الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رياض ياسين وزير خارجية اليمن السابق في حواره لـ"البوابة نيوز": "الحوثيون" جماعة إرهابية تهدد أمن العالم.. التحالف العربي بقيادة السعودية اكتسب مصداقية أمام العالم.. واستيعاب الآخر يتطلب تجاوز الصراع

الدكتور رياض ياسين،
الدكتور رياض ياسين، وزير خارجية اليمن السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك أن ما يحدث باليمن من اضطرابات سياسية، من أهم التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة العربية، خاصة في ظل السعي الإيراني بالتمدد الطائفي بالمنطقة العربية ومحاولاتها في تكرار تجربة حزب الله بأكثر من دولة عربية.
ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور رياض ياسين، وزير خارجية اليمن السابق، وعضو الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ الحوار الوطني الشامل في اليمن، حول أهم التحديات التي تواجه الدول العربية التي وقعت في براثن الإرهاب والفوضى وعلى رأسها اليمن، ومدى خطورة التمدد الإيراني على المنطقة خاصة بعد ظهور دول لهم في محاربة داعش بسوريا والعراق وتطورات الأزمة في الملف اليمني.
حدثنا عن الحوثيين باليمن.. وكيف يتم ترويضهم؟
"الحوثيين" جماعة إرهابية ومتطرفة تهدد الأمن والسلم العالمي، ويجب عدم التعامل معها كطرف سياسي فقد تجاوزا كل الخطوط الحمراء والمحرمة، باستهداف الأراضي المقدسة وقبلة المسلمين "مكة المكرمة".
التهور "الحوثي العفاشي" ليس بجديد ولن يكون الأخير والمتوقع أكثر، خاصة مع وجود الوهم لديهم أنهم يستطيعون فرض أمر واقع إقليميًا ودوليًا ابتداء من تهديد الملاحة الدولية في مضيق "باب المندب" واستمرار إطلاق الصواريخ البلاستية داخليًا وخارجيًا.
هذه الجرائم والأفعال المستنكرة من الجميع ليست مجرد تهور لحظي أو غلطات يمكن التغاضي عنها، وإذا كان المجتمع الدولي والأمم المتحدة لديهم بعض أو بصيص أمل بأنه بإمكان احتواء الحوثيين وترويضهم وتحجيمهم في إطار خطة سياسية أو حل شامل يفرض على اليمنيين كما يريد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وأمريكا، فإن ذلك التجاوز يدل بوضوح لا مجال للمجادلة فيه أن عقلية الميليشيات الحوثية وأفعالها لا يمكن قبولها والرضوخ لها ولشرعيتها.
كيف يري الوطن العربي عاصفة الحزم؟
عاصفة الحزم وجودها هام جدًا، وكل يوم تكشف الأحداث خطورة التمدد الحوثي، وخطره على المنطقة، والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، يكتسب مصداقية وأهمية وإضافة إيجابية بأنه كان محقًا في قرار "عاصفة الحزم" ولسماح للحوثيين وعفاش، بالبقاء أو الشراكة في المستقبل لن يكون إلا نصف إنجاز ونصف انتصار.
ماهي رؤيتك الحالية بعد تطور الأزمة باليمن؟
مازالت الأزمة في اليمن وليبيا وسوريا والعراق قائمة، وأهم ما يمكن دراسته في الوقت الحالي لما يحدث بالمنطقة العربية من حروب وإرهاب وتفكك هو الخروج باستراتيجية واضحة، لابد من أن تتوافق الرؤية المستقبلية مع الإرادة، وذلك بوجود آليات التنفيذ الحقيقية، لنستفيد مما حدث لأننا للأسف في الفترة السابقة على مستوي العالم العربي وعلي وضع الخصوص نجد أن القيادات العربية السابقة الموجودة في سوريا واليمن وليبيا والعراق تفتقد وجود رؤية واضحة، بالإضافة إلى افتقادها آليات التنفيذ والتطوير.
ويعد ذلك السبب الرئيسي الذي جعل من شعوبها شعوب فقيرة، لتصبح تلك الدول دول فقيرة رغم زيادة مواردها وغناء ثرواتها، فنجد العراق وليبيا دول غنية لكنها لم تعمل على إيجاد آليات، على خلاف دول الخليج العربي وعلي رأسها الإمارات، التي نجحت في الدمج بين الآلية والتنفيذ وما بين الإرادة ووجود رؤية واضحة ابتداء من حكمة الشيخ زايد مرورا بأبنائه الذين يقودون الآن استكمال المسيرة.
ماهي الرسالة التي توجهها لشباب اليمن؟
الرسالة المهمة للشباب اليمني عليهم أن يدركوا أن القيادات السابقة التي أدت لهذا المصير، مثل المخلوع على عبد الله صالح وجماعة الحوثيين من اختطاف اليمن ليس سوى امتداد للجرائم المستمرة لهم، التي كانوا يرتكبونها فيما سبق، وهم السبب الرئيسي لما يحدث اليوم بالإضافة لانقلاب الحوثيين، ونأمل أن تكون القيادات القادمة داخل اليمن شبابية قيادات لا تحمل أي ضغينة ولا كراهية وتنظر إلى المستقبل لأن ما حدث لا يمكن استعادته فقط التعلم والاستفادة منه.
كيف نعيد الأمل العربي؟ 
الأهم في الوطن العربي الآن أن يتحول من مرحلة الصراعات والحروب والإرهاب إلى مرحلة الاستقرار البناء والتنمية، لاشك أنها تحديات صعبة، لكن أن أيقن الجميع أننا لن نستطيع أن نخطو خطوة من أجل الاستقرار إذا لم ندخل جميعا في الشراكة الحقيقية التي تستوعب الآخر.
وتحاول أن تبني علاقات قوية تواجه أي تيار أو أي فكر أو حزب توهم أنه يمتلك كل الحقيقة وحتى لو كان يعتقد أنه مبني على ادعاءات دينية أو طائفية أو عقائدية، أو شبه ذلك، وكل التجارب التاريخية تؤكد ذلك مرورا بمحاكم التفتيش المسيحية وبالنازية ومرورا بما حدث بأفغانستان وحكم طالبان ومرورا بالشيوعية أو الاشتراكية، وتلك التيارات صاحبة الرؤية الوحيد لن تكون إلا منطقة معزولة قابلة للزوال مثل كوريا الشمالية ومثلما انهارت المنظومة الشيوعية وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي.
عملية التعايش واستيعاب الآخر والتنمية تحتاج أن نتجاوز كل الصراعات لأنه في النهاية حياة المواطن هي التي تحدد مصير أي دولة يتحصل على أبسط مقومات الحياة والاستقرار وتبني الحضارات، ولن يعود الأمل العربي إلا بالتحالف العربي. 
ماهي الدروس المستفادة من أحداث اليمن الدراماتيكية وانعكاساتها على المنطقة العربية محليًا وإقليميًا؟
تحديد رؤية مستقبلية واضحة وشفافة، خاصة بعد النجاح الذي تحقق من خلال انطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل ثم السهم الذهبي، من خلال الدعم الأخويّ المستمر الذي يتلقاه اليمنيون من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر الشقيقة وبقية دول التحالف العربي، من أجل الوصول إلى الحل السلمي المستدام، وبناء اليمن لمؤسساته على أساس مدني ومؤسسي، ليتجاوز الإخفاقات الكارثية والاختراقات المتسمة باستخدام القوة والعنف والسلاح والنفوذ والطموحات والادعاءات الوهمية لتصدُّر المشهد السياسي المستقبلي.