الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كتائب أهل الشر.. إخوان ومواقع إلكترونية وصحف وبرامج شو.. أهدافهم سوداوية وبرامجهم تآمرية.. مراقبون: ينشطون في الظلام.. ونفسيون: مرضى ويعانون من خلل وطني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هم أصدقاء الشيطان، خلفاء إبليس على الأرض، حلفوا على الفتنة وسعوا لخراب البلاد والعباد بطرق وبوسائل مختلفة ومختفية، جميعهم اجتمعوا على قلب خائن واحد، شكلوا مجموعات أشبه بالكتائب، تصدرهم جماعة الإخوان ودعمهم مواقع إلكترونية وصحف وبرامج شو، أهدافهم بحسب ما هو معلن "سوداوية" وبرامجهم "تآمرية"، في الغالب ينشطون في الظلام، تحركاتهم صامتة وقلقة تكشف عن ضعف ومرض وحالة متأخرة من الخلل الوطني وفق التوصيف النفسي.
واقع الأمر أن خطاب الرئيس السيسي الأخير أمام مؤتمر الشباب في شرم الشيخ، حمل دلالات قوية ومؤشرات على إصراره على مواجهة هؤلاء، وكرر الحديث عن "أهل الشر" وتربصهم بالوطن، رآه عدد من المحللين النفسيين والسياسيين رسالة واضحة تحمل في طياتها ثقة كبيرة من جانب رأس القيادة السياسية.
لم تكن إشارة الرئيس إلى "أهل الشر" في خطابه أمام مؤتمر الشباب هي الأولى، بل سبق واستخدم ذلك المصطلح عدة مرات منذ 30 يونيو، وقد فسر تجهيله لهم وعدم الإفصاح عنهم بالاسم بـ"المقصودة" لتجاهلهم والسبب أن الشعب المصري يعرفهم جيدا بحسب كلامه، ويعلم أهدافهم التي تصب في الإساءة لمصر شعبا ودولة في محاولة لعرقلة مسيرتها.
قطعا لن ننسى ما قاله "السيسي" في لقاء "الأسرة المصرية" بقصر الاتحادية، ورغم أنه لم يتم التصريح بمَن المقصود بهذا الوصف، غير أن الإشارة بهذا التعبير، اختلف استخدامها بين التعقيبات المتباينة على الأحداث والمواقف، من وصف الجماعات الإرهابية إلى المشككين، وكانت الرسالة الذهنية الأولى التي تصل للمصريين فور الحديث عنهم أنه يقصد الجماعات الإرهابية ومواجهتها، نتذكر خطابه بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس 2015، حيث قال إن قوات الجيش تصدت للإرهابيين "وسنظل نحارب الإرهاب وهذه القوى من أهل الشر للانتصار عليها"، وخلال احتفالية إطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع بنك المعرفة، أشار إلى دور الجيش والشرطة في حماية الوطن من "أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضى والعنف في أرضنا الطيبة".
اللافت في ذلك أن التعبير ظل مرتبطا في أغلب الأحوال بالوقائع المرتبطة بالدماء، حال اغتيال النائب العام هشام بركات، حين اعتبر أن مقتله، يحمل رسائل من "أهل الشر" إلى ملايين الشعب الذين خرجوا في 30 يونيو، كما قال في حديثه لرجال الشرطة والجيش في 4 يوليو 2015، وكذلك المواقف التي يلزم بها التوضيح، فيما يتعلق بأرقام خاصة بمشروعات، أو ما حققته الحكومة.
ذكر "أهل الشر" أتى أيضا توضيحا لعدم الإفصاح عن الأمور، أو فعل هذا في أضيق الحدود، وهو ما حدث في مايو 2015، أثناء الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء حين قال "أنا مش عايز أقول كل حاجة بالتفصيل وبقول الأرقام بشكل سريع علشان أهل الشر"، وأيضا خلال تعقيبه على حادث إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 إذ قال "أهل الشر بيحاولوا يعرقلوا كل النجاح اللي مصر حاولت تعمله".

