الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الأمراض الفيروسية" شبح يطارد "الأطباء".. فزع بعد وفاة "محرز" وانتقال الإيدز لطبيب في شرم الشيخ.. وخبراء: 60 قرشًا بدل عدوى إهانة.. والعاملون بالصحة عرضة للموت كل يوم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام طبيب بمستشفى بريطانى بالعاصمة لندن بطرد رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون من المستشفى بسبب عدم التزامه بشروط النظافة والتعقيم خوفا من نقل العدوى للمرضى، بينما في مصر قام وزير الصحة يرافقه الحرس بإجراء عملية جراحية لمريض بمستشفى شرم الشيخ الدولي بدون الالتزام بأي من وسائل التعقيم لمنع نقل العدوى من والى المريض، هذا الإهمال الذي يتعرض له القطاع الصحى في مصر أدى لانتشار العدوى بين العاملين بالقطاع الصحى نتيجة لإهمال التعقيم في المستشفيات وضعف الإمكانات لتعقيمها بالشكل الصحيح.
ففى دراسة حديثة لنقابة الأطباء أعلنت فيها أن العاملين بالصحة يتعرضون للإصابة بالعدوى بالأمراض الفيروسية وخاصة فيروس الالتهاب الكبدى " B " بنسبة 40 %، ويتعرضون للعدوى بفيروس الالتهاب الكبدى C بنسبة 4.4 %، إضافة إلى نسب عالية للإصابة بالأمراض الأخرى الصدرية وغيرها.
كما أعلنت نقابة الأطباء مؤخرا عن إصابة الدكتور عمرو محمد عبد الله طبيب جراحة، بمستشفى الميرى بالإسكندرية بعدوى فيروسية بالمخ أثناء عمله بالمستشفى، قبله كانت الدكتورة الشابة داليا محرز والتي اصيبت بمستشفى الإسماعيلية بفيروس الالتهاب السحائى وتحمل أهلها مصاريف علاجها حتى فارقت الحياة، ولم تمر أيام على وفاة محرز حتى اصيب طبيب آخر في مستشفى حميات شبين الكوم بالمنوفية بفيروس الالتهاب السحائى ولازال يتلقى العلاج، كما اصيب طبيب أسنان بمستشفى شرم الشيخ بفيروس الإيدز نتيجة لغياب الدور الوقائى نتيجة عدوى انتقلت له من مريض نتيجة إصابة عمل وترك عمله بالمستشفى عندما علم باصابته ولازال يعالج على حسابه الخاص.
فيما قال مصدر طبى رفض ذكر اسمه إنه يوجد 10 آلاف طبيب مصابين بفيروس سى وعشرات الآلاف مصابين بالأمراض الصدرية التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسى.
بينما الدكتور عبدالعال محمد البهنسي مؤسس المبادرة المصرية الوطنيه لإصلاح القطاع الصحي، قال أن العاملين في الحقل الصحى أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض الفتاكة التي قد تُودي بحياتهم نظرًا لأن المستشفيات هي أماكن تواجد مسببات الأمراض من البكتيريا والفيروسات مثل الفيروسات المسببة للإلتهاب السحائي والالتهاب الكبد الوبائي بي والإصابة بفيروس سي والإصابة بفيروس نقص المناعة أو ما يُسمي بالإيدز والأمراض التنفسيه الحادة، مضيفا أنه قديمًا لم يكن هناك أبسط إجراءات مكافحة العدوي ولم يكن هناك مفهوم مكافحة العدوي من الأصل فيتعامل مقدم الخدمة الطبية مع الدم بكل بساطة مباشرة دون واقيات شخصيه تقيه من هذا الدم إذا كان مصاب ولم يكن هناك ماسكات تنفسية تقي مقدم الخدمة من الأمراض التنفسيه الحادة والخطيرة ولم يكن هناك تعقيم للآلات الجراحية بالمواد الفتاكة للفيروسات أو أجهزة التعقيم فكان يتم تعقيم الالات بالماء والصابون أو غليها ويتم استخدامها مرة أخرى مما ادى إلى تعرض مقدم الخدمة ومتلقي الخدمة إلى الإصابة بالأمراض الفيروسية، وبخصوص السرنجات كانت يتم استخدام السرنجات الزجاجية ويتم غليها في الماء لإعادة استخدامها مرة أخرى ويتم نقل الدم بطريقه عشوائية دون فحص الدم والتأكد من خلوه من كل الفيروسات فلذلك فكانت طرق ونسب العدوي كثيرة ومستمرة في المنشآت الصحية وفي المجتمع.

