الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" في معرض الجزائر للكتاب.. "ميهوبي": القاهرة "صاحبة البيت".. وتعاون ثنائي مقبل في "الآثار" و"السينما".. "النمنم": المشاركة دليل على مكانة ثقافتنا لدى العرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يواصل معرض الجزائر الدولى للكتاب فعاليات دورته ٢١ بالعاصمة الجزائرية، حتى السبت المقبل، وتحل مصر ضيفًا شرفيًا لتلك الدورة التي يشارك بها أكثر من ٩٠٠ دار نشر من دول عربية وأجنبية تحت شعار «الكتاب تواصل دائم». 
والتقت «البوابة نيوز» بمسئولين مصريين وجزائريين مشاركين في المعرض، للتعرف على شعورهم تجاه حالة الحب والتوافق التي تجمع بين البلدين في هذا «العرس الثقافى».
بداية، يقول عزالدين ميهوبى، وزير الثقافة الجزائرى، إن بلاده لا تعتبر مصر ضيفًا للشرف فحسب بل «صاحبة البيت»، لافتًا إلى أن مصر كانت حاضرة في الدورات السابقة من المعرض، والناشرين المصريين يعرفون جيدًا خصوصيات المعرض، ونوعية القارئ، لهذا فإن المنتج الثقافى والفكرى والأدبى والعلمى الذي يشارك به الناشرون المصريون يجد دائمًا قبولا هائلا من القارئ الجزائرى، لأنه نوعى وجديد.
وأشاد «ميهوبى» باقتراب الكثير من دور النشر المصرية من الكُتاب الجزائريين، واستدل على ذلك بنشر دار «العين» كتبًا لـ١٧ اسمًا جزائريًا جديدًا، وهذا الأمر لم يكن يحدث لولا الشعور بأهمية الانتشار خارج النطاق المحلى، مشيرًا إلى أن هناك مشروعات تعاونية تقام للمرة الأولى بين البلدين، كالتعاون في مجال البحث العلمى والتقنى المتعلق بدراسة الآثار، والتي استعانت فيها الجزائر بالدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار المصرى الأسبق، ليقوم بعملية مسح للمناطق الأثرية، وتقديم تصور لكيفية دراسة هذه المناطق.
ونوه إلى أن ثانى هذه المشاريع هي دراسة لبعض المشاريع السينمائية التي تروى المشترك بين مصر والجزائر في فترة حرب التحرير الجزائرية، وقال: «ندرس الآن ميزانيات الفيلم والجوانب المختلفة لإنجاحه، وربما يشارك في التمثيل بالفيلم ممثلون مصريون وجزائريون».
فيما كشف حلمى النمنم، وزير الثقافة المصرى، أن هناك خطوات تنفيذية لاستضافة الجزائر كضيف شرف في معرض «القاهرة الدولى للكتاب ٢٠١٨»، قائلًا: «قدمنا العرض ووافقوا عليه، وبدورنا سنقوم بتقديم كل التسهيلات لكى يكون المعرض حدث كبير ويليق بالعلاقات القوية بين البلدين ويليق أيضًا باسم مصر قيمتها الثقافية».
وأوضح «النمنم» أن حلول مصر كضيف شرف على معرض «الجزائر الدولى للكتاب»، أكبر دليل على عمق العلاقات بين البلدين، ويعكس أن الثقافة والفنون العربية عنصر مهم في ربط الشعوب بشكل عام، ويؤكد أهمية ومكانة الثقافة المصرية والأدب المصرى لدى مختلف بلدان وشعوب العالم العربى.
أما ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، والذي له عدة محاضرات بالمعرض، فقال إن مصر ضيف شرف معرض الجزائر الدولى للكتاب بطلب من رئيس جمهورية الجزائر ما يعد تشريفا كبيرا لمصر، وافتتاح الوزير الجزائرى الأول للمعرض بالأمس وحرصه يبين أن العلاقات المصرية الجزائرية علاقات متميزة، مشيرًا إلى أن ما حدث بين مصر والجزائر من خلال مباراة كرة قدم سابقة هو «سحابة صيف ومرت»، وأن العلاقات المصرية الجزائرية أقوى من هذا بكثير.
