الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أشهر حالات الهروب من السجون المصرية.. "وادي النطرون" و"القطا" أكبرها بعد اندلاع ثورة يناير ووفاة "البطران".. و"المستقبل" آخرها بعد استشهاد "الحسيني".. و"أبو زعبل" و"المرج" ضمن القائمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد قضية هروب المساجين من السجون وأقسام الشرطة من أخطر القضايا التي تواجه الأمن الداخلى، وقد تجلت خطورتها بشكل واضح في أعقاب ثورة يناير لما تبع هروب المساجين من حالة من الهرج والعنف والسرقات، علاوة على هروب عدد كبير من المنتمين للجماعات التكفيرية، وتكرر الأمر خلال الشهور الماضية ما بين محاولات اقتحام وهروب من أقسام الشرطة والسجون للمساجين السياسيين والجنائيين.
البوابة نيوز تستعرض أشهر حالات الهروب من السجون المصرية:

هروب مساجين من سجن الإسماعيلية:
أحبطت الأجهزة الأمنية بالإسماعيلية محاولة هروب مساجين من سجن المستقبل، وأصيب شرطي بطلق ناري.
قررت النيابة العامة بالإسماعيلية إخلاء سبيل مساعد مدير أمن الإسماعيلية للوحدات، وحبس مأمور سجن المستقبل ورئيس مباحث السجن 4 أيام على ذمة التحقيق، وذلك عقب استلامها لتحريات الأمن الوطني والأمن العام.
وكشف المتهم عوض الله موسى على، الذي تم القبض عليه عقب هروبه من سجن المستقبل بالإسماعيلية، ضمن الـ 6 متهمين الهاربين، أمام النيابة العامة، تفاصيل عملية هروب المساجين الستة، وأكد أن وراء عملية الهروب مخبر سرى تابع لإدارة الترحيلات بسجن المستقبل، وأن المساجين الهاربين اتفقوا مع المخبر قبل أيام من واقعة الهروب على إدخال عدد 3 قطع سلاح، بنادق آلية وذخيرة، إلى العنبر المقيمين فيه.
وأشار المتهم إلى أن الشرطى نجح في إدخال السلاح المطلوب بعد أن حصل على الذخيرة عن طريق أقارب المتهمين خارج السجن، وأخفى المخبر السلاح داخل سيارة الترحيلات، مقابل حصوله على مبلغ مالى قدره 100 ألف جنيه.
وأضاف المتهم في أقواله أمام النيابة، أن المخبر سهل للمتهمين الخروج من السجن بعد أن أطلقوا وابلا من الرصاص على البوابات، وأفراد التأمين، حتى تمكنوا من الخروج من السجن، والتوجه إلى أحد المناطق النائية بجوار السجن.
وقال مصدر قضائى إن الضباط المتحفظ عليهم يواجهون تهم الإهمال الجسيم، والإهمال في تأدية وظائفهم، مما ترتب عليه دخول أسلحة نارية وذخيرة إلى السجناء ساعدتهم في عملية الهروب من سجن المستقبل.
وكان سجن المستقبل قد تعرض لمحاولة هروب جماعى والأجهزة الأمنية أحبطت المحاولة بينما هرب 6 من المساجين بينهم تكفيريون وجنائيون تم القبض على أحدهم عقب هروبه بمنطقة أبو صوير البلد.
وأصيب شرطى أثناء عملية الهروب، كما توفى مواطن من قرية الواصفية تصادف وجوده أثناء مطاردة الأجهزة الأمنية للهاربين، وأصيب الرائد محمد الحسينى رئيس مباحث مركز أبوصوير بطلق ناري في الرأس أثناء مطاردة سيارة ربع نقل كان بها مساجين هاربين، واستشهد الضابط متأثرا بإصابته.