وفي نقلة جديدة استخدم الرئيس نفس المصطلح خلال لقائه بممثلي عدد من النقابات ومجلس الشعب والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وقد أعطى وصف "أهل الشر" منحنى جديدا، إذ عبر به "السيسي" عن المشككين في القرارات الحكومية والرئاسية من "مشروع أو اتفاقية أو قضية" حسب قوله.
وجاء تفصيل أكثر عن "أهل الشر" في الحديث عن قضية اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ومقتل الشاب الإيطالي ريجيني، حين ذكر "الكتائب الإلكترونية" على مواقع التواصل الاجتماعي، وما عبر عنه بقوله "ده في ناس بتطلع الميكروباصات والأتوبيسات وتطلع تقول الحكاية كذا" مشيرا إلى أن هؤلاء يعملون على تفتت الكتلة الصلبة من المجتمع المصري.
هنا وصف عدد من خبراء التحليل النفسي لكلام الرئيس بـ"الجرأة" وقالت د. "سميحة نصر" خبيرة علم النفس والأستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية أن استخدام الرئيس لعبارة "أهل الشر" ينم عن ثقة شديدة، وقدرة على المواجهة مع تلك الفئة التي تريد الشر بمصر، وإصراره على فضحهم وكشف مخططاتهم لجموع المصريين حتى يحذروهم.
ونوهت "نصر" إلى أن ذكر الرئيس لأهل الشر جملة دون تفسير أو ذكر أشخاص أو حتى جماعات هو أولى بالتفكير والخوف من المصير السيئ، حتى إن كل من تسول له نفسه سواء بالفعل أو حتى بالتفكير مجرد التفكير بالإضرار بالوطن يراجع حساباته، ورسالة الرئيس إليهم يلخصها المثل الشعبي الذي يقول "اللي على رأسه بطحة يحسس عليها".
وشدد د. "جمال فرويز" خبير الطب النفسي أن الإشارة إلى كتائب أهل الشر في عدة مناسبات له مغزى واضح ومفهوم من قبل الرئيس، وهو إصراره على المواجهة فلم تكن مرة واحدة أو اثنتين بل مرات عديدة يذكرهم دون مواربة أو تردد، وهو ما يشير إلى أنه عازم على مواجهتهم بكل ثقة وإصرار، واصفا اياهم بـ"المرضى النفسيين" قائلا إنهم يعانون من خلل وطني.
ومن جانبه أوضح د. "فرج عبدالفتاح" الخبير الاقتصادي والقيادي بحزب التجمع، أن إشارة الرئيس إلى تلك الفئة الضالة التي حادت عن مصلحة الوطن وتنفذ وتروج لمخططات تسعى لتقويض دعائم الاستقرار والأمن، تنم عن رغبة شديدة في التصدي لها والقضاء عليها، إذا لم تتوقف عن محاولاتها المتكررة ولم يكتف فقط بالتهديد بشكل عابر لكن يصر على توجيه رسالة واضحة لهم بما يؤكد أنه يعلم الكثير عنهم وعن تحركاتهم، وأنه قادر على ردعهم، وأنهم مهما فعلوا فالدولة قادرة وتملك الكفاءة في أن تضعهم في حجمهم الحقيقي، مشيرا إلى أن ذكر الرئيس لهم بشكل متوالٍ إنما رسالة تحذيرية أتت بعض ثمارها فهناك مجموعات منهم أدركت الحقيقة وعادت إلى الصواب، ولعلنا نتوقف أمام ما حدث لبعض المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية وقد راجعوا مواقفهم وأعلنوا توبتهم، وهذا لا يمنع أن هناك أيضا من التحق بركاب أهل الشر مؤخرا فهناك جماعات تدخل وأخرى تخرج، لافتا أن حصارهم مستمر.