الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الأردنية ربيحة الرفاعة لـ"البوابة نيوز": القصة الشاعرة لون أدبي مميز.. ومنتقدوها لا يستوعبون معيارها.. ومواقع التواصل الاجتماعي حولت المشهد الأدبي العربي لـ"سوق خضار"

الأردنية ربيحة الرفاعة
الأردنية ربيحة الرفاعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمعت الشاعرة الأردنية د. ربيحة الرفاعي بين الشعر والقصة؛ حيث برعت في الشعر العامودي، ولها قصائد جميلة في شعر التفعيلة، لكنها فضلت الميل إلى الشعر العربي الأصيل والقصائد التي تلزم أطر بحور الشعر الفراهيدية، وفي نفس الوقت هي من كتّاب القصة القصيرة ولها كتابات نثرية مميزة، غير أن عطاءها الشعري كان دائما أبرز وأكثر عمقا، من هنا جاء إيمانها العميق بالفن الوليد "القصة الشاعرة" ودفاعها المستميت عن هذا الجنس الأدبي الجديد، حتى أنها دأبت على المشاركة السنوية في مؤتمر القصة الشاعرة الذي يعقد بالقاهرة على حسابها الخاص.
"البوابة" حاورت د. ربيحة الرفاعي لتفتح معها "البرجل" حول الكثير من القضايا الأدبية والسياسية المعاصرة وبدأت بانتقاد من يهاجم "القصة الشاعرة" قائلة: أعتقد أن الانتقادات التي تعرضت لها القصة الشاعرة منشأها عجز لدى الناقد المنتقد للقصة الشاعرة عن استيعاب معايير هذا الفن الوليد لأنه نشأ لديه خلط بين القصة الشاعرة والشعر القصصي فالقصة الشاعرة تركيبة مختلفة تماما عن الشعر القصصي وقد يكون بينهما تلاقي في نقطة واحدة فقط وهي أن الشعر القصصي نشأ من تزاوج الشعر العمودي مع القصة والقصة الشاعرة نشأ من تزاوج القصة القصيرة جدا مع شعر التفعيلة وبما أن الاثنين تزاوج بين لون شعري وآخر قصصي فالأقل قدرة على استيعاب التزاوج بين الألوان الأدبية سهل أن يقعوا في فهم خاطيء ويتخيلوا أنهم شبه بعض.
وأضافت د. ربيحة: القصة الشاعرة بها ترميز عالي جدا والشعر القصصي به وضوح ومباشرة، ولكن لأننا في عصر التيك أواى فإننا نريد كل شيء تيك أوي والقصة الشاعرة جرعة كاملة من الإبداع وهو تميز في حد ذاته والناقد الذي لا يفهم ذلك أقل من أن يصل لمرحلة الناقد لأن هذا اللون الجديد لون أدبي صعب لا يستطيع المغامرة في خوض غماره إلا شاعر متمكن من أدواته يفهم موسيقى الشعر وإيقاع الكلمة وإيقاع النص الداخلى والخارجي ومعاني الوصل والوقف وفي الوقت نفسه لابد أن يكون قاص متمرس متمكن من ادواته يعرف معايير القصة الحقيقية وجمالياتها وقيمة البناء الدرامي والتركيب الجملي والتعبيري في النص وبالتالي فهذا الفن تحدي للشاعر والقاص الذي يعتقد أنه يملك هذين الفنين وهي لون أدبي لا يستطيع عليه الأدعياء.
وتابعت: مشكلة القصة الشاعرة أنها لم تولد على يد أجنبي وقد ترسخ لدى وعينا الجمعي على عقدة الخواجة فبعد أن خرج بودلير محطما كل مقاييس وقواعد الشعر تحت ما كان يتعاطى من مهلوسات ما يسمى بقصيدة النثر ولأنه بودلير رحبنا به رغم اعتراض قلة قليلة ولكن لأن "الفَرنجَة" هي سيدة الموقف صرنا نتباهى بذلك والقصة الشاعرة جاءت حاملة على أكتافها اسم د. محمد الشحات محمد وهو العربي مصري الجنسية الذي لا يلبس البرنيطة وبالتالي فاختراع بدون برنيطة ماذا نصنع به؟! ولذا لاقى استعداء الجميع إضافة إلى أن كبار الشعراء والقصاص استعدوا الفن الجديد لأن أي كبار قصص ليسوا من كبار الشعراء لا شأن لهم به والعكس والسبب الثالث هو الطبيعة الموجودة لدينا والخوف من المغامرة والتجريب والقادم.


وحول المشهد الإبداعي العربي قالت د. ربيحة: للأسف الشديد إنني أجد وسائل التواصل الاجتماعي أحالت المشهد الأدبي العربي إلى سوق خضار في كل شيء؛ هناك قمامة وهناك الوسط وهناك المغسول والمجفف ولذا انضرب المشهد الأدبي ولا يوجد حماية للإبداع العربي ولا للمبدع العربي؛ والأجهزة الرسمية والمعنية في المنطقة العربية متورطة في تشويه الوسط الأدبي والانحدار في مستوى الواقع الأدبي إلا الخلايجة لأنهم يصرفون الكثير ولكنهم في النهاية يطلبون الوجاهة دون النظر للكثير من الأمور التي تشغلنا؛ وعموما فإن الشمس ستطلع بلا شك وطلوع الشمس هي رسالتنا. 