الهروب الكبير من سجن وادي النطرون
في اليوم الثالث لثورة 25 يناير عام 2011 بمصر شهد سجن وادي النطرون شديد الحراسة أكبر عملية هروب جماعي للمساجين، وكان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وأكثر من 45 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث استخدم المقتحمون اللوادر والكراكات والبلدوزرات الضخمة في هدم أسوار السجن وإطلاق سراح آلاف السجناء، وهي القضية التي حوكم فيها مرسي ورفاقه تحت اسم "الهروب الكبير من وادي النطرون" وصدرت فيها أحكام بالإعدام والمؤبد على المتهمين.
جاء ذلك عقب إعلان وسائل الإعلام عن مقتل اللواء البطران رئيس مباحث السجون، وهروب السجناء بسجنى الفيوم وأبوزعبل- اشتدت حالة العصيان داخل السجون، حيث قام المساجين في الـ4 سجون بإحداث تلفيات في الغرف والعنابر، مستخدمين أجهزة الإطفاء الموجودة بكل غرفة، وتمكن بعضهم من التسلل إلى خارج تلك الغرف والوجود في ساحات التريض من خلال فتحات التهوية، التي نزع سياجها، وعلى الرغم من محاولة إدارة كل سجن السيطرة على هؤلاء المساجين، فإن الأمر تزايد سوءًا عند قيام بعض المساجين بمحاولة كسر الأقفال الخارجية، الخاصة بالعنابر.
وداهمت مجموعة من الأفراد يرتدون جلابيب بيضاء وملثمين الأسوار الخارجية للسجون، حيث تمكنوا من هدم البوابة الرئيسية للسجون باستخدام «لودر»، كما أطلقوا النيران بكثافة على الأبراج الأمامية لمنطقة السجون الـ3.
وانطلقت تلك المجموعات المهاجمة لتلك السجون، متجهة إلى سجن ملحق ليمان وادى النطرون، المعتقل بداخله عدد من المساجين السياسيين من ذوى التوجه السلفى، حيث تبادلوا إطلاق النار مع الأبراج المحيطة بذلك السجن، مستخدمين أسلحة آلية ومدافع جرينوف محملة على سيارات نصف نقل، وتمكنوا من السيطرة على ذلك السجن وإخراج من به من معتقلين، بعد نشر السياج الحديدى والأبواب المصفحة بالمناشير الكهربائية.

وفاة البطران:
ثبت في أقوال ضابط القوات المسلحة، المكلف بتأمين سجن القطا، أن السجن تعرض لهجوم خارجى وتعاملت معه القوات المسلحة، ونجحت في صده، كما شهد 3 من أصحاب المزارع المجاورة للسجن أنهم نجحوا في رد مجموعات مسلحة حاولت التوجه للهجوم على السجن واقتحامه لتهريب أبنائهم.
يذكر أن الوضع الذي شهدته اللجنة من حالة الانفلات الأمنى بسجن القطا، وهياج المساجين وعدم انصياعهم للتعليمات الأمنية، يتنافى مع وجود مخطط لتهريب المساجين في هذا السجن، لا سيما أن الثابت عدم هروب أي مسجون منه، بل وفاة قيادة أمنية بداخله أثناء أحداث تمرد المساجين، وهو اللواء محمد البطران رئيس مباحث السجون، الذي شهد زملاؤه وممثلان عن السجناء أنه توفى أثناء محاولة خروج سجين وراءه للهرب، فتم إطلاق النار نحوهم فقتل عدد منهم، كان من بينهم اللواء محمد البطران.
ونجحت الشرطة في إجهاض محاولات هروب السجناء في 15 سجنًا، (القطا، دمنهور، طرة، الزقازيق، شبين الكوم).
اشهر السجون التي تعرضت للهجوم في ثورة 25 يناير
أبوزعبل شديد الحراسة، وأبوزعبل العسكري، سجن المرج، وملحق وادى النطرون، وليمان 430 بوادى النطرون، وليمان 440 بوادى النطرون، وسجن 2 الصحراوى، وسجن الفيوم، وسجن قنا، كما تعرض سجن برج العرب وليمان برج العرب لهجوم مسلح من خارجهما، وتم صده دون هروب سجناء، وحدثت أعمال شغب وتمرد من المسجونين بقصد الهروب، وتم إجهاضها في سجون «ليمان طرة والقاهرة وعنبر الزراعة والاستقبال والاستئناف والقطا الجديدة والحضرة والمنصورة وشبين الكوم والزقازيق والمنيا وأسيوط والوادى الجديد».

