السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هو أنا "سلفية حاسرة" يا دكتور؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزة حد يفهمنى وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللي بيحصل فى بلدنا وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللي أصبحوا غير مسئولين على اللي بيتقال بين الناس ومش فاهمينه يفهمونا. 
كنت سعيدة بحوارى غير النمطى مع الدكتور كمال الهلباوي، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين الذى دعا شباب الجماعة بالانقلاب على قيادات التنظيم الإخوانى، واصفًا القيادات بالكذب والتكفير والتضليل لأنهم قاموا بتبديل فكر حسن البنا بفكر سيد قطب المتشدد والمتطرف الذى يدعو الى العنف كما قال فى برنامجى «عامل قلق» والبرنامج يستضيف الشخصيات العامة المثيرة للجدل والقلق، وكان من ضمن اتهامات الدكتور الهلباوى لي بعد محاولة الضغط وهجومى عليه فى الحوار لحبه لإيران والشيعة ودفاعه عن الخُمينى، واصفًا إياه بأنه إمام المسلمين، وهجومه على الوهابية فى السعودية، فاتهمنى بأنني سلفية حاسرة، لهجومى على إيران، فرددت عليه بأننى سنية مسلمة، وأننى ضد مواقف الشيعة العدائية ضد السنة، وطلب منى إبداء رأيى فى التقدم التكنولوجى الذى وصلت إليه إيران، فأجبت عليه بأننى سأقول رأيى بعد الحلقة، لأننى لا أستطيع أن أبدى رأيى الشخصى كمذيعة مع الضيوف هكذا تعلمنا المهنية والحيادية.وها أنا أرد، من خلال هذا المقال..
حد يفهمنا لماذا لا نفصل بين الدين والسياسة والتقدم العلمى التكنولوجي، خاصة الدين بمعنى أننا كلنا نعلم مذاهب الشيعة المثيرة للفتن لتفريق المسلمين. فعداء الشيعة للصحابة رضى الله عنهم والسيدة عائشة على مر العصور، ظاهر كالشمس ثابت فى التاريخ الإسلامى بداية من عصر الخلفاء ومقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان وتقطيع صوابعه، وقد نال الصحابة رضوان الله عليهم والسيدة عائشة من السباب والإهانات والبذاءات قسطًا وافرًا من عدم الاحترام والتشكيك فى إيمانهم. فمجازر الشيعة ضد السنة واضحة عبر التاريخ ومحاولة سيطرتهم على الدول العربية ونشر نفوذهم الدينى المتشيع، وقد قال الله فى كتابه العزيز «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شىء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون»، ولهذا أنا ضد من يحاول تفرقة المسلمين وإيقاظ الفتنة فى العقيدة، ولكى أجيب على السؤال لماذا أنا ضد الشيعة؟ لا بد أن أكون منصفة وأفصل بين الدين والسياسة والتقدم التكنولوجي، فنحن نأخذ من أوروبا فى الوقت الحالى كل أوجه التقدم ونصفهم بالفرنجة الكافرين، فمنهم الملحدون ومنهم المخالف للدين الإسلامى، ومع هذا نقدم فروض الإعجاب والولاء، وهذا قمة التناقض الذى نعيش فيه نتهمهم بالكفر، ونغرق فى المياه للهجرة إليهم، ومحاولة العيش بينهم فى بلادهم نأخذ منهم العلم ونتعلم فى جامعاتهم، ونقوم بعمليات إرهابية ضدهم، ونأخذ منهم كل أشكال التطور الإنسانى فى جميع المجالات ومش عاجبنا. نتعاون مع كل دول العالم من جميع الديانات والجنسيات ماعدا إيران فهى خط أحمر.
حد يفهمنا لماذا نتخذ موقفًا عدائيًا من إيران على المستوى السياسي؟ وفى المقابل كما ذكرت نتعامل مع كل الدنيا حتي مع العفريت نفسه، ولا نستطيع أن نتعامل سياسيًا مع إيران، نجد أننا صافحنا العدو الصهيونى من خلال معاهدات سلام، وقمنا بالتطبيع معه من خلال تبادل الاستثمارات وغيرها من المجالات المختلفة ومفيش حد يقولى محصلش، وقد حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسى هليفى الإسرائيلى، من التقدم والتطور العلمى المطرد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واصفًا إياه بالخطر الذى يحدق بإسرائيل، وأشار إلى أن الإيرانيين ينجحون باللحاق بـ«الدولة العبرية» علميًا، نتيجة لاهتمامهم بالتعليم والتكنولوجيا. وهذا عكس ما يحدث فى مصر من تدهور التعليم وانتشار الفقر والجهل. فسلاح أى دولة للتقدم هو التعليم وتليها الصحة، فهناك ثورة فى جميع المجالات العلمية فى إيران، فنحن لا بد أن نكون منصفين وعقلاء، فهناك نهضة على جميع الأصعدة فإيران يا سادة أصبحت قوة لا يستهان بها فى المنطقة كما حدث فى تركيا من نهضة اقتصادية كبيرة، بالرغم من اختلافنا مع النظام الحاكم وعدائه لمصر. فإيران تتقدم علميًا بخطوات سريعة، وهذا مقلق جدا لماما أمريكا يا سادة.
حد يفهمنا ده يزعلنا ولا يفرحنا، بالعكس نجد أن إيران هى الجمهورية الإسلامية الوحيدة فى المنطقة العربية التى تمتلك القنبلة النووية وهى الدولة العربية الوحيدة التى تقول الشهادتين فى الإسلام، الوحيدة عسكريًا التى تهدد إسرائيل نوويًا، لماذا لا نعيد حساباتنا تجاه إيران لنتصدى للمخاطر التى تواجهها المنطقة العربية. أعيد السؤال مرة أخرى بشكل أوضح. حد يفهمنا هل إيران تشكل خطرًا على مصر من الناحية السياسية والاقتصادية أم الدينية؟ هل تشكل خطرًا على الأمن القومى فى مصر، لمحاولة نشر النفوذ الدينى فى مصر ودول الخليج، وخصوصا البحرين والحوثيين فى اليمن وسوريا والعراق وحزب الله اللبنانى، وتدخلها الدائم فى الشئون الداخلية لدول المنطقة وإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن الداخلى لتلك الدول، لتكوين الخلافة الفارسية فى المنطقه العربية؟.
حد يفهمنا أيهما أخطر على مصر والدول العربية الخلافة الإسلامية أم الخلافة الفارسية؟ حد يفهمنا.. مع كل هذا وفى ظل المستجدات السياسية فى العالم وتكتلات الدول بعيدا عن الناحية الدينية، لماذا لا يتم التقارب بين إيران ومصر من الناحية السياسية والاقتصادية بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثين عامًا، ألم يحن الوقت بعد، فمصر دولة محورية فى المنطقة لأهميتها إقليميًا، لماذا لا يتم تقريب وجهات النظر بين الدولتين، فإيران يا سادة كما ذكرت دولة لا يستهان بها، فرغم اختلافى مع الشيعة فى مذاهبهم الدينية، ولكننا فى حاجة لفصل الدين عن السياسة والاقتصاد والتقدم التكنولوجى العلمى لتحقيق المصالح السياسية العليا. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا.
hend.farahat12@gmail.com