير بك. وكان لزامًا عليه أن يذهب للخارج لقضاء بعض السنوات للعمل هناك. وقبل أن يسافر دعا عبيده، وأخبره بأنه سيترك لهم كل أمواله للعناية بها في أثناء غيابه. فأعطى لواحد شنطة من العملة الذهبية قيمتها ألف جنيهًا، وأعطى للآخر شنطة من العملة الذهبية قيمتها خمسمائة جنيهًا. وأعطى الثالث عملة ذهبية قيمتها مائة جنيهًا ثم سافر.
أخذ الوكيل الأول الألف جنيهًا التي تركها له أمير بك وتاجر بها في الملابس الهندية وبعض البضائع، وحالا ربح في تجارته الضعف، واخذ الوكيل الثاني الخمسمائة جنيهًا وتاجر بها وربح من بيع الخشب اللبناني. أما الثالث فقد لف عملته الذهبية في منديل، ووضعها في صندوق ودفنها تحت الأرض في منزله.
وبعد مضي خمس سنوات. رجع أمير بك إلى المنزل ودعا عبيده ليقدم كل واحد حسابه. قال الأول: "أعطيتني ألف جنيهًا. وها هي ومعها ألف جنيها أخرى ربحتها من تجارتي". أجابه أمير بك: "إنك رجل أعمال ممتاز إنك يجب أن تكون مسئولًا عن جميع مهامي في الإسكندرية". أتى الثاني، وقال: "أعطيتني خمسمائة جنيهًا. ها هي، ومعها خمسمائة جنيه ربحتها من تجارتي". فأجابه أمير بك: أنك رجل صالح سأقيمك على كل مخازني.
حينئذ أتى الثالث ومعه ما أعطاه له سيدهن وقال: "أمير بكن عرفت أنك رجل قاسي تحصد حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تبذر. فخفت ومضيت وأخفيت ذهبك. وها هو كامل وسليم". فأجابه أمير بك: "هل أنت تعرف أني رجل قاسي؟ علمت أني أجمع من حيث لم أزرع وأحصد من حيث لم أبذر؟ لذلك كان يجب-على الأقل-أن تضع مالي في البنك حتى استطيع أن أستفيد من أرباحه". لذلك أرسله للعمل في مناجم جبل سيناء وأعطى المائة جنيهًا للأول.
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 33- 34)
***
(قراءة مصريّة لمثل العشاء العظيم)
(لوقا 14: 16- 24)
منذ عدة سنوات مضت، دبرت سيدة غنية من أسيوط وليمة عشاء كبيرة ودعت للوليمة كل عظماء المدينة. لقد أرسلت للقاهرة لشراء طعام فاخر. ذبحت 12 ديكًا روميًا. عملت جيلاتي، وطلبت كيك وحلويات أخرى من جروبي بالقاهرة. أعدت المائدة. ولكن حتى الساعة العاشرة لم يكن أحد من ضيوفها قد حضر. فأرسلت الخادم ليدعوهم للحضور لأنَّ كل شيء قد أعد.ولكن الخادم رجع قائلًا: إنَّ كل الضيوف قد اعتذروا. قال أحدهم أنه أشترى قطعة ارض بجوار بني عدي، وأنه مضطر أن يخرج ليصفي حاسباتها. وقال آخر إني اشتريت سيارة مرسيدس جديدة. ومضطر أن أسافر إلى القاهرة لتجربتها. وقال ثالث: إنه تزوج حديثًا ولا يستطيع أن يترك زوجته".
تضايقت السيدة الغنية وقالت للخادم: "اذهب إلى ملجأ لليان تراشر للأيتام واحضر كل الأطفال". ففعل ذلك ولكنه عاد فأخبرها قائلاَ: "إنَّه ما زال يوجد على المائدة أماكن خالية". فقالت اذهب للمستشفى ات، واجمع كل المرضى الذين يستطيعون الحضور إنّي أريد منزلي ملأنًا. لن يتذوق أحد من الذين دعوتهم عشائي".
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 45)
***
(قراءة مصريّة لمثل الفريسيّ والعشار)
(لوقا 18: 10- 14)
ذهب اثنان يوم الأحد إلى الكنيسة ليصليا. كان أحدهما تاجرًا غنيًا والأخر فلاحًا فقيرًا. فوقف التاجر ليصلي أمام الهيكل، وكانت صلاته طويلة فقال: "شكرًا لله إني لست مثل باقي الناس، الذين يكذبون ويسرقون ويجرون وراء النساء، ولا مثل الذين يشربون ويدخنون ويذهبون إلى السينمات. إنَّي اشكر الله فأنا لست مثل هذا الفلاح لذي جاء إلى الكنيسة متأخرًا. إنني اذهب بانتظام إلى الكنيسة، وأصوم في كل أيام الصوم. إنني أقدم كل عشوري للكنيسة. أنا مسيحي حقيقي".
ولكن الفلاح الفقير وقف في مؤخرة الكنيسة ولم يستطع حتى إن يرفع عينه نحو السماء فأحنى رأسه وصلى قائلًا: "يا إلهي، كن رحيمًا بي! إنني خاطئ". وبهذا نال الفلاح رضى الله.
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 51)
***
(قراءة مصريّة لمثل الابنين)
(متى 21: 28- 23)
في أحد مؤتمرات الشباب طلب رئيس (قائد) المؤتمر من بعض الشابات المعاونة في عمل سندوتشات لطعام العشاء. فأجابت ماري: "من فضلك أعذرني، أريد أن استرح بعض ظهر اليوم".
وقالت عايدة: "إنني أسر بالمساعدة في عمل السندوتشات"، وبعد الغذاء أحست ماري أنها أخطأت، واعتذرت راجية قبول عذرها، ثم ذهبت ماري إلى المطبخ وساعدت في العمل، بينما نسيت عايدة بالمساعدة وذهبت لتنام بعد الظهر. فأي الاثنتين فعلت ما طلبه الرئيس (القائد)؟
(مارجوري داي، ماذا يريد الله منا؟ ص 59)
***
في النهاية يبقى رصد هذه التجربة في الكتابة التي تناولت بعضًا من أمثال المسيح بصورة تعبر عن فهم للواقع الكتابي والواقع المصريّ التي نسميها بالقرينيةcontextualization، اندهشت وأنا أقرأ هذا العمل لأني شعرت أنه قريب إلى قلبي ووجداني، والعبرة المأخوذة من هذا العمل هي القدرة على الإبداع، ومحاولة الوصول إلى القارئ بمعرفة ظروفه وأحواله لغته وأفكاره.