وحول الثورات العربية قالت د. ربيحة: حاولت رياح الربيع العربي أن تطال الأردن ولكنها لم تفعل لعدة أسباب منها أن القيادة الحكيمة في الأردن والوعي الشعبي بتنوع منابته وقلة عددة وسهولة إفناؤه وبالمقابل فإننا استفدنا بمشاهداتنا لما حدث بالجيران العرب فما حدث بمصر ربانا وما حدث بسوريا أدبنا ويكفي أن نتطلع إلى مواطن سوري لاجيء بالأردن لا يعرف ماذا يفعل بأولاده نرجع ثلاث خطوات في مطالباتنا.
وأضافت: الشعب الأردني 7 منابت رئيسية أردنيين الأصل، فلسطينيين، أكراد، شيشان، تركمان شركس، كل ناس من منبت كلنا على بعض إذا أخرجت الضيوف العرب من مصر والعراق وغيرها ستجد الشعب كله لا يزيد على 7 ملايين نسمة وبالتالي أزمة كالتي ضربت سوريا يمكن أن تنهي علينا ولا يتبقى أحد من الشعب أصلا، والناس الذين يخططون فوق لإدارة صراع الربيع العربي يعرفون أن الأردن تتحرق بسرعة وعندما طلعوا في 14 آزار يدعون لمحاكاة ما جرى في تونس ومصر ويخططون لثورة وطلع عليهم البلطجية بالطوب والحجارة وجدنا الجيش الأردني بكل بساطة يوزع زجاجات المياه المعدنية والعصير على المتظاهرين فانكسفنا ورجعنا وهذا نوع من القوة الناعمة.
وحول جماعة الإخوان في الأردن قالت د. ربيحة: كانت قوية في الأردن ولكن ذراعها تم ليه، والوتر الديني عند المسلم يجعله منقاد كما جر الزَمار فئران المدينة ونزلو النهر كما في القصة القديمة، وهم يلعبون على خطاب الاستقطاب ولدى أتباعهم إيمان قوي بالجهاد وبالسمع والطاعة للقيادات والتزام بالتضحية لأي مشروع يطرحونه، ولكن القيادة الحكيمة تركتهم يصعدون إلى أعلى السماء وفجأة تم ضرب أعمدة الإخوان في الأردن فتم طرحهم أرضا.
وأكملت: الدين بشكل عام "أي دين كفكر" هو فكر قابل لتحويله لإجرام وقد تكون مشاريع مؤجلة ولكنها موجودة في الأديان، فالدين المسيحي طلع منه جيش الرب بكل البشاعات التي مارسها واليهودية طلع منها التلموديين وكاخ والهاجانة بكل البشاعات التي فعلوها والإسلام طلع منه داعش والقاعدة وحدث ولا حرج وعندما يقول بن تيمية وسحق "علي كرم الله وجهه" رأسه بين حجرين؛ أو "أحرق أبو بكر الرجل" وبهذا فإن البعض يمكن أن يستخلص أن الجريمة من أصول الدين على طريقة "فبهداهم اقتده
وتابعت: في عام 95 جاءت كوندوليزا رايس وأعلنت الفوضى الخلاقة من مصر وقالت إن المنطقة مقبلة على مخاض سيؤدي إلى الفوضى الخلاقة وأعطت إشارة الانطلاق لمجاميع كانت تعمل منذ عشرات السنوات في السر بتمويل من هناك وقد قرأت تصريحًا لبنت نائب بوش منذ عشر سنوات تؤكد أنه حصلت على تمويل لخلق ثورة في سوريا وهذه الخلايا كانت تعمل في السر أيضا على كيفية نهب اقتصاديات شعوبها والمشروع له نفس المنابع والتوجهات فكلما كان يطرح موضوع التطبيع مع إسرائيل كان الرد العربي موحدا يقول إنه كيان دخيل وهي دويلة على الخريطة شبه الخنجر لا يشبهنا بلغته ولا بدينة ولا بانتمائه؛ إذن فالحل يكمن في أن يتحول محيط هذا الكيان إلى كيانات شبهه، بأن تقوم دويلة صغيرة في حجم دويلة إسرائيل لداعش وسوف يعلنوها قريبا وتكون في الذاكرة الإنسانية كما قام تأسيس إسرائيل بسفك الدم الفلسطيني سيتم تأسيس داعش بسفك الدم العربي وستكون كيانًا بتركيبة من كل الدول العربية والغربية ولا ينتمي عرقيا للمنطقة وسنجد الصوت المسيحي يقول إننا في خطر ويجب أن نؤسس دويلة مسيحية في مصر وأخرى في سوريا وسنجد الصوت الكردي يطالب بنفس الأمر وهكذا تتحول المنطقة كلها إلى دويلات لا يربطها أي شيء لا الدين واحد ولا العرق واحد وسط حالة استيراد الأعراق من الخارج ولا اللغة واحدة فالكردي سيغلب لغته في دولته والتركماني كذلك وتتحول المنطقة كلها إلى دويلات شبه إسرائيل منشأها وتركيبتها عرقيا غير متجانسة وسيتلاشى العرق العربي من الأساس وساعتها سيكون التطبيع مع إسرائيل أمر طبيعي وسط كل الكيانات الدخيلة.
وأردفت قائلة الحضارة العربية في خطر كبير؛ وإذا لم نتحرك كنخب ثقافية على مستوى الوطن العربي كله فإننا نستحق أن تنتهي الحضارة العربية للأبد، لأن الحضارات التي تعجز من أن تخلق من أبنائها من يحميها ويمكنها من أن تواجه الحضارات المنافسة، فالفناء أولى بها وتستحق أن تباد كما أبيدت حضارات كثيرة من قبل فمسئوليتنا أن نحميها ونتحرك بكل قوتنا للعمل على ذلك.