رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وفاة أحزاب الحاشية.. بوادر تأسيس ظهير شعبي للرئيس.. الشباب يقود المهمة بإشارة رئاسية.. وساسة: وجوده ضرورة.. وجامعيون: لا مانع من استحضار "منظمة شباب الستينيات" بدون سلبيات

 مؤتمر الشباب المنعقد
مؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحالة في مصر "ت" تفاؤل، مؤتمر الشباب المنعقد حاليا في شرم الشيخ يحرك المياه الراكدة في مصر، يشعل حماسا جديدا على المستويين الشعبي والسياسي ويعلن وفاة أحزاب الحاشية مثل "الحزب الوطني" ويكتب شهادة ميلاد جديدة لظهير شعبي وسياسي للرئيس يقوده الشباب، الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق صافرة البدء بنفسه حين سئل عن الظهير السياسي ورد نصا: "من الممكن وجود تنظيم شبابي لدعم مصر"، ساسة رأوا في الأمر ضرورة، وأكدوا أنه لا مانع من استحضار "منظمة شباب الستينيات" بدون سلبياتها فيما تفاءل حزبيون وقالوا: "الآن نطوي صفحة الحزب الوطني المظلمة".

الدكتور "محمد حسين" الخبير السياسي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، عبر عن تفاؤله بعقد مؤتمر شرم الشيخ ولقاء الرئيس بالشباب، مشيدا باهتمامه بهم قائلا: "إنها ليست المرة الأولى وهو ما يجب تكراره من آنٍ لآخر"، منوهًا إلى أن الرئيس في تلك المرحلة وبحسب شهادات كثير من المؤيدين له، أنه يعمل بمفرده ولن يجد أفضل من الشباب بطاقتهم وأعدادهم الكبيرة، الذين يمثلون 60% من المصريين، ليكونوا الظهير السياسي لدعم مصر.
وأشار الخبير السياسي إلى أن هناك حاجة بالفعل لوجود ظهير سياسي للرئيس وليس بالضرورة أن يقتصر على الشباب لكن لا مانع أن يكونوا نواة حزب سياسي مناصرا له في الفترة الحالية والمقبلة، ولنا أن نستحضر نموذج "منظمة الشباب" لجمع الآلاف منهم في إطار سياسي واحد ومجمع لكن بعيدا عن سلبيات منظمة الشباب، فليس من اللائق الآن أن تكون مهمة الشباب كتابة التقارير في من حولهم أو زملائهم، مشددا على ضرورة تنويع نماذج الشباب الذين يلتقون بالرئيس، على أن يكونوا من مختلف طبقات الشعب وفئاته وثقافاته من الريف والمدن والمناطق الشعبية، ولا مانع في أن يرشحهم أستاذة الجامعات لاختيار عناصر واعية يليقون بلقاء الرئيس.
وطالب "حسين" بأن يتم تعميم فكرة اللقاء بالشباب ولا تقتصر على الرئيس فقط لكن يمكن أن يلتقي أيضا رئيس الوزراء بمجموعة بشكل دوري وكذلك الوزراء والمحافظين ومختلف المسئولين وهو ما يدمج الشباب مع المجتمع ويجعلهم مشاركين في الحراك السياسي ويلبوا نداء الوطن في أي مرحلة، كما يطلب من الشباب المشارك في المؤتمر أن يقوموا بالتواصل بشباب أخرين بعد انقضاء المؤتمر لتستمر حلقة التواصل بين الدولة والشباب.

وأيد الباحث السياسي "الفريد وجيه سيدهم" وجه النظر السابقة بقوله، أنه بغض النظر عن المسيات والأشكال أو حتى الأطر السياسية لكن المهم أن لقاء الرئيس بالشباب بإدرة أمل وفرصة يجب أن تتكرر بشكل دوري لمعرفة توجهاتهم ومشاكلهم وما يدور في عقولهم وطموحاتهم، لافتا إلى أن هذا بطبيعة الحال سيبعث شعور طمأنينة للجميع ويمثل قدوة من الرئيس لمختلف المسئولين من وزراء وأعضاء برلمان ومحافظين، وهو ما يجب الاهتمام به على مستوى الفعل وليس اللقاءات الجماهيرية والحشد فقط.
ونبه "سيدهم" إلى أن هناك حاجة ماسة في تقليص الفجوة بين الشباب وقيادات الدولة من وزراء، حيث يجب زيادة أعداد معاوني الوزراء من الشاب والمستشارين، وكذلك وضع مزيد من التسهيلات لفتح مشروعات صغيرة وتوفير فرص عمل تفعل مشاركة الشباب في المجتمع على الجانبين السياسي والاجتماعي وتابع سيدهم "إن حدث ذلك فسيكون نواة حقيقة لأي تجمع مستقبلي قد يكون في شكل حزب أو منظمة سياسية تجتمع على قلب رجل واحد "، وشدد "سيدهم" على ضرورة تفادي مساوئ التجارب الحزبية السابقة مثل الحزب الوطني حتى لا تضر بصورة الرئيس وكذلك ما كان يحدث في الحقبة الناصرية.

وأكد د. سعيد صادق" أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية أن لقاء الرئيس بالشباب من آنٍ لآخر هو شيء إيجابي، ويحمل رسائل عديدة للداخل والخارج في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، مفادها أن الشباب هم عماد التنمية، ولا يمكن أن تعود عجلة الإنتاج بدون الاعتماد على مقدرات الشباب، مشير إلى أن هناك طول الوقت ظهيرًا شعبيًا للرئيس وليس في حاجة؛ لأن تظهر نداءات لجعل الشباب بذرة لقوة مؤيدة للرئيس؛ لأنه في حاجة لتأييد كل فئات الشعب وشرائحه مع العلم أن الشباب يمثلون غالبية المصريين، وهم أهم زاوية في إدارة المرحلة.
ورفض "صادق" الحديث عن إعادة ما كان يحدث فترة الستينيات ببرامجها وأجندتها السياسية مع اختلاف الأبعاد الاجتماعية للمرحلتين والمعطيات الاقتصادية والسياسية، فلا يمكن أن نتصور أن تعود منظمة الشباب، أو حتى الحديث عن حزب تكون بذرته من الشباب لأن هناك ما يقرب من 130 حزبا الآن، معظمهم غائبون لا أحد يعرف عنهم شيئًا، فالعبرة فيما يحدث على الأرض وليس في برامج الأحزاب.
ووجه أستاذ الاجتماع السياسي نصيحة للرئيس بضرورة إيجاد مشروعات كبرى تلهم حماس الشباب يبدأ في تنفيذها فورا لجمع الشباب حوله تماما مثلما حدث في مشروع قناة السويس، فيما رحب عدد من القيادات الحزبية بفكرة الظهير وقالوا: إذا تمت الفكرة بالشكل المعلن سنقول وقتها:" الآن نطوي صفحة الوطني.. وداعًا لأحزاب الحاشية والمصالح ".