أكد المشاركون في جلسة تأثير الإعلام والرأي العام في صناعة السياسة التي عقدت اليوم الأربعاء في إطار المؤتمر الوطني الأول للشباب، المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ، على ضرورة تأسيس مراكز مستقلة ومحايدة لقياس الرأي العام، تعمل بأسس علمية وبأساليب حديثة ذات مستوى عالمي، للتعرف بدقة على اتجاهات الرأي العام في مصر في مختلف القضايا الجماهيرية والاقتصادية والسياسية والعالمية.
وقال المشاركون في الجلسة ومن بينهم مجموعة من شباب الأحزاب وخبراء الإعلام والناشطين السياسيين، إن تعريف الرأي العام يتمثل في تشكيل رأي يتجه إلى تحقيق مصلحة أو رخاء مجتمع ما، ولا يتطلب وجود تحرك جماهيري لتحقيق هذه المصلحة، وأشاروا إلى أن كل صناع القرار في الدول الديمقراطية يسعون باستمرار إلى معرفة اتجاهات الرأي العام عن طريق الاستطلاعات، بسبب الرغبة في ضمان رضاء الرأي العام عن أداء النخبة الحاكمة مما يسهم في نجاح أية قيادة سياسية في العالم، وكلما زادت قوة الرأي العام زادت الديمقراطية قوة.
وتطرق النقاش إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في التعبير، حيث لجأ إليها المواطنون باعتبارها وسيلة ليس عليها رقابة أو حذف أو إضافة مثل وسائل الإعلام التقليدية، حيث يمكن لأي فرد أن تكون له وسيلته الإعلامية الخاصة، وأنه رغم أن هذه الوسيلة بدت إيجابية في البداية فإنها أدت إلى أن يصبح الرأي العام جزء من المشكلة وليس الحل، حيث أسفرت عن حدوث خلافات وانقسامات مجتمعية، لأن الحقائق تكون أحيانا غائبة وأحكام المستخدمين لها متعسفة، ولو لم يتوافر الحياد والنضج السياسي بين المواطنين ولم يكن الخطاب الإعلامي في هذه المواقع موجها إلى هدف إيجابي فلن يتشكل رأي عام قوي.
وطالبوا بوضع ميثاق شرف إعلامي كنوع من التنظيم والضبط الذاتي بشكل طوعي، مع إعادة الاعتبار لوسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا " بدلا من أن تكون سببا لإثارة الفوضى والتشويش في المجتمع، ووسيلة للاستهجان والسخرية، مشيرين إلى أن الدول الأوروبية المتقدمة تدعم الإعلام العام باعتباره وسيلة للتنوير والمعرفة.