بالرغم من الموقع الإستراتيجى الذي تتميز به محافظة البحرالأحمر، إلا أنها تعانى من الإهمال منذ قديم الأزل فلم تكن الكارثة السيول التي اجتاحت رأس غارب مؤخرا وخلفت ورائها العشرات من القتلى والمصابين والمفقودين الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة في ظل الإهمال المتعمد للمسئولين عن المحافظة.
وحاولت "البوابة نيوز" رصد أبرز 4 كوارث تعرضت لها المحافظة خلال السنوات الماضية، والتي لن تمحى من الذاكرة الشعبية للمواطنين.
- مصرع 476 في غرق العبارة سالم إكسبريس 1991
الكارثة الأولى كانت للعبارة "سالم إكسبريس" والمملوكة لشركة "سما تورز" للملاحة، والتي غرقت في 15 ديسمبر 1991 قبالة سواحل سفاجا في مصر خلال رحلة بين جدة والسويس وذلك بعد اصطدامها بحقل للشعاب المرجانية، مما أسفر عن مصرع 476 شخصًا.
إلا أن الإهمال تسبب في الكارثة، حيث تحركت عمليات الإنقاذ في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالى بالرغم من وضوح إشارة الاستغاثة، حيث تركوا أكثر من تسع ساعات كاملة معرضين للمياه الباردة والرياح العاتية، وكانت العبارة تحمل 624 راكبًا، حيث بلغ إجمالي عدد الناجين من الحادث 178 راكبًا.
- سيول الغردقة 1996 تدمر 24 برجًا كهربائيا وتقطع كل الطرق المؤدية للمدينة
كانت مدينة الغردقة شهدت في شهر نوفمبر عام 1996 سيول شديدة بدأت الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، وأدت إلى أخطار جسيمة تمثلت في غمر الطرق التي تربط مدن محافظة البحر الأحمر ببعضها والممتدة طوليًا وتلك التي تربطها عبر الصحراء الشرقية بمدن الوجه القبلي، وتم تدمير 24 برجًا كهربائيًا مما أدى إلى تعطيل محطة تحلية المياه بالغردقة، وكذلك تعطيل وصول المياه العذبة من قنا وقطع خطوط الإمدادات المختلفة ووصل ارتفاع المياه أكثر من متر ونصف ما أدى إلى حدوث خسائر في المباني والمحال والمخازن، إضافة إلى إغلاق المطار لمدة يوم.
حيث تسببت تلك الكارثة في إقالة الفريق محمد زاهر عبدالرحمن سيول محافظ البحر الأحمر، بعدما رصد المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع آنذاك حجم الخسائر التي لحقت بالمدينة.
- غرق مئات في غرق العبارة السلام 98 عام 2006
ويعد غرق العبارة السلام 98، أشد المواقف ألمًا لأهالي مدينة الغردقة حيث انتشرت الجثث على معظم شواطئ المدينة، حيث غرقت في 2 فبراير 2006 وهي في طريقها لميناء وكانت تقل على متنها 1415 شخصا من طاقم السفينة.
وأشارت التقارير الأولىة إلى أن حريقا نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة، علما أن السفينة كانت مرخصة للعمل حتى عام 2010 وإن ثبت بعد ذلك أن الكثير من العبارات والسفن المصرح لها بالعمل ينقصها الكثير من عوامل الأمان.
تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين، وتم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، ببراءة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان بلندن، إضافة إلى أربعة أخرىن انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم.
جدير بالذكر أن عدد كبير من أهالي مدينة الغردقة شارك في إنتشال جثث الغرقى، حيث تم دفنهم في مقبرة جماعية لهم بالمدينة.
- سيول رأس غارب.. مصرع 11 وإصابة أكثر من 40 شخصًا وفقدان آخرين
وتعد "كارثة طبيعية" أقل ما يوصف به الوضع في مدينة رأس غارب عاصمة البترول الأولى في مصر والتي تقع شمال محافظة البحر الأحمر، وذلك بعد أن داهمتها السيول فجر الجمعة، وخلفت وراءها عشرات من الضحايا والمصابين ومازال البحث جاريًا عن مفقودين آخرين.
الحيوانات النافقة في كل مكان، العقارب والثعابين والحشرات تهاجم الأسر، الجميع في الشارع والجميع تعبوا من محاولة إخراج مياه السيول من المنازل وجلسوا ينتظرون الفرج، والكثير رضي بقضاء الله وقدره واستمر في طرد ما خلفته السيول بمنزله.
وتشير الإحصائيات والأرقام إلى أن عدد الوفيات إرتفع إلى 11 حالة وفاة، بحسب تصريحات مستشفى غارب المركزي، كما تشير الأرقام إلى أن الخسائر والتلفيات المبدئية بلغت نحو 55 مليون جنيه، وإلى بحث الأهالي عن 11 مفقود حتى الآن.
وللمرة الأولى في التاريخ تضرب السيول مدينة رأس غارب وهو ما تسبب فى تراخى مسئولى البحر الأحمر وعلى رأسها اللواء أحمد عبدالله محافظ الإقليم ومعاونيه من الأجهزة التنفيذية، حيث لم يقوموا ببناء أي سدود بالمدينة مكتفين بالسدود التي تم بناؤها بالمدن المجاورة.
