الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى من يهمه الأمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صحيت بالأمس على ثقل فى صدرى، وعيناى تدمعان، وضوضاء شديدة مختلطة بصيحات، فتحت الباب ولهول ما رأيت كانت ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف يتصاعدان من شقة جيرانى، وهذه الشقة هى مقر لمكتب يعمل فى التصدير والاستيراد، ولم يمض وقت طويل على افتتاح هذا المكتب، ولكنى تعرفت على صاحبه وكل المحاسبين الذين يعملون به، ولأن الباب من الأبواب الحديثة الغالية الثمن والتى يدخل فى صناعتها الحديد والأخشاب، وقد أمضى كل الجيران ما يقرب من نصف الساعة فى محاولة كسر الباب حتى فتح، ولكبر السن، لم أشترك فى تحطيم الباب وسارعت بإبلاغ المطافئ، وللحق أنهم قدموا فى دقائق قليلة، ولكن للأسف بعض السكان يتركون عرباتهم فى أماكن لا تسمح لعربات المطافئ بالمرور، أمضينا وقتًا قصيرًا طويلًا فى البحث عن أصحاب هذه السيارات حتى تستطيع سيارة المرور الدخول إلى أقرب مكان إلى الشقة، الوقت القصير لأننا نعرف ملاك هذه العربات، والطويل لأن كل ثانية تفرق فى حياة من هم بداخل الشقة وفى خسارة الممتلكات، ولحسن الحظ لم يكن هناك أى أشخاص بالداخل لأن الحريق بدأ فى الساعة العاشرة مساء، وعندما دخل رجال الإطفاء بأقنعتهم وأسطواناتهم المعلقة على ظهورهم وبدأت خراطيم المياه تعمل استقر الوضع، وظهر أن السبب المحتمل، حسب رأيهم، ماس كهربائى، وللحال حضرت الشرطة وممثلو شركة الغاز والكهرباء، وقام كل منهم بعمله، وكان تعاون الشرطة أو رجال الإطفاء تعاملًا يشوبه الاحترام والاحتراف وأعلى مستويات الأداء، وتباينت آراء السكان بين من يقول هذا قدر وكان لا بد وأن ينفذ، أو أن هذه الشقة قتلت فيها سيدة، وأن من قتل لا تسكن روحه ولا تهدأ إلا إن انتقمت من قاتلها، وبين من قال بالأخذ بالأسباب واحتياطات الأمن لأن هذه الأحداث نتيجة مباشرة لإهمال الصيانة وعدم توخى الدقة والأخذ بمعدلات الأمان، والعتب الأكبر فى رأيى المتواضع والذى سوف أظل أردده هو الزحمة وعدم وجود أماكن لانتظار السيارات، ومع أن الشرطة ورجال الإطفاء حضروا فى وقت قياسى إلا أن الركنات صفاً ثانياً وأحيانا صفاً ثالثاً تعطل رجال الإطفاء، وطبعا الدقيقة بل الثانية مهمة فى هذه الأحوال، ومع شكرى لرجال الإطفاء والشرطة والغاز والكهرباء إلا أننى أعتب على السائق الذى لا يفسح المجال لسيارات الإطفاء أو الإسعاف بدعوى أن عربة الإسعاف ليس بها مريض أو جريح، بل السائق يستعمل السارينا ليصل لبيته مبكرًا، والذى يصف سيارته صفًا ثالثًا أو رابعًا لأنه لا يريد أن يسير بضع خطوات، ورأيى أننا يجب أن نتغير.