الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتب حمدي البطران في حواره لـ"البوابة": لا ثورة على الرئيس والشعب أعقل من "ثوار الفيس والمقاهي".. وكل وزراء الداخلية أقيلوا بسبب أخطاء وتداعيات حوادث أمنية عدا حسن أبوباشا والنبوي إسماعيل

دعا للتعامل مع الجماعات الإسلامية بــ«القانون والسلاح»

 الكاتب الكبير حمدى
الكاتب الكبير حمدى البطران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تألق الكاتب الكبير حمدى البطران فى عالم الرواية والقصة والكتاب فى الفترة الأخيرة، وخاصة فى الكتب المتعلقة بالشرطة كونه لواء سابقًا بالشرطة على المعاش، وكانت أبرز كتاباته فى هذا المجال رواية «يوميات ضابط فى الأرياف»، و«محاكمة رواية»، وكتاب «الأمن من المنصة إلى الميدان» الذى رصد فيه أحوال الشرطة المصرية فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ليس هذا فحسب بل كان لـ«اللبطران» مؤلفات مهمة عن الجماعات الإسلامية فى مصر، وكان أبرز هذه الكتب «تأملات عنف وتوبة الجماعات الإسلامية».
الكاتب حمدى البطران فى حوار خاص جدا لـ «البوابة» يتحدث فيه عن الأمن المصرى وأدائه فى الفترة الحالية، وخاصة فى مواجهة الجماعات الإسلامية التى بدأت موجة جديدة من العنف والعمل المسلح ضد الدولة.. للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار.
■ مبدئيًا كيف ترى توبة الجماعات الإسلامية فى مصر عن العنف والعمل المسلح؟
- توبتهم كانت بسبب رغبتهم فى الخروج من السجون والمعتقلات التى كانوا فيها، وكان بعضهم أمضى أكثر من ٢٠ عاما فى السجون، فاستجابوا للتوبة حتى يخرجوا للحرية، إنما هم فى الحقيقة غير مقتنعين بأى شيء مما وافقوا عليه.
■ هل ظهور الخلايا الإرهابية فى مصر الآن، دليل على عدم وجود توبة حقيقية لتلك الجماعة؟
- المجتمع فى مصر قابل لاحتضان أى مجموعة سرية، وليس هناك ما يمنع من ظهور جماعات سرية تنادى بأفكار متطرفة، لأن الأفكار المتطرفة متاحة وميسرة لكل من يريدها فى الكتب التى تباع علنًا، وبأرخص الأسعار لدى الباعة، وبعضها يأتى كهدايا لبعض الجمعيات والأفراد من الخليج.
■ من أخطر جماعة إسلامية فى مصر من وجهة نظرك؟
- أى جماعة تعتنق فكر الجهاد بالسلاح خطرة على المجتمع وعلى الدولة، وفى فترة ما قبل ثورة يناير، كان تنظيم الجهاد وتنظيم التكفير والهجرة من أخطر الجماعات الموجودة، وذلك قبل ظهور داعش والقاعدة والإخوان وغيرهم من الجماعات التى ظهرت فى المجتمع المصرى.
■ هل الإخوان وراء العنف والعمل المسلح الذى نشهده الآن؟
- أمر بديهى ولا يحتاج إلى أدلة، والمحاكم والأحكام الصادرة منها تشهد بذلك.
■ ما السبب فى ظهور داعش من وجهة نظرك، وما مستقبلها وفقًا لتجربة الجماعات الإرهابية الأخرى؟
- داعش لم تكن بحاجة إلى أسباب للظهور، فهى امتداد طبيعى للقاعدة، وكان آخر زعيم لها هو أبومصعب الزرقاوى، وبعدها تحولت إلى داعش بعد الغزو الأمريكى، وظهور الشيعة بنزعات انتقامية من السنة، بعد أن أطلقت أمريكا يدهم فى الانتقام من السنة الذين كانت تعتقد أنهم يناصرون صدام حسين، فظهر التنظيم وسرعان ما وجد التأييد من بعض الدول العربية، وقيامه بالاستيلاء على بعض البنوك وانضمام كوادر من جيش صدام حسين بأسلحتهم الكاملة بعد الاختفاء الغامض لهم عشية وصول القوات الأمريكية إلى بغداد، وكان القرار الذى أصدره «بول بريمر» فى ٢٠٠٣ بحل الجيش العراقى، قبل تدمير أسلحته، وكان أقوى جيش فى المنطقة، واختفت تلك الأسلحة فى المخابئ التى بدأ صدام حسين فى إنشائها استعدادًا لهذا اليوم منذ اجتياح العراق فى ١٩٩٠، وعندما ظهرت قوات داعش، استسلمت لها بعض القوات العراقية السنية، وهو ما أتاح لقوات داعش جنودًا وضباطًا على درجة عالية من الكفاءة والانضباط، وهذا يفسر لنا القدرة الهائلة لرجالهم على التعامل مع المدرعات الأمريكية التى كانوا يستولون عليها، مما سهل لهم اجتياح الحدود السورية، وتعاون تركيا وقطر والسعودية بإمدادهم بالأموال من أجل معاونتهم فى إسقاط «بشار الأسد» فى سوريا، باعتباره ليس سنيًا، وطائفته تتحكم فى مقدرات السوريين.