أضاف البنهسى، أن الوضع حاليا تغير فيوجد الآن تطعيم إجباري للعاملين بالحقل الصحي للوقاية من الإصابة بفيروس (بي) وتطور فكر مكافحة العدوي بوزارة الصحة المصرية وتم تعميم سياسات وإجراءات مكافحة العدوي على جميع المستشفيات والوحدات ويتم التدريب المستمر لجميع الفئات بالمنشآت الصحية وتقييم الأداء بصفة مستمرة وزاد الوعي لدى وزارة الصحة والعاملين بالمستشفيات والوحدات وتوافر أجهزة التعقيم بجميع المنشآت واستخدام السرنجات البلاستيكيه وذاتية التدمير لضمان عدم استخدامها مرة أخرى بالأضافه إلى تطبيق منظومة التخلص الآمن من النفايات للتخلص من النفايات الطبية الخطرة والحادة بالحرق وتحويلها إلى رماد وذلك حماية للعاملين بالحقل الصحي وحماية أيضًا للمجتمع ككل من تسريب مثل هذه الملوثات لأفراد المجتمع بالأضافه إلى قياس نسبة العدوي بالمنشآت الصحية بصفه شهرية ودراسة أسبابها ،وتم تطوير منظومة نقل الدم وأصبح آمن 100% وخالي من أي فيروسات.
تابع البهنسي، أن الطبيب يحصل على 19 جنيها بدل عدوي شهريًا أي بمعدل ستون قرشا في اليوم تعويضًا له عن العدوى التي يتعرض لها يوميًا بصفه مستمرة أثناء عمله بالمستشفيات أو بالوحدات الصحية مما يعتبر إهانة من الدولة للطبيب وإستخفاف بالعاملين بالقطاع الصحي وأري أنه آن الآوان أن نحترم ونقدر ملائكة الرحمة الذين يقدمون الخدمة الطبية في أصعب الظروف للمواطن المصري الذي من المفترض أنه في عقل وقلب الحكومة وأن يُطبق بدل العدوي محترم وآدمي للعاملين بالقطاع الصحي يكفل لهم القدرة على العلاج والعيش الكريم في حالة الإصابة لا قدر الله.
من جانبه قال الدكتور خالد سمير، أستاذ حراجة القلب بجامعة عين شمس،عضو مجلس نقابة الأطباء، أن كل العاملين بالصحة معرضين لجميع انواع العدوى وليس الالتهاب الكبدى فقط فهناك الأمراض الصدرية والسل والإيدز وغيرها من الأمراض التي تصيب بأقسام جراحة الأوعية الدموية والصدر وجراحة القلب، وكذلك العاملين في العناية المركزة والعمليات الجراحية والتعامل مع الادوات الحادة والجراحية وغيرهم، مضيفا أن العالم كله يتعامل مع العاملين بالصحة انهم أول من يتعرض للعدوى إضافة إلى أن من يعدى منهم سيكون مصدرا لنقل العدوى للمرضى أيضا فيما بعد وبالتالى فهذه البلاد تهتم بالعاملين بالصحة، ولكن الدولة المصرية لا تهتم بهم فالرواتب اقل بكثير من الرواتب العالمية ولا يوجد تأمين صحى حقيقى عليهم فتأمينهم عادى مثل بقية الشعب إضافة إلى أن اسرهم ليس لهم تأمين صحى بالرغم من انهم معرضون لاى مخاطر وعدوى يصاب بها الأطباء.
