الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موسيقى هيلاري كلينتون الراقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شكرًا لله على «ويكيليكس».
أعترف، أننى بدأت أتساءل عما تمثله هيلارى كلينتون فى الحقيقة، وأعنى هيلارى التى لا يمكن للمرء رؤيتها وراء الأبواب المغلقة. ولكن الآن، وبفضل موقع «ويكيليكس»، سنحت لى الفرصة لمتابعة خطاباتها إلى «جولدمان ساكس» وغيره من المصارف، ولقد تأكد اقتناعى أكثر من أى وقت مضى بأنها يمكن أن تكون الرئيس الذى نحتاج إليه اليوم.
وبكل جدية، فإن هذه الخطابات عظيمة للغاية! إنها تعكس الشخصية صاحبة الرؤية، والمنهج العملى لتنفيذ الأمور، والغريزة السليمة لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى تعزيز قدرات شبكات الأمان الاجتماعى لدينا مع إطلاق نخبة رجال الأعمال الأمريكيين لخلق مستوى النمو المطلوب للمحافظة على استدامة البرامج الاجتماعية.
ولأجل ذلك فإننى أشكر فلاديمير بوتين للكشف عن الآمال الحقيقية للحكم لدى هيلارى كلينتون. كنت أود لو أن الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون تستمر وتبنى من خلالها الأسس الراسخة لما تؤمن به وتعتقده. إننى أؤيد «ويكيهيلارى».
لماذا؟ دعونا نبدأ بما يقوله موقع «ويكيليكس» على لسان هيلارى فى فعالية بنك إيتاو البرازيلى فى مايو عام ٢٠١٣: «أعتقد أنه يجب أن تكون هناك خطة منسقة لزيادة التجارة.. وعلينا أن نقاوم الحمائية، والأشكال الأخرى من العوائق للوصول إلى الأسواق وإلى التجارة».
كما قالت أيضًا: «إن حلمى هو سوق مشتركة فى نصف الكرة الغربى، مع التجارة الحرة والحدود المفتوحة، وأن تكون الطاقة فى المستقبل خضراء ومستدامة بقدر ما يمكننا الحصول عليها، وتعزيز النمو والفرص لكل الأشخاص فى نصف الكرة الغربى».
إن كلامها هذا كمثل الموسيقى الراقية فى أذنى. نصف الكرة الغربى حيث تتبادل الدول التجارة مع بعضها، وحيث يمكن لكثير من الناس التعاون والتفاعل للعمل والدراسة والسياحة والتجارة، فى المنطقة التى من المرجح أن تزدهر وتنمو مع عدد أقل من الصراعات، لا سيما إذا كان المزيد من هذا النمو قائمًا على الطاقة النظيفة.
دعونا نقارن بين نصف الكرة الغربى أو الاتحاد الأوروبى أو الدول التجارية الآسيوية بالشرق الأوسط على سبيل المثال (حيث القيود الكثيرة المفروضة على تدفقات التجارة والسياحة والعلوم والمعرفة والعمالة بين الدول وبعضها)، ورؤية هيلارى كلينتون إذا ما أصبحت حقيقة واقعة.
وفى خطاب لها أمام مجموعة «مورجان ستانلى» بتاريخ ١٨ إبريل عام ٢٠١٣، أشادت «ويكيهيلارى» بخطة سيمبسون باولز لتخفيض العجز، التى شملت إصلاح قانون الضرائب من أجل زيادة الاستثمارات وريادات الأعمال ورفع بعض الضرائب وتقليل بعض الإنفاقات والاستحقاقات حتى تكون أكثر استدامة.
ويمكن للشكل النهائى لتلك الصفقة الكبرى أن يتخذ صورًا عدة، كما قالت هيلارى كلينتون، ولكنها شددت خلف الأبواب المغلقة حين قالت: «إن خطة سيمبسون باولز تضع الإطار الصحيح. بكلمة أخرى، علينا تقييد الإنفاقات، وعلينا أيضًا الحصول على العائدات المناسبة، ويجب فى الوقت ذاته أن نزيد من تحفيز النمو. فهى خطة ثلاثية الأجزاء».
وإنها على حق. فنحن لن نخرج من هذا الروتين الاقتصادى، ونعمل على حماية الأجيال المقبلة، ما لم تتبادل الشركات، والقطاعات الاجتماعية، والديمقراطيون والجمهوريون الأخذ والعطاء فيما بينهم، وذلك بالضبط ما تدور حوله تسريبات «ويكيهيلارى».
وفى خطاب إلى «جولدمان ساكس» فى أكتوبر عام ٢٠١٣، بدت السيدة كلينتون تشير إلى ضرورة إعادة النظر فى اللوائح المفروضة على البنوك بموجب قانون دود فرانك لإصلاح «وول ستريت» وقانون حماية المستهلك، الذى صودق عليه من جانب الكونجرس فى عام ٢٠١٠. وكانت فكرتها تدور حول عدم التخلص من القواعد الموضوعة، ولكن التأكد من أنها لا تفرض الأعباء غير الضرورية التى تحد من الإقراض على المشروعات الصغيرة والشركات الناشئة. وكما قالت السيدة كلينتون وقتها: «لا بد من بذل المزيد من التفكير حيال تلك العملية، والمعاملات، واللوائح، حتى لا نتعمد قتل أو تشويه ما يعمل وينجح، ولكن نركز جهودنا على الطرق الأكثر فعالية للمضى قدمًا مع القدرات العقلية والقوة المالية الموجودة هنا». ومرة أخرى فإنها على حق تمامًا. ويمكن أن تجد «ويكيهيلارى» أو مساعديها يتأملون «ضريبة الكربون»، وما إذا كان ينبغى تأييدها من عدمه، كما فعل بيرنى ساندرز. ولقد اختارت ألا تفعل الآن، ربما حتى تتجنب هجمة جديدة من جانب الجمهوريين، مع الدعوة لضريبة جديدة فى حملة الانتخابات العامة، ولكننى على ثقة من أنها سوف تجعل من تسعير الكربون جزءًا من سياستها المناخية. عندما أقرأ «ويكيهيلارى»، فإننى أستمع إلى سياسية ذكية، وعملية، ومن تيار يسار الوسط، التى تميل نحو العمل مع كل من مجتمع الأعمال والجمهوريين من أجل أن تسير بأمريكا نحو التوسع فى التجارة والأعمال الحرة والاندماج فى الاقتصاد العالمى، فى حين تعمل على مضاعفة الجهود للتخفيف من أعباء العمال الناجمة عن سلبيات هذه السياسات.
الترجمة نقلًا عن الشرق الأوسط