■ ما أبرز ما تناولته فى كتابك «تأملات عنف وتوبة الجماعات الإسلامية».. وأبرز ما خرجت به من هذا الكتاب؟
- تناولت أفكار التنظيمات الإسلامية ومرجعياتها وأهدافها والعمليات التى قامت بها فى مصر، ومحاولاتهم للوصول إلى حكم مصر التي كان هدفها، كما رصدنا عملية التوبة وكيف تمت، وتحدثنا عن مستقبلهم وقلنا إنه يمكنهم الاندماج بعد خروجهم من السجون بين الناس لو تخلوا عن أهم أفكارهم بخصوص ثلاثة أمور وهى باختصار: المرأة، والآخر وهم غير المسلمين، وسلطة النصوص الدينية عليهم.
■ لك كتاب آخر مهم بعنوان «الأمن من المنصة إلى الميدان».. ما أبرز ما تناولته فى هذا الكتاب؟
- «الأمن من المنصة للميدان» تناول الأمن فى عهد مبارك من كل النواحى، بداية من حادث المنصة، وكيفية اختيار الوزراء والوقائع المهمة التى وقعت فى ذلك الوقت، وتناولت فيه الملفات التى تعامل معها الأمن وفشل فيها، وهى ملفات: «سيناء والأقباط والإخوان»، وتناولت بالتفصيل سيرة وزراء الداخلية فى عهد مبارك.
■ من وجهة نظرك هل الأمن المصرى السبب الرئيسى فى ثورة ٢٥ يناير؟
- من الممكن أن نقول إنه كان السبب الرئيسى، وكانت تصرفات بعض رجال الشرطة بدأت تشكل مصدر خوف للجماهير، وهو ما تناولناه فى روايتنا «يوميات ضابط فى الأرياف»، قبلها بأعوام قليلة وكانت سببًا لمحاكمتى، ولكن بدون العوامل الأخرى لم يكن لها أن تنجح، الثورة كانت فى الأساس على الحزب الوطنى الديمقراطى، ولو كان مبارك مرنًا، وقام بتغيير وزارة أحمد نظيف يوم ٢٥ يناير، وتغيير حبيب العادلى، لانصرف الثوار إلى بيوتهم، لأن فكرة رحيل مبارك لم تتردد إلا بعد يوم ٢٨ يناير، وكانت أول المطالب التى ظهرت فى الإعلام من الدكتور أسامة الغزالى حرب والدكتور عبدالجليل مصطفى ورئيس حزب الوفد، بإعلان عدم ترشحه للدورة القادمة فى نهاية ٢٠١١، ولكن تباطؤه رفع مطالب المتظاهرين، كما كان تدخل الإخوان يوم ٢٨ يناير بحرق ومهاجمة وتدمير أقسام ومديريات الأمن والمقار الشرطية هو الذي أوعز بكراهية الشرطة.
■ كيف تقيم تعامل الأمن مع الجماعات الإسلامية، وهل أخطأ فى منعها من الظهور ما قبل ٢٥ يناير؟
- بعيدًا عن الماضى، من وجهة نظرى يجب أن يكون تعامل الأمن مع الجماعات الإسلامية بالقانون والسلاح، القانون لمن يقبض عليه ويقدم للمحاكمة، والسلاح لمن ترصد لرجال الشرطة والمواطنين لقتلهم.
■ من أفضل وزير داخلية فى تاريخ مصر ومن أسوأهم؟
- لا أميل لاستعمال كلمتى أفضل وأسوأ، فلكل واحد منهم أخطاؤه وأيضا قراراته الصائبة، لكن لم يخرج واحد منهم فى حركة تغيير وزارى إلا الوزير حسن أبوباشا وقبله النبوى إسماعيل، وباقى الوزراء أقيلوا بسبب أخطاء وتداعيات حوادث أمنية.
