الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المأزق العربي في سوريا "2-2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعاملت الجماعة الدولية مع معطيات الأزمة السورية برفض نظام الأسد الذى لم يستجب لمتطلبات التغيير السياسى إذا جاز التعبير والذى ساد المنطقة العربية تحت ما سمى ثورات الربيع العربى، وتراوح بين التغيير السلمى والتغيير العنيف، وكان بيد بشار الأسد أن يتعامل وفق روح العصر بذكاء وينقذ نظامه من مخاطر السقوط إذا كان يضع مصالح شعبه فى اعتباره. من هنا تجلى رفض نظام الأسد فى الإصرار على إنهاك الدولة السورية المنهكة أصلا، ولم يكن هذا فى واقع الأمر إلا أن يجعل المواطن السورى يسقط ضحية مرة أخرى عندما وقع بين سندان الإرهاب الداعشى ومطرقة الضغوط الدولية فى لحظة بدا فيها لأى مراقب للأزمة السورية اختلاط كل الألوان والتيارات على الساحة السورية لدرجة أنك لم تعد تعرف من يحارب من ؟!.
أما الموقف العربى فكان من الناحية النظرية فى صف الشعب السورى لكنه من الناحية العملية لم تكن لديه المرونة الكافية خاصة لدى جامعة الدول العربية باعتبارها التنظيم الإقليمى العربى للتعاطى مع الأزمة السورية بشكل يزيل مسبباتها، ويبحث عن حلول فاعلة لها ولكننا وجدناه يلتقى مع الموقف الدولى فى نقطة التقاطع التى لا تفرق بين نظام الأسد والشعب السورى، وإن كنت أعتقد أن الحكومة السورية تتحمل قدرا كبيرا من المسئولية لأنها لم تتجاوب مع رغبة أطراف عربية عديدة من بينها مصر والسعودية فى جعل حماية الشعب السورى والحفاظ على وحدته الوطنية الهدف والمرتكز لأى تسوية سياسية محتملة.
كما أن دخول تنظيم داعش الإرهابى إلى الاراضى السورية قادما من العراق غير من الموازين وخلط بين المفاهيم وجعل البعض ينظر للمعارضة السورية على أنها هى داعش، وهنا مكمن الخطر لأن الحقيقة تمثلت فى أن دخول داعش إلى الأراضى السورية جاء نتيجة طبيعية لسقوط نظام بشار الأسد فى منحدر العناد إلى حد المقامرة بحياة شعب بأكمله ولولا ذلك لأمكن وقف المد الداعشى.
ويبقى السؤال: كيف يمكن الخروج من النفق المظلم الذى دخلت إليه الدولة السورية؟
أتصور أنه لا حل للأزمة إلا بتخلى بشار عن أطماعه السلطوية وقبوله لتسوية سياسية مع المعارضة الوطنية تنقذ البلاد، ويتم ذلك بضمانة دولية وإقليمية متمثلة فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية التى يجب أن يكون لها صوت مسموع فى حل الأزمة السورية التى هى عربية بالأساس. ونحذر من تحويل الشعب السورى إلى شعب من اللاجئين.
وكفانا ما حدث فى فلسطين لأن الخطر ما زال موجودا حتى برحيل الأسد، متمثلا فى الإرهاب الداعشى وشبح تقسيم الدولة الذى يتفق ومخططات خبيثة تحاك ليس فقط فيما يتعلق بسوريا إنما بخارطة العالم العربى ككل، وهذا هو الخطر الداهم الذى تغفل عنه حتى اللحظة إرادة الفعل العربى!!