إحصائية تقصى الحقائق حول عدد السجون والهاربين منها:
عدد السجون في جميع ربوع الدولة 41 سجنًا، وهرب السجناء من 11 سجنًا فقط بنسبة 26%، هي سجون أبوزعبل «4 سجون»، ووادى النطرون «4 سجون»، والمرج والفيوم وقنا. 
2- لم يهرب مسجون واحد من سجون القاهرة، «طرة 4 سجون»، وسجن الاستئناف بباب الخلق، وهى الأقرب إلى مواضع الأحداث بميدان التحرير.
3- ثبت بمعاينة منطقة سجون أبوزعبل تعرضها لهجوم خارجى مسلح، تظهر آثاره واضحة في الأعيرة النارية المطلقة على بوابة السجن الرئيسية، وعلى السور الشرقى المجاور لسجنى أبوزعبل 1 و2، كما تظهر على هذا السور وجود آثار لإطلاق أعيرة ثقيلة «جرينوف أو متعدد».
4- ثبت استعمال نوع من الذخيرة لا يُتداول في محيط قوة الشرطة والجيش في الهجوم على سجن أبوزعبل، «طلقات سلاح آلى خضراء اللون» تم التحفظ على بعض فوارغها أثناء المعاينة، وكذا على فوارغ طلقات آلية ذات أعيرة أعلى. 
5- شهد الدكتور سعيد محمد عبدالغفار، المقيم بالاستراحة المجاورة للسجن، بوجود هجوم مسلح من الناحية الشرقية باستخدام أسلحة آلية، بمعرفة مجموعات من البدو، وصياح بعضهم بالدعاء لحماس. 6- ثبت وجود هدم بسور السجن من الناحية الشرقية، وهدم بعض أجزائه من الخارج، باستخدام معدة بناء «لودر».
7- ثبت أن سجون أبوزعبل تضم المحكوم عليهم بأحكام جنائية، من أهالي منطقة شمال وجنوب سيناء. 
8- ثبت بأقوال ضباط منطقة سجون أبوزعبل تعرضهم لهجوم مسلح خارجى، واكبه حالة هياج داخلى من السجناء، وتحطيم أبواب وحوائط السجن باستخدام طفايات الحريق الكائنة بداخل كل زنزانة، وهو ما جرت معاينته من آثار للتلفيات يتصور حدوثها وفقًا لهذه الرؤية. 
9- ثبت وجود 5 مساجين من حركة حماس بسجن أبوزعبل 1، إضافة لـ24 آخرين من ذات الحركة ومن خلية حزب الله بالسجون التي اقتحمت، ونشرت وسائل الإعلام سرعة وصولهم إلى ديارهم خارج البلاد، بعد الهرب بساعات قليلة، بما يؤكد التخطيط لتهريبهم عن طريق الهجمات الخارجية على السجون. 
ورصد التقرير نجاح قوات الشرطة في إبطال محاولة اقتحام 15 سجنًا، من بينها سجنا دمنهور والزقازيق.
وأوضح بيان قطاع مصلحة السجون أن عدد المساجين الهاربين خلال الأحداث بلغ 23710 سجناء، عاد منهم 14727 سجينا، ويتبقى هاربا 8498.

جهود الداخلية لضبط الهاربين:
واستمرارًا لجهود وزارة الداخلية، تمكنت خلال الآونة الأخيرة من إلقاء القبض على 21 ألف هارب، ممن تمكنوا من الهرب من السجون خلال أحداث ثورة 25 يناير، وذلك من خلال حملات مكثفة بالتنسيق مع قطاع مصلحة السجون، وقوات الأمن المركزى ومديريات الأمن بالمحافظات.
أكد اللواء سيد شفيق، في تصريح سابق له بوسائل الإعلام، أنه تم القبض على 95٪ من المساجين الهاربين، وتمت إعادتهم للسجون مرة أخرى، وأن قوات الشرطة نجحت في القضاء على الكثير من العناصر الإرهابية التي هددت أمن البلاد خلال السنوات الماضية.