■ كيف ترى تعامل الأمن فى الفترة الحالية، وهل سيتسبب فى ثورة جديدة على الرئيس السيسي؟
- ثورة جديدة على الرئيس السيسى؟.. لا يمكن، هل أصبحنا خبراء ثورات؟، أو شعبنا لديه حساسية لدى رؤسائه؟، شعبنا أعقل بكثير مما يتصور بعض غلاة المتطرفين وثوار الفيس بوك والمقاهى، ما لاقاه شعبنا من معاناة أثناء الانفلات الأمنى، لن يسمح الشعب بتكراره، هل نسى الناس أنهم كانوا يحمون بيوتهم وممتلكاتهم بأنفسهم، هل نسوا حوادث سرقات السيارات علنًا على الطرق، وذهابها إلى غزة، وهل نسوا اختطاف الأطفال والفتيات والتحرش بهن، وهل تناسوا أنهم فى أول عام دراسى بعد الثورة كانوا لا يتركون أبناءهم يذهبون بمفردهم إلى مدارسهم وجامعاتهم؟، الشعب يدرك مدى رغبة قيادتهم فى تحقيق التوازن الكافى لتمضى عجلة البلاد، وتستعيد الدولة عافيتها بعد خمسة أعوام من كسادها وتوقفها، أما استغلال الأزمات، فإن شعبنا سبق وأن عانى الكثير من اختفاء السلع ويعلم أنها مجرد فترات وقتية وتعود الأمور لطبيعتها.
■ ما نصيحتك للأمن المصرى كى يظل متماسكًا؟
- منْ أنا حتى أنصح مؤسسة أمنية عريقة فى مصر الحديثة، فلقد اكتسب الأمن المصرى خبرة هائلة فى كيفية التعامل مع الأمن الجنائى، وما زلت أكرر بضرورة فصل الأمن الجنائى عن السياسى، حتى يستريح الناس من بقايا الظواهر الإجرامية التى لا تزال تروع المواطنين مثل السرقة والعصابات الإجرامية فى الصعيد وضبط المرور، وتفعيل القوانين وتنفيذ الحكام الصادرة.
■ كيف تقيم أداء الأمن الحالى فى ظل زيادة العنف والعمل المسلح فى مصر؟
- الحقيقة ليس هناك وجه للمقارنة بين ما كان عليه الأمن فى فبراير ٢٠١١، والآن، وما تحقق من إنجاز يحسب لرجال الأمن وحدهم، فهم من عملوا وسهروا وتعبوا، حتى صار الأمن متحققًا نسبيًا، ولكن دائمًا الشعب يطلب المزيد من رجال الشرطة حتى يتحقق الأمن بمعناه الواسع، ويجب على الأمن أن يتخلص من عناصره الفاسدة التى تسيء للشعب من خلال تصرفاتهم غير المنضبطة، عنجهية الإخوان السبب الرئيسى فى سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى.. وتعامل الأمن مع أنصار الإخوان «مثالي».
■ هل كان الأمن سببًا فى سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي؟
- ليس بالأمن وحده سقط الرئيس مرسى ومعه الإخوان، فقد كانت عنجهيتهم، وتسببهم فى إراقة الدماء والتدمير وتفخيخ السيارات لاغتيال بعض المسئولين، وتخليهم عن فكرة الوطن والأرض والمواطنة وإهمالهم للشعب، وتلقيهم تعليمات التنظيم الدولى لإدارة مصر، وتوظيفهم للإرهابيين فى وظائف سيادية، وتكوين ميليشيات، وتشويههم القضاء والجيش والشرطة، كلها كانت أسباب كافية لكراهية الشعب لهم ومن ثم إسقاطهم بثورة ٣٠ يونيو المجيدة.
■ ما رأيك فى تعامل الأمن مع أنصار جماعة الإخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو، وهل القبض على الأنصار أو قتلهم كان صحيحًا؟
- من هم الأنصار؟ قل الشركاء والمنتمين لهم، أما كلمة الأنصار فهى مرادف لا ينبغى إطلاقه على أعوان جماعة إرهابية، والشرطة لم تقتل فردًا منهم لم يرفع السلاح أو يشترك فى جريمة، كما لم تقبض إلا على من ثبت اشتراكه فى فعل إجرامى، وتقوم بتقديمه للمحاكمة فورًا.
■ كيف تقيم وزير الداخلية الحالى مجدى عبدالغفار، وما نصيحتك له؟
- الرجل ما زال يبذل الجهود فى عمله ونتمنى له التوفيق هو ورجاله.