وقال الكاتب محمد سلماوى، الذي حضر ضمن الوفد المصرى لتكريمه بالمعرض، إن العلاقات الثقافية بين مصر والجزائر ممتدة من سنوات طويلة، واليوم توجد حواجز كثيرة تحول بين التواصل بين الدول العربية وبعضها البعض، حواجز تمنع دخول الكتاب، وحواجز سياسية تمنع التبادل الثقافى من خلال الأنشطة، ولكن عندما تستضيف كل دولة عربية شقيق عربية أخرى في معرض كتابها فإن هذا الأمر سيعزز التواصل، مشيرا إلى أنه يجب على رجال السياسة اتخاذ القرارات التي تضمن ما يطالب به المثقفون. 
وأكد السفير عمر أبوعيش، سفير مصر في الجزائر، أن العلاقات المصرية الجزائرية عادت لقوتها مرة أخرى، فكل الفعاليات الثقافية التي تنظمها مصر تشارك فيها الجزائر، وبالتبادل كل الفعاليات الثقافية التي تنظمها الجزائر تشارك فيها مصر، لافتًا إلى أن مصر شاركت في مهرجان قسنطينة، عاصمة الثقافة الجزائرية، لمدة أسبوع.
وأشار إلى أن موظفى السفارة عملوا على معرض الجزائر منذ ٣ شهور، ونوه إلى أن الكُتاب والأدباء المصريين معروفون لدى الشعب الجزائرى، المتابع لكل ما هو مصرى، وشغوفون به، فهم يتابعون السينما والدراما المصرية، لكن الأدب يمثل مصر خيرًا من الدراما في الجزائر، وقال: «الدراما المصرية ساهمت في تشويه صورة مصر لدى الجزائر، وتعد الدعاية الأسوأ لمصر بتقديمها الجانب السلبى بعكس الدراما التركية».
وأوضح المفكر المصرى، نبيل عبدالفتاح، المشارك ضمن الوفد، أن معرضى الجزائر الدولى للكتاب، والقاهرة الدولى للكتاب يتشابهان في عدة أمور أبرزها الأعداد الكبيرة للجمهور واهتمام الدولة الجزائرية بالمعرض، فرئيس الوزراء افتتح المعرض وكان من قبل يفتتحه رئيس الجمهورية، نفس الأمر بالنسبة لمصر فرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء من يفتتح المعرض وهو أمر يعبر عن اهتمام رسمى.
ورأى هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن هناك تشابهين مهمين جدًا بين المعرضين، فكلاهما يعدان سوقان للكتب وليسا معرضين لبيع حقوق الملكية الفكرية فقط، فضلًا عن الإقبال الشديد جدًا من الجماهير على الدخول، وقال: «لو قلنا إن مليون ونصف المليون زوار معرض الجزائر العام الماضى، مقابل ٣ ملايين زاروا معرض القاهرة، ومع التناسب في نسبة السكان، سنجد أن هذا التشابه تقريبًا قد يصل إلى حد التطابق».
ونوه إلى أن هناك اختلافات بين المعرضين أيضا، فقاعات وأجنحة معرض الجزائر مبنية بالكامل، وهو أمر مختلف جدًا فلا يوجد عارضين في الخيام، ولكن هذه القاعة المبنية لا توجد بها خدمة «الواى فاى» مثلما يوجد لدينا بالقاهرة، مشيرًا إلى أن روح المعرضين بالأساس واحدة وحتى الاختلافات بينهما هي اختلافات إجرائية ممكن أن توجد هذا العام ولا توجد العام المقبل والعكس.
وأشار إلى أن كمية الكتب المصرية المباعة في العام السابق تقول إن معرض الجزائر من أكبر المعارض التي تشهد إقبالا على الكتاب المصرى، لأن الهيئة باعت العام الماضى كما هائلا من الكتب، واليوم كمؤشر مبدئى هناك الكثير من الكتب المعروضة تم سحبها من الجناح لأن النسخ بجناح البيع نفدت، وهذ الأمر يبرهن على الإقبال القوى على الكتاب المصرى.
وأوضح أنه في اليوم الختامى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته المقبلة سيتم إعلان الجزائر ضيف شرف للمعرض عام ٢٠١٨ بشكل رسمى، وبعدها تبدأ التجهيزات المختلفة للمعرض، من حيث طباعة الكتب الجزائرية مثلما يحدث الآن مع المغرب التي ستحل ضيف شرف على معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته المقبلة، موضحًا أن تواجد مصر والجزائر كضيف شرف في معارض الكتاب بالتبادل، ليس تتويجا للعلاقات كما يظن أو يعتقد البعض وإنما بداية لعلاقة جديدة من التعاون المباشر، من خلال طبع متزامن للكتب، بحيث يكون التبادل بمثابة نقطة انطلاق.