أضاف سمير، أن المشكلة في مصر ليست في عدم وجود بدل عدوى ولكن في عدم العدالة في منظومة الأجور ففى كل دول العالم المتقدمة الطبيب يحتل المراتب الاعلى في الأجور لأنه مرتبط بحياة الإنسان وحياة الإنسان هي اغلى قيمة ولكننا في مصر حياة الإنسان ليست اغلى قيمة لدينا، موضحا أن الغرب لا يوجد فيه بدل عدوى للأطباء ولكن فيه راتب قيم يضمن للطبيب حياة كريمة ويقدر عدد ساعات عمله وخطورته بينما في مصر الطبيب يتقاضى اقل من العامل في أي وظيفة أخرى إضافة إلى أنه يعمل أكثر من 350 إلى 400 ساعة شهريا وسعر الساعة 4 جنيهات تقريبا، موضحا أن هناك هروب الأطباء والتمريض من التخصصات التي تتطلب مجهود كبير كالطوارئ والجراحات الخاصة والحضانات وغيرها لأن مرتبها مثل بقية مرتبات الاقسام الاخرى وبالتالى يهرب منها الأطباء.
من جانبه قال الدكتور جمال الدرجلى، استشارى جراحة العظام، أن بدل العدوى في مصر للطبيب 19 جنيها في الشهر في حين في ماليزيا وغيرها من الدول الاسيوية يصل إلى ألف دولار شهريا، وفى أوروبا وأمريكا يكون الراتب عالى جدا للطبيب وليس لديهم بدل عدوى لأن الراتب يكفيه لحياة كريمة والتامين اجبارى على الأطباء والمرضى، مضيفا أن العدوى التي يتعرض لها الأطباء هنا وصلت لحد انها لا تستجيب معها المضادات الحيوية ووصل بها الحد إلى انتقال هذه الأمراض لزوجة الطبيب وابنائه ما زاد الأمر خطورة.
بينما الدكتور رشوان شعبان، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أن الطبيب أكثر عرضة للأمراض من أي شخص آخر سواء بأمراض الدم أو الأمراض التنفسية ولكن أكثر الأمراض انتشارا بين الأطباء الالتهاب الكبدى، مضيفا أن خطورة انتقال العدوى للطبيب هو أنه سيتحول إلى مصدر للعدوى للمرضى لأنه يتعامل مباشرة مع المرضى يوميا وخاصة أن الطبيب يتعرض لجروح أثناء اجرائه العملية ما يؤدى لنقل المرض من الطبيب المعدى إلى المريض.
ومن ناحية حماية العاملين بالصحة، قال شعبان أن اساليب مكافحة العدوى معروفة ونحن نطبقها في مصر على الورق فقط لأنها تحتاج امكانيات مادية كبيرة ولا تستطيع أن توفرها المستشفيات الحكومية وبعض المستشفيات الخاصة أيضا لا توفرها، لأنها تتطلب دهانات معينة للمستشفى وطريقة التهوية وطريقة تشغيل التكييفات والجوانتيهات وواقى العين والرأس والوجه وواقى على الملابس العادية وهذه الإجراءات مفرض أنه يتم تغييرها بعد الكشف على كل مريض وقد يكشف الطبيب على 60 مريضا فهل سيغير 60 جوانتي؟ وفى المستشفيات القروية يجبرونا أن نستخدم الخافض الخشب مرتين بعد كسره نصفين، موضحا أن الطب مكلف في العالم كله، وأبرز الامثلة دخول وزير الصحة بالحرس غرفة العمليات أثناء إجراء عملية لمريض بشرم الشيخ دليل على ضعف الوقاية